13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.11°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.11°
السبت 30 نوفمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

ماذا لو حدثت حرب بين (إسرائيل) وتركيا ؟

خبر: القرش التركي وسمكة السردين الإسرائيلية

قبل أسبوعين طردت تركيا السفير الصهيوني، وفي الأسبوع الماضي قامت بتفتيش "مهين" لسيّاح صهاينة في المطار، وجمّدت التعاون التجاري والأمني مع (تل أبيب)، وهدّدت بإرسال سفن حربية لترافق قوافل المساعدات إلى غزة، كما هدّدت بالتنقيب عن الغاز مع "شمال قبرص" وإرسال سفن بحرية إلى شرق المتوسط في الوقت الذي قامت فيه بالأخطر. والأخطر هو ما كشفته صحيفة "ستار غازيت" التركية الأسبوع الماضي من أن سلاح الجو التركي قام عبر مؤسسة "أسلسان" للتصنيع الإلكتروني الحربي بتغيير منظومة إلكترونية كانت مثبتة أصلا في طائرات "اف 16" التي تملك منها تركيا أكثر من( 250 طائرة) وتعتبر (إسرائيل) دولة صديقة. وبالتغيير تم استبدال المنظومة التي يختصرونها باسم IFF بأخرى أصبحت تصنف الطائرات الإسرائيلية أوتوماتيكيا كمعادية، إلى درجة أنها حين تظهر على شاشة الرادار أمام الطيار لمسافة معينة "فعليه أن يقاتلها من دون أن يتلقى أمرا بذلك" وفق ما ذكرته الصحيفة. لذلك بدأت الحرب التي استمرت باردة طوال العامين الماضيين بين "أنقرة" و(تل أبيب) تتغير إلى فاترة وسط موانع كثيرة تمنع نشوب نزاع مسلح شامل، لكن معارك متقطعة في البحر والجو وإردة إذا احتدمت الأمور بين الدولتين اللتين تبعدان عن بعضهما مسافة تقطعها طائرة "أف16" في عشرة دقائق كمعدل. [title]القرش وسمكة السردين [/title] لا قوات برية، من :ملالات وشاحنات وناقلات جند ودبابات ومدفعية وفرق مشاة وصواريخ قصيرة المدى وسواها، تنفع في حرب بين بلدين لا حدود بينهما سوى الماء، لذلك فمن يملك قوة بحرية تدعمها ثانية جوية أكبر من الآخر سيهزم خصمه بالتأكيد، ولكن بالنقاط على مراحل، لا على السريع بضربة قاضية. هذه أهم نقطة عن الجيشين التركي والصهيوني، ومعظمه من مصادر متخصصة بالتسلح و"اللوجستيات"، كتقارير World FactBook الصادرة سنويا عن المخابرات الأمريكية (سي.آي.إيه) وشبيهتها الصادرة عن "غلوبال فاير باور" المعروفة باسم GFP اختصارا، ومعظمها يوحي بأن قتالا فوق مياه المتوسط بين (إسرائيل) وتركيا سينتهي بأحد إعلانين: لا غالب ولا مغلوب، أو بهزيمة الاثنين معا. ومن حسن حظ (إسرائيل) وهي عاشر قوة عسكرية بالعالم، أنها ليست عند حدود تركيا المعروفة بأنها بلاد سادس أقوى جيش بالعدد والعتاد على مستوى العالم، وهو أيضا ثاني أكبر قوة بعد الولايات المتحدة بحلف "الناتو" الذي تمر على انضمام "أنقرة" إليه( 60 سنة بعد 6 أشهر)، لأن الجيش التركي قوة برية ضاربة ويأتي بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني. كما من سوء حظ (إسرائيل) أن المسافة التي تفصلها عن تركيا قصيرة، وتضعها ضمن جغرافيا تتحكم فيها القوة البحرية التركية إلى حد كبير، فلا مجال للمقارنة بين القرش التركي الفتاك وسمكة السردين الإسرائيلية الصغيرة، لأن تركيا وفقا لأرقام "غلوبال فاير باور" هي صاحبة القوة البحرية الأكبر بين جميع دول البحر الأبيض المتوسط، باستثناء فرنسا. أما السلاح الجوي فهو لصالح (إسرائيل) بعدد ونوعية الطائرات وخبرة الطيارين وتدريباتهم وما يملكون من وسائل تتيح السيطرة أكثر على أجواء ساحة حرب بحرية يصف الخبراء القتال فيها بأنه شبيه بالقتال في الصحراء، فمن الصعب في النزاع البحري احتلال أي مساحة مائية. [title]العتاد والحالة "اللوجستية" [/title] وعن قتال البحر بأنه صعب الاندلاع فجأة ومرة واحدة بهجوم كاسح، وما يحدث عادة هو معارك متقطعة واستنزافات قد تطول لأشهر إذا استمر النزاع بلا حل، وهو سيناريو ممكن إذا قرعت الحرب طبولها بين "أنقرة" و(تل أبيب)، علما أن للولايات المتحدة قادرة على الفصل بين حليفتيها بأسطولها السادس المتجول في المتوسط، وإنهاء النزاع بسرعة. وتركيا بلاد كبيرة ، فمساحتها أكثر من( 783 ألف كيلومترمربع) وليس فيها صحراء، ومساحة مياهها الإقليمية ( 14 ألف كيلومترمربع) تقريبا، مقابل( 20 ألف و770 كلم مربع) كمساحة لـ(إسرائيل) مع( 440 كلم) لمياهها الإقليمية، فيما عدد الإسرائيليين(7 ملايين و500 ألف نسمة) مقابل( 79 مليون تركي)، طبقا لإحصاء يوليو/تموز الماضي في البلدين. وتركيا هي أيضا قوة اقتصادية ضاربة، فإنتاجها القومي بلغ العام الماضي حوالي (تريليون دولار)، أي ( 4،5)أضعاف الإسرائيلي البالغ( 220 مليارا)، ولو أن عدد الأتراك أكثر(11 مرة) من الإسرائيليين البالغ معدل دخل الفرد السنوي لديهم(30 ألف دولار) مقابل(12300 بتركيا) المالكة احتياطات ذهب وعملات صعبة كانت العام الماضي(87 مليارا)، مقابل(80 مليار) لـ(إسرائيل). أما موازنة وزارة الجيش، فهي في (إسرائيل) (16 مليار دولار) هذا العام، مقابل( 25 مليارا) بتركيا، وفق موازنتي البلدين البعيدين عن بعضهما في أقرب نقطتين بريتين حوالي( 450 كيلومترا)، وهي مسافة تقطعها طائرة "أف.16" في عشر دقائق، استنادا لحسابات سرعة الطائرة البالغة في أقصاها( 2400 كلم) بالساعة. ومن المعلومات أدناه، وهي تلخيص لتقريرين عن هذا العام من "غلوبال فورس باور" إضافةً لآخر أمريكي واقتصرته "العربية.نت" على القوتين البحرية والجوية وعدد الجنود نظاميين واحتياط فقط، نرى التفوق التركي بجميع أقسام البحرية والإنفاق العسكري واضحا بامتياز. لتركيا جيش تعداده( 612 ألف) جندي نظامي مع( 429 ألف) احتياطي مقابل( 187 نظامي و565 ألف) احتياطي في (إسرائيل) التي لديها( 1964 طائرة)، بينها( 689 مروحية)، مقابل( 1940 طائرة) بينها( 874 مروحية) في تركيا التي لجيشها البري( 4246 دبابة) مقابل( 3230 )في (إسرائيل). وتملك (إسرائيل) (64 قطعة) بحرية في ترسانتها مقابل( 269 )في تركيا التي لديها (8 مرافئ) بحرية مقابل( 4 )في (إسرائيل). أما السفن التجارية فتملك منها (إسرائيل)( 10 فقط) مقابل( 645 سفينة) لتركيا المالكة( 99 مطارا) مقابل( 48 )في (إسرائيل) التي تملك( 42 زورقا) لخفر السواحل مقابل( 110 )في تركيا. وفي الترسانة البحرية التركية( 7 طرادات و16 فرقاطة و75 طائرة بحرية و100 سفينة إنزال)، مقابل لا شيء من هذا كله في (إسرائيل) التي تملك( 3 غواصات) مقابل( 16 غواصة) في تركيا. أما الزوارق فتملك منها تركيا( 108 زوارق) مقابل( 10 فقط) في (إسرائيل)، في حين يبلغ عدد الجنود بالبحرية التركية( 48 ألف و600 جندي) مقابل( 19 ألف و500 )في (إسرائيل). وليست المطارات الواردة بالمعلومات أعلاه هي التقليدية المعروفة، إنما منشآت جوية صغيرة ومدرجات منتشرة لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية. نلاحظ أيضا أن أيّا من البلدين لا يملك مدمرة أو حاملة طائرات، علما أن (إسرائيل) تنفرد بامتلاكها بين( 100 و200 قنبلة نووية). [title]القوة البحرية التركية [/title] وبين سفن الإنزال التي تملكها تركيا هناك( 26 من طراز LCM302 )بنتها في أحواضها بمساعدة غربية، والواحدة منها قادرة على حمل( 60 طنا) من البضائع، إضافة إلى( 140 جنديا). كما لديها( 30 سفينة) فئة EDIC LCT صناعة محلية تماما، وتقل الواحدة منها( 100 جندي و5 دبابات). لديها أيضا سفينة ضخمة برمائية، هي "أوسمانغازي" القادرة على حمل (900 جندي و15 دبابة وطائرة هليكوبتر)، إضافة إلى سفينتين برمائيتين طراز "أرتوغرول" تحمل الواحدة( 395 جنديا) وبضائع إمدادات زنتها (2200 طن)، و(إسرائيل) لا تملك شيئا من هذا كله. ويضم الأسطول التركي سفينتين من طراز "ساروكابي" للنقل والقتال وزرع الألغام، وتحمل الواحدة (600 جندي و11 دبابة وطائرة هليكوبتر). كما تملك تركيا (21 كاسحة ألغام) صنع فرنسي وأمريكي تحمل فرق غوص وجنود على متنها. وبين الطائرات البحرية التي تملكها تركيا، هناك( 4 )لكشف الغواصات والمراقبة البحرية و(7 )للتدريب، إضافة إلى( 3 )طراز CN-235 للخفر والاستطلاع، مع( 4 طائرات) هي نسخة من "البلاك هوك" الأمريكية، وهي بر-مائية مهمتها تصفية الأهداف المعادية على الساحل، مع( 3 طائرات) مضادة للغواصات. و"الفرقاطات" التي تملكها تركيا هي من نوع حاملات الجنود، وعلى متن بعضها( 8 منصات) لإطلاق صواريخ طراز "هاربون بلوك1" وصواريخ "سبارو" كما على متن فرقاطات أخرى( 16 منصة) لإطلاق الصواريخ وقذف الطوربيد، إضافة إلى مهابط للهليكوبتر. أما السفن التجارية فأهميتها هي في إمكانية وضعها بخدمة البحرية في حالات القتال. ولـ(إسرائيل)، كما لتركيا، طلبية من( 100 طائرة) "أف 35" الأكثر تطورا بالسلاح الجوي الأمريكي ستتسلمانها بعد( 3 سنوات). كما تتسلم تركيا في العام المقبل عدداً من طائرات أمريكية مهاجمة من دون طيار، وستنشر فوق أراضيها منظومة رادارات إنذار مبكر للولايات المتحدة معروفة باسم X-Band وتستهدف إيران. ولأن الشبكة متصلة بمنظومة رصد دولية تضم (إسرائيل) بين أعضائها، فقد اشترطت تركيا حرمان (تل أبيب) من أيّ معلومات تلم بها الشبكة التي سيتم نشرها في قاعدة "ملاطيا" الجوية بمنطقة "كوراجيك" في الشرق التركي، ونال الطلب التركي موافقة رسمية من البيت الأبيض، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية. وما يشغل بال (إسرائيل) هذه الأيام هو أن يطالها الغضب التركي أكثر وتقوم بإغلاق( 3 قواعد) تنصت ومراقبة خاصة سبق أن أقامها الجيش الإسرائيلي على الأراضي التركية بموجب اتفاق "لوجستي" بين البلدين؛ لأن إغلاقها يصم آذان (إسرائيل) المسترقة السمع على همسات طهران ودمشق، كما سيعمي عيونها التي ترقب الشاردة والواردة في الساحة الخلفية لإيران.