من المقرر أن يغادر وفد من فريق التفاوض الإسرائيلي برئاسة رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، إلى روما، لتجديد المباحثات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل.
ومن المتوقع عقد قمة رباعية تضم الاحتلال الإسرائيلي ومصر والولايات المتحدة وقطر في روما، يشارك فيها رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز ورئيس وزراء قطر محمد آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
وقدم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، إلى الولايات المتحدة مقترحا محدثا لصفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين مطلعين، حيث سيتم نقاش هذا الاقتراح في روما.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن "الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى"، لكنه اعترف بأن الفجوات لا تزال قائمة.
وقال مصدر في الفريق الإسرائيلي المفاوض، إن الخطوط الحمراء التي يدعيها نتنياهو، ذات اعتبارات سياسية وشخصية، وسط توقعات بأن يعيد نتنياهو عرقلة مباحثات التوصل لاتفاق خلال المحادثات غير المباشرة مع حماس، وكذلك أن تكون جولة المفاوضات الجديدة طويلة، فيما يبدي مسؤولون أمنيون إسرائيليون تشاؤمهم من فرص التوصل لاتفاق بسبب مواقف نتنياهو التي تحاول عرقلة الصفقة.
وفي السياق، كشفت تقارير أجنبية، أن هناك مساع حقيقية لوقف إطلاق النار في غزة والتوصل لصفقة أسرى، لكن تعنت نتنياهو وإصراره على عرقلة الصفقة قد يعيق التوصل لها في الفترة القريبة المقبلة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير في تقرير لموقع "واللا" العبري، إنه لا يتوقع أن يؤدي الاجتماع في روما إلى انفراجة لأنه لا توجد دلائل على أن ضغط بايدن على نتنياهو أقنع الأخير بتغيير موقفه.
ويشدد، على أن "نتنياهو يريد اتفاقا لا يمكن تحقيقه، وفي الوقت الحالي فهو غير مستعد للتحرك، لذلك قد ينتهي بنا الأمر إلى أزمة في المفاوضات بدلا من التوصل إلى اتفاق"، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، أن البيت الأبيض "يبذل جهودًا للضغط على حكومة الاحتلال لقبول الصفقة بما في ذلك نتنياهو، خلال زيارته للولايات المتحدة".
وخلال لقاء بنيامين نتنياهو مع بايدن الخميس في البيت الأبيض، وعد نتنياهو بايدن بأن الاحتلال سيرسل اقتراحًا محدثًا إلى الولايات المتحدة والوسطاء القطريين والمصريين في غضون يومين، وسيقومون بنقله إلى حماس، بما يشمل السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
وتؤكد المعطيات والتقارير، أنه "حتى بعد ما يقرب من ثلاث ساعات من المحادثات مع نتنياهو، فإن بايدن ومستشاريه غير متأكدين مما إذا كان نتنياهو يريد حقًا التوصل إلى اتفاق أم أنه يحاول فقط كسب الوقت لمنع ائتلافه من الانهيار".
وفي السياق، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن نتنياهو يدفع عن عمد نحو أزمة في المحادثات مع حماس في محاولة لتحسين موقفه السياسي، مما يراهن على حياة المختطفين.
وأكد أحد كبار المفاوضين في الصفقة،أن "مطلب نتنياهو بإقامة آلية لمنع مرور عناصر حماس المسلحة إلى شمال قطاع غزة يعد ضربة قاضية للمفاوضات".
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها صحيفة "هآرتس"، فإن رئيس جهاز الشاباك رونان بار واللواء نيتسان ألون عارضا مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر حتى ترد حكومة الاحتلال أولًا على تعليقات حماس بشأن الخطوط العريضة المقترحة.
وقال عضو بارز في فريق التفاوض إن الوفد يخدم مصالح نتنياهو الخاصة، ويتعمد المخاطرة بحياة الرهائن عبر اتخاذ قرارات غير محسوبة، والمطالب الجديدة والتي تشمل إقامة آلية أمنية في قطاع غزة الأوسط لمنع مرور عناصر حماس، تشكل عقبة كبرى في طريق المفاوضات، مؤكدًا أن النظام الأمني يمكنه التعامل مع التحديات الأمنية دون هذه الآلية.
ومن بين المطالب الأخرى التي طرحها نتنياهو، والتي لم تكن مدرجة في الخطة الأصلية التي وافق عليها المجلس الوزاري الأمني، هو ضمان من الولايات المتحدة بالسماح للاحتلال باستئناف العمليات العسكرية في القطاع بعد المرحلة الأولى من الصفقة في حال فشل المفاوضات بشأن المراحل التالية.
ووفق الصحيفة فإنه وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، رفض نتنياهو تقديم رد رسمي مكتوب على تصريحات حماس بشأن الخطة المقترحة، والمعروفة بـ"صفقة نتنياهو".