كشف الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق عن مخطط يجري لتصفية القضية الفلسطينية ويحذر من مخاطره ويدعو الفلسطينيين لإفشاله بعد كل الزخم الذي يشهده العالم دعماً للقضية.
وصرح المسؤول القطري السابق في صفحته الرسمية في موقع “إكس”، (تويتر سابقاً)، أن الملف الفلسطيني يشهد محاولة تصفية من قبل أطراف لم يسمها، ودعا الفلسطينيين لإجهاض المشروع عبر تشكيل جبهة موحدة تحول دون تحقيق تلك الخطط.
وأشار حمد بن جاسم إلى أنه لم يتحدث منذ فترة طويلة عما يجري في غزة من مآس وإبادة جماعية وذلك لعدة أسباب.
وأشار إلى أنه يشعر بإحباط مؤلم لاستمرار هذه المأساة الإنسانية التي عجز العالم كله حتى الآن عن وقفها، ولا يستطيع المرء تحمل أعباء متابعة أهوالها جسديا ونفسيا.
وأضاف رئيس الوزراء القطري السابق أنه أصبح من المؤكد لديه الآن، أننا أمام مخطط معد بإحكام لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال حمد بن جاسم إنه لا يريد أن يخوض في الشواهد والأسباب، جازماً أن هذا المخطط لن يستطيع وقفَه وإفشاله إلا جبهة فلسطينية موحدة في غزة والضفة الغربية.
وشدد أن يكون الفلسطينيون على مستوى هول ما يجري من أحداث مأساوية وتطورات حاسمة، وعلى مستوى المسؤولية الأخلاقية الواجبة عليهم، فلا ينخرطون أبدا، هم أو من يطمح لأن يحل محلهم، في ذلك المخطط الذي يهدف لإلغاء فكرة حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية بعد كل ما نشهده اليوم في العالم من زخم وتأييد للحقوق الفلسطينية، واطلاع على مأساة مستمرة منذ 76 عاما عجز المجتمع الدولي عن حلها حلا عادلا.
وأضاف آل ثاني أن ما يحمل على الاستغراب والإحباط أن مواقف الدول الإسلامية أصبحت أيضا غير مبالية، لأنها ترى أن أصحاب الشأن الأقرب من الدول العربية لا تبالي، بل إن بعضها ضالع في بعض مخططات التصفية. ويؤكد أن أغلب الدول الإسلامية، الكبيرة منها وغيرها، تكتفي بإصدار البيانات التي يصدرها الجميع سواء منهم المتآمرون أو المتخاذلون أو المندهشون أو من لا حول لهم ولا قوة.
وأشار حمد بن جاسم إلى أنه لا يرغب الخوض في ما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كونه غير متأكد من أنه كان من الحكمة القيام به، مع تأكيده أن القضية الفلسطينية اكتسبت زخماً عالمياً واهتماماً كبيراً يجب على الفلسطينيين استغلاله بشكل ذكي ومنطقي.
وأضاف المسؤول القطري السابق أنه يجب الآن الاستفادة من ذلك الزخم العالمي والإنساني في مساعدة أهل غزة على استعادة حياتهم وتضميد جراحهم، وتعويضهم عما دمر من منازلهم وسلب منها، ليس على المستوى العربي والإسلامي فقط، بل على مستوى العالم الحر المتحرر من قيود السياسة وتكتلاتها.
وتساءل حمد بن جاسم من سيعوض الفلسطينيين ويساعدهم؟ هل هم العرب؟ أم من دمروا وقتلوا وسلبوا هم من يجب أن يتحملوا تكاليف تعويض الفقراء الذين أصبحوا في العراء؟ هل سيبقى هؤلاء في الخيام أربعين أو خمسين سنة أخرى؟
واختتم تصريحه بالقول إن هذا هو السؤال المُلِحُ الآن، فالمعركة ستنتهي والمأساة لن تنتهي، والحقوق يجب ألا تضيع.