تبدو فرص الاستثمار في الأسواق المالية في ابهى صورها خلال العام الجاري، العام الذي تميز بتسجيل الكثير من الأصول المالية لمستويات قياسية لم تشهدها من قبل. بداية من الأسهم الأمريكية التي سجلت مستويات قياسية وواصلت ارتفاعتها المستمرة منذ سنوات. كذلك أسعار الذهب بعدما سجل سعر أونصة المعدن الأصفر مستويات تقترب من 2500 دولار، بالتزامن مع تسجيل العملة المشفرة الاولى عالميًا من حيث القيمة السوقية البيتكوين مستويات فوق 70 ألف دولار وهي المستويات التي لم تشهدها العملة المشفرة من قبل.
تأتي تلك الارتفاعات في وقت حافظ فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة منذ شهر يوليو منذ العام الماضي عند مستويات ما بين 5.25% و5.5% وهي أعلى مستوى لسعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عشرين عام. بينما تتعدد الأسباب وراء اتفاع تلك الأصول المالية يبدو أن السبب الأهم والمستمر على مدار أشهر عام 2024، هو إمكانية تحول السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط توقعات باقرار اول خفض في سعر الفائدة خلال الربع الأخير من العام. خاصة بعد البيانات المتفائلة الخاصة بأرقام التضخم. يسود تساؤلات حول المستجدين من المتداولين، والمضاربين حول مدى استمرار ارتفاعات السواق العالمية في ظل بحثهم عن افضل شركات التداول في السودان 2024 ومدى امكانية تحقيق الربح من فرص جديدة تلوح في الافق. خاصة مع تعثر الوضع الاقتصادي في السودان بسبب الانقسام الداخلي وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
في هذا الشان، تبدو الأسواق مهيأة لتسجيل المزيد من الارتفاعات خلال النصف الثاني من العام، كذلك خلال الأعوام القادمة خاصة في ظل الفوز المتوقع للمرشج الجموري والرئيس السابق دونالد ترامب. حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرسمي للحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية المقرر أن تجرى في نوفمبر المقبل دونالد ترامب عن الخطوط العريضة حول الخطط الاقتصادية التي يسعى لتنفيذها في حالة انتخابه مرة اخرى، وهي الاحتمالات الاقرب في الوقت الحالي. حيث اكتسب دونالد ترامب شعبية كبيرة رفعت من نسب نجاحه خلال بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي نجى منها خلال نتصف شهر يوليو الجاري. ووقع إطلاق النار، مما أدى إلى مقتل أحد المشاركين في التجمع وإصابة آخر عندما فتح مسلح النار فيما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنه محاولة اغتيال ويدرس عملاً من أعمال الإرهاب الداخلي.
الخطوط العريضة لخطط ترامب الاقتصادية
 تتضمنت خطط ترامب العمل على خفض أسعار الفائدة وكذلك الضرائب بهدف تحفيز الاقتصاد الأمريكي وتعزيز النمو.  حيث أعلن الرئيس السابق عن خطته لخفض الضرائب على الشركات إلى 15%، مؤكداً أن هذا القرار يأتي في إطار دعم الشركات الأمريكية وتحفيز الاستثمار الداخلي.. في نفس الوقت قال ترامب إلى أن على البنك الفيدرالي الأمريكي أن يحجم عن خفض الفائدة قبل انتخابات نوفمبر القادمة، محذراً من تأثير ذلك على السوق والتوقعات الاقتصادية. كما أعلن أنه لم يعد يخطط لحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.
شملت وعد ترامب التأكيد على  دعم  السيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن التصنيع الأمريكي سوف يعاود الازدهار مع عودته. كما وعد ترامب بإنهاء التضخممن خلال خطة ترامب المعروفة باسم (مشروع 2025). تعهد ترامب بحماية الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية. وهي وعود كفيلة بدفع أسهم قطاعات مختلفة.  كما كشف الرئيس السابق أنه يدرس تعيين جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورغان، وزيراً للخزانة بدلاً من الوزيرة الحالية جانيت يلين. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهوده لتعيين قادة اقتصاديين ذوي خبرة في المناصب الرئيسية.
عودة الحرب التجارية مع الصين
اخيرًا أوضح المرشح الجمهوري أنه سيفرض رسوماً جديدة على الصين في اشعار لعودة الحرب التجارية مرة اخرى. حيث اشار أن الرسوم التي سوف يقررها  تتراوح ما بين 60% و100%، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% على الواردات من الدول الأخرى. وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية الصناعة الأمريكية وتعزيز الإنتاج المحلي.
كانت تصرفات دونالد ترامب ابان توليه منصب الرئاسة في الفترة الممتدة ما بين 2016 و 2020 مثيرة للجدل، فتغريدة واحدة من ترامب على موقع التواصل الاجتماعي إكس والمعروف حينئذ بتويتر كفيلة بتحقيق تحركات قوية في الأسواق. وهو من المرجح أن يستمر في حال عودة ترامب لمنصب الرئاسة، بينما من المتوقع أن يككون الاختلاف الوحيد هذه المرة وسيلة النشر بعد استبعاد ترامب في وقت سابق من منصة تويتر التي اصبحت تعرف باسم أكس، وبعد أن انشاء ترامب موقع تواصل خاص به يدعى "تروث سوشيال" (Truth Social).