قال الإعلام العبري، اليوم الأحد، إن "إسرائيل" تعمل على إفشال جولة المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، المزمع عقدها يوم الخميس المقبل.
وأشارت وسائل إعلام عبرية، إن ذلك يظهر من خلال إصرارها على استمرار الحرب أو استئنافها بعد المرحلة الأولى من صفقة تبادل أسرى في حال تم التوصل إليها، أي أن إسرائيل تطالب حماس ، وكذلك الوسطاء الولايات المتحدة وقطر ومصر، بالموافقة على استمرار الحرب أو استئنافها، ورفض وقف إطلاق نار دائم.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصدر إسرائيلي قوله إنه وفقا للمعلومات التي بحوزة إسرائيل، فإن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، يريد التوصل إلى صفقة، وأن "السؤال هو ما إذا نتنياهو يريدها، أم أنه سيتساوق مع بن غفير الذي تعهد بتفكيك الحكومة. هل سيتعالى نتنياهو إلى حجم الموضوع ويحرر المخطوفين، أم سيفضل إنقاذ ائتلافه".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه يوجد "تشاؤم في إسرائيل حيال احتمالات التوصل إلى صفقة".
وأشارت صحيفة "هآرتس" في السياق نفسه إلى أن "احتمالات نجاح الخطوة الحالية، بعد فشلها طوال أكثر من ثمانية أشهر، ليست مرتفعة حاليا"، ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه صفقة تبادل واتفاق وقف إطلاق نار في محاولة لمنع التدهور إلى حرب إقليمية، في ظل تهديدات إيران وحزب الله بشن هجمات شديدة ردا على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
وحسب "يديعوت"، فإن الأميركيين يعتبرون أنه بإمكانهم إقناع إيران وحزب الله الآن بعدم الرد على الاغتيالات الإسرائيلية، في موازاة وقف إطلاق نار لمدة 42 يوما على الأقل، وأنه إذا نفذت إيران وحزب الله هجوميهما سيتهمان بتفجير وقف إطلاق النار.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قدموا خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، الخميس الماضي، تقديرات بأن الاتصالات حول صفقة "لا تشكل اعتبارا بالنسبة لإيران وحزب الله بالنسبة لردهما".
ويتوقع أن تقدم الولايات المتحدة وقطر ومصر، حسب وسائل إعلام إسرائيلية مركزية، مقترحا نهائيا لحل جميع الخلافات العالقة ويستجيب لتوقعات إسرائيل وحماس.
وأشارت القناة 12 إلى تفاصيل الخلافات العالقة في الاتصالات التي تسبق المفاوضات:
محور فيلادلفيا و معبر رفح – إسرائيل تريد سيطرة جزئية على الأقل لجيشها على المحور، بينما تطالب حماس انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من المحور و فتح معبر رفح
العودة إلى شمال القطاع – إسرائيل تريد أن تسيطر على محور "نيتساريم" بادعاء منع عودة مسلحين إلى شمال القطاع، بينما موقف حماس هو أن تكون عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال القطاع بدون عمليات تفتيش إسرائيلية.
تبادل أسرى – إسرائيل تطالب بالحصول مسبقا على قوائم بأسماء الرهائن المحتجزين في القطاع وأن تتمكن من وصف "تحرير إنساني" بينهم، وتريد أن يشمل ذلك أكبر عدد ممكن من الرهائن في إطار المرحلة الأولى من الصفقة، بينما تطالب حماس بتسليم هذه القوائم قبيل تنفيذ الصفقة بوقت قصير.
تحرير أسرى فلسطينيين – إسرائيل تريد أن يكون لديها فيتو على تحرير قسم من الأسرى، وأن يتم إبعاد أسرى محررين من ذوي الأحكام الطويلة إلى خارج البلاد، بينما تطالب حماس بعودة الأسرى المحررين كلهم إلى بيوتهم، وأن يكون لديها الحق في تحديد هوية الأسرى المحررين.
إنهاء الحرب في غزة – إسرائيل تريد استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من صفقة التبادل، بزعم أن حماس قد تماطل في تنفيذ الصفقة، فيما تطالب حماس بإجراء مفاوضات لحل خلافات قد تظهر، من دون استئناف القتال، وفقا للمقترح الذي استعرضه الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ويتوقع أن يفشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، صفقة تبادل ووقف إطلاق نار لأسباب سياسية خاصة به، وبينها أن معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، للصفقة سيؤدي إلى انسحابهما من الحكومة وإسقاطها، وأشارت "يديعوت" إلى أنه "لن تكون صفقة على ما يبدو".