جدّدت قطر، اليوم الاثنين، تأكيدها استمرار وساطتها من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح منتدى الأمن العالمي الذي تستضيفه الدوحة: "الحرب في غزة تحصد آلاف الأرواح، مما يستلزم تدخلاً دولياً لإنهائها وإدخال المساعدات".
وأضاف "التزامنا بالوساطة لوقف الحروب ليس التزاماً سياسياً، بل التزاماً أخلاقياً". وأشار إلى أن الحرب في غزة تحصد آلاف الأرواح، مما يستلزم تدخلاً دولياً لإنهائها، وإدخال المساعدات، مشيراً إلى تمدد الحرب في غزة وتأثيرها على سلاسل التوريد. وأكد آل ثاني أن قطر تبذل جهوداً لوقف الحروب من خلال الوساطات التي تقوم بها، والمساعدات التنموية التي تقدمها لمختلف دول العالم، مجدداً التأكيد أن جهود الوساطة وفض النزعات هي أحد الأركان الأساسية للسياسية الخارجية القطرية.
وقدّم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري التعازي للشعب الايراني بوفاة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والوفد الإيراني المرافق لهما في حادث تحطم طائرتهم شمال غربي البلاد.
بدوره، قال وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي إن بلاده مستمرة في جهودها لجلب الطرفين (حماس والاحتلال الإسرائيلي) إلى طاولة المفاوضات. وأضاف خلال المنتدى: "رغم التحديات العديدة، وخاصة العمليات العسكرية، إلا أننا مستمرون في جهود الوساطة، وكل فرصة تتيح لشعب غزة بأن يحظى بفترة هدوء أخرى".
وأكد الخليفي أن قطر تميّز بين موقفها السياسي وجهود الوساطة التي تقوم بها، وهي تلتزم بالقانون الدولي، مشدداً على أن اللجوء إلى العنف لن يحلّ الخلافات، وأن الوساطة والمفاوضات هي أفضل الطرق. وتابع: "الوساطة في الحرب الإسرائيلية على غزة هي القضية الأعقد والأصعب، لغياب الثقة واستمرار الحرب على الأرض".
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمته خلال المنتدى عبر تقنية الفيديو، إن العدوان على غزة بات يهدد المنطقة بأسرها ويهدد شعوب المنطقة، معتبراً أن وقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني هو أول الطريق لتحقيق الأمن، مؤكداً أن العراق سيكون من أول الدول المساهمة في إعادة إعمار غزة.
وانطلقت في الدوحة اليوم فعاليات منتدى الأمن العالمي التي تستمر حتى الأربعاء، تحت شعار "المنافسة الاستراتيجية: الترابط المعقد"، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الدوليين وصناع القرار والسياسات، والخبراء في مجال الاستخبارات والشأن العسكري وإنفاذ القانون.
ولا تزال المساعي الهادفة إلى الوصول إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار في غزة جارية من جميع أطراف الوساطة، وآخرها المحاولات التي تهدف إلى عقد جولة جديدة من مفاوضات هدنة غزة في العاصمة القطرية الدوحة، بعد فشل الجولة الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، والتي استمرت على مدار يومين، بحضور وفود كل من المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي ومصر وقطر وأميركا.
وبحسب مصادر مصرية وغربية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الجهود المصرية القطرية لا تزال مستمرة على مدار الساعة، في محاولة لجسر الهوة بين المواقف، ومن جهة أخرى تحاول الإدارة الأميركية ممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلي للقبول بصيغة الاتفاق المقترحة، والتي وافقت عليها حركة حماس، في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.