احتفل منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بتخريج المشاركين في دورة تخطيط وإدارة المؤسسات الإعلامية التي نظمها بالتعاون مع مركز الجزيرة الاعلامي للتدريب والتطوير في فندق الأرك مد على شاطىء بحر غزة بحضور وكيل وزارة الخارجية غازي حمد ومدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس . ورحب رئيس منتدى الإعلاميين عماد الإفرنجي بالحضور، مشيراً إلى أن الدورة استهدفت 15 مديراً من قادة المؤسسات الاعلامية بقطاع غزة حاضر فيها مدير الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية في قطر نبيل العتيبي وعقدت ست ساعات يوميا لخمسة أيام. وقال أن الدورات التدريبية تزيد من خبرة المدير وتصقل تجربته ، وشكر المشاركين الذين صبروا على أنفسهم لانجاح الدورة، مشيداً بالمدرب العتيبي، وأضاف أن المنتدى يسعى إلى تطوير العلاقة مع مركز الجزيرة حتى نستطيع أن ننظم دورات أكثر وأفضل وفقاً لاحتياجات الإعلام الفلسطيني. وأوضح وكيل وزارة الخارجية غازي حمد أن الدورات التدريبية تشكل إضافة للإنسان، مشدداً على أهمية الإدارة والتخطيط الصحيح. وقال أن جزء من أزمة الإعلام الفلسطيني تتعلق بغياب الإدارة السلمية التي يمكن أن تؤسس لعمل مهني ومؤسساتي، يقوم على أساس عمل الفريق المتكامل، وعمل على أساس معرفة السوق والفئة المستهدفة. وأضاف: إن كسب الجمهور المستهدف والتأثير فيه يحتاج إلي جهد، ومشكلة كثير من الناس أنها تبني عمل إعلامي دون مؤسسة فتصبح نتيجة متواضعة، مشيراً الى أن الدورة من النشاطات النادرة التي تعطي إضافة نوعية وقدرات ومهارات أكبر في مجال العمل الإعلامي. وأكد حمد على أن الإعلام الفلسطيني يحتاج إلي إدارة مهنية، وعلم وفن في معرفة الجمهور من أجل تسويق الفكرة للناس وإقناع الجمهور بها، مشيراً إلى أن هذه قضية ليست سهلة، لأنها تخاطب العقل. وذكر وكيل وزارة الخارجية أننا نريد إعلاماً فلسطينياً قوياً يمكنه مواجهة إعلام إسرائيلي قوي ومتمرس ولديه خبرة وطاقات وإمكانيات كبيرة جداً، معتبراً ذلك جزءاً هاماً من مقاومة الاحتلال. من جانبه، اعتبر مدير مركز الميزان عصام يونس أن الإعلام جزء من منظومة أكبر في الصراع مع الاحتلال تسجل فيه الانتصارات بالنقاط لا بالضربة القاضية. وأضاف أن الإعلام كان ولا يزال مفخرة لنا وأنا دائما تحضرني الحرب قبل الأخيرة عندما منع الإعلام الأجنبي من دخول القطاع قام الإعلام الفلسطيني بدور بطولي وكون خبرة فائقة بالتجربة وتعامل مع ما هو موجود من إمكانيات وفي نهاية الأمر المشهد خرج والمشهد تسبب في إدانة الاحتلال وإيفاد لجنة لتقصي الحقائق وتقرير جولدستون. وأوضح يونس أن إعلامنا أحياناً يعيد اجترار نفس الخطاب وبيع همنا لأنفسنا وجمهورنا، وهذا جزء جيد من عملية التعبئة، لكننا يجب أن نخاطب ونخرج لفضاء أوسع. وأكد مدير مركز الميزان على أن من لا يخطط هو بالحقيقة يخطط للفشل؛ لأن التخطيط عمل واعٍ ومدرك وبالضرورة يجب أن يأخذ في عين الاعتبار كل السياق الذي تمارس فيه التجربة والإمكانيات. وقال إن الدورة فرصة لإعادة تقويم كل تجاربنا لأنه بدون تخطيط نحن ذاهبون إلي فراغ لأن جزء من مشاكلنا في السياسة هو عدم التخطيط، والتعامل بردود الأفعال في كل تفاصيل حياتنا السياسية حتى في موضوع الإعلام . وأعرب مدير الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية في قطر نبيل العتيبي عن سعادته الغامرة بوجوده في غزة التي صنعت العزة و الانتصار وتمثل جزءاً عزيزاً من فلسطين، وشكر منتدى الإعلاميين على جهوده الطيبة في اتجاز الدورة والتعاون مع مركز الجزيرة للتدريب والتطوير. وقال إن الدورة سلطت الضوء على قضايا اعلامية مهمة لتؤكد مجدداً أن أهم محور في العمل الإعلامي هو الجمهور سواء كان داخل فلسطين أو خارجها، وفهم طبيعته واحتياجاته وعادات المشاهدة الخاصة به وما يملك من وسائل. وأضاف أننا بنينا أرضية مشتركة على هذا الأساس وأن الإعلام غايته النهائية إحداث التأثير وصناعة صورة ذهنية إيجابية ، مطالبا الإعلام الفلسطيني بمختلف ألوانه بضرورة التوافق لصناعة صورة ذهنية إيجابية عن فلسطين والشعب الفلسطيني . وأوضح العتيبي أن وسائل اعلام فلسطينية تستغرق في كل أخبارها بالمسائل الحزبية والمؤذية وتنسي الصورة الخارجية التي تزرع لدى المشاهد خارج فلسطين، وتشعر أنها صنعت انتصار كبير لحزبها أو فصيلها أو أسأت لخصمك لكنك لا تدرك أنها تسيء للقضية ككل وللشعب الفلسطيني وتخل الصورة الذهنية الإيجابية عند الناس لذلك الإعلامي ينتقي الشيء الذي يخدم رسالته وغاياته النهائية ويقدمها للجمهور المستهدف . وأفاد أن العالم يذهب باتجاهات المستقبل التكنولوجية وغيرها ولم يبق إلا أن ننطلق جميعا نحو التغيير، ولابد من كل واحد قائم على مؤسسة أن يحاول التغيير ايجاباً ودائما هناك فرصة ولا زال الأمر متاح. وووجه حديثه للمشاركين بالقول "الإعلام سلاح تدرب عليه جيدا وصوبه بشكل محكم حتى لا تؤذي نفسك أو صديقك وأنت لا تعلم". بدوره شكر الصحفي مروان الغول مدير عام مؤسسة ميادين للاعلام مركز الجزيرة ومنتدى الإعلاميين والمدرب العتيبي. وقال أن الدورة تصلح لتكون تجربة لنا جميعا، حيث أجبرتنا على تقييم أنفسنا وأعمالنا والخطط وإدارة العمل ، لقد تعلمنا واستفدنا الكثير، و كيف تكون الإدارة ممنهجة وكيفية تحليل نسب النجاح، بمقاييس علمية وردود أفعال للنجاح . واضاف الغول " تعلمنا كيف تكون روح الإدارة والقيادة ، وكيف نمارس إدارتنا للمؤسسة بشكل ممنهج ومنظم، والأهم من ذلك كله كيف نرتقي بالمؤسسة الإعلامية من المصالح الشخصية إلي المصالح العامة، ونرتقي فوق كل المسؤوليات، حتى ننتج أفضل خبر وصورة ممكنة متواجدة في ذهن الجمهور .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.