15.79°القدس
15.16°رام الله
14.42°الخليل
21.49°غزة
15.79° القدس
رام الله15.16°
الخليل14.42°
غزة21.49°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

تحليل: ما أبرز السيناريوهات المتوقعة لما بعد اغتيال نصر الله؟

ما أبرز السيناريوهات المتوقعة لما بعد اغتيال نصر الله؟
ما أبرز السيناريوهات المتوقعة لما بعد اغتيال نصر الله؟

مع رمادية المشهد، رسم محللون سياسيون وخبراء السيناريوهات المحتملة لما بعد عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وسط إجماع أن المنطقة دخلت نفقًا مظلمًا بعد إصرار "إسرائيل" على جرها إلى الحرب الواسعة، واستغلال الدعم الأميركي المطلق في إطار حسابات لعبة الانتخابات الرئاسية.

ونعى حزب الله، عصر السبت، في بيانه استشهاد "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء".

من جهته، قال الكاتب والمفكر الفلسطيني، منير شفيق إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة سمتها الأساسية هي نقل ثقل الحرب من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، مبرزا أن الاغتيالات لا تغير موازين القوة.

وقال شفيق، إن الاغتيالات لا تكسر الحروب ولا تكسبها، ولا تؤثر ولا تغير في موازين القوة، وتكمن خطورتها في كون تأثيرها يكون فرديا ومعنويا ونفسيا.

ووصف الاغتيالات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد القيادات اللبنانية والفلسطينية بأنها عمليات خسيسة ودنيئة، ولن تكسبه الحرب، بل تكسبها عدالة القضية، وهناك دلائل تاريخية على ذلك.

ومعركة الاحتلال الإسرائيلي، في نظر شفيق، هي مع الشعوب التي تحتضن المقاومة، والتي استطاعت أن تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة وتقاتله يوميا.

واعتبر أن "إسرائيل" في حالة خسارة وضعف، رغم العدوان والاغتيالات التي تقوم بها، وقد لاحظ العالم كيف كان منظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي شهد انسحابا كبيرا للمشاركين.

 ورأى أن كل ما يفعله الاحتلال في الوقت الراهن سيكون موضع إدانة وخسارة له في المرحلة المقبلة، لأن لا أحد سيستسلم أو يرفع الراية، وقال إن المقاومة والقضية الفلسطينية في هذه المرحلة أفضل من أي مرحلة سابقة من حيث قوتها وقدرتها.

وتوقع أن يسقط نتنياهو ويفشل، لأن "الحمقى والمخالفين لموازين القوة والوقائع لا ينتصرون".

وأعرب عن ثقته بأن المرحلة التاريخية التي كان فيها الجيش الإسرائيلي يحسم المعارك قد انتهت، طالما أنه غير قادر على حسم المعركة في غزة ولبنان.

بدوره، قال الباحث والكاتب السياسي علي مطر، إن حزب الله سيلملم جراحه وسينهض مجددًا لاستكمال مشروعه.

وأوضح أن الحزب، كقوة مقاومة، هو مشروع مستمر لا يتوقف رغم أن المصاب كبير والضربة قاسية.

 وأشار إلى أنه سبق أن استشهد أمينه العام السابق، عباس الموسوي، وانتُخب حسن نصر الله لمتابعة المسيرة.

كما تمكن الحزب من طرد الاحتلال من لبنان عام 2000، وخاض حربا ناجحة ضد إسرائيل سنة 2006.

وعن موقف الحزب اليوم، أوضح مطر أن الهدف هو استكمال هذه المسيرة، ومن المتوقع أن يتم تعيين أمين عام جديد بعد مراسم التشييع، وإذا ما تم ذلك، فإنه -برأيه- من المحتمل أن يتبنى موقفا قويا في القضايا المتعلقة بالقدس، "حيث كانت فلسطين دائما محور اهتمام نصر الله".

 ولفت إلى أن الوفاء لدم نصر الله يعني التزام الحزب باستكمال مشروعه مما يجعل من الصعب إيقافه، ورغم أن قواعد اللعبة قد تغيرت بشكل كبير، فإن هناك تحولات مهمة ستحدث "مما يضعنا في مراحل حساسة وخطيرة"، ومن المهم الانتظار لمعرفة كيف سيكون موقف حزب الله، حيث ستحدد هذه المواقف الخطوات التالية.

وأكد الباحث مطر على ضرورة استمرار المساندة لغزة وفلسطين، مشيرا إلى أن حزب الله لن يتراجع عن هذا الالتزام.

وتوقع مشاهدة مواجهة قد تكون من أخطر المواجهات في تاريخ الحزب.

 ووفقا له، يتمتع الحزب بقوة تنظيمية متينة وسيعيد تنظيم نفسه وترتيب أوضاعه لاستكمال مسيرته، وأكد أن التاريخ يثبت أنه كلما استُشهد القادة، تستمر المسيرة في جميع حركات المقاومة، وهي "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها".

بدوره، رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، علي حيدر، أن "العدو" اتخذ قرارا بالمضي قدما نحو النهاية، متجها لخوض معركة "كسر عظم" مع حزب الله، بعد أن يئس من إمكانية إخضاع الحزب أو تليين موقفه أو إجباره على التراجع، أو حتى إقناعه بفك ارتباطه مع قطاع غزة.

ويقول حيدر إن "العدو يعتبر أن الوضع الحالي يمثل فرصة للقيام بخيارات عسكرية عدوانية ضد حزب الله بهدف إضعاف قدراته إلى أقصى حد ممكن، ومحاولة تغيير المعادلة مع لبنان، ومن ثم مع المنطقة".

وأكد أن مجرد اعتراف "العدو" الإسرائيلي بأن الهدف كان اغتيال حسن نصر الله، فهذا يعني أنه قد قرر الوصول إلى هذا الحد.

وتحدث عن محاولة التوصل لتسوية، موضحا أنها لم تكن سوى محاولة لاستثمار الضغط العسكري لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها الإسرائيليون والأميركيون.

ورأى أنه بعد فشل تلك المحاولة، فإن المعركة تبدو طويلة، وقد يحاول حزب الله تحويلها إلى معركة استنزاف تؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، "مما يعد من السيناريوهات الخطيرة التي يسعى العدو لتفاديها".

وأشار حيدر إلى، أن وتيرة الضربات قاسية ونوعية للغاية، وبشكل متسارع، كما لو أن "العدو" يسعى للوصول إلى نتائج مفصلية في أقرب وقت ممكن.

وفي الوقت نفسه، يعبر عن خوفه من استمرار استنزاف جبهته الداخلية، لأنهم يعلمون أن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية إستراتيجية تجعله الوحيد

القادر على تشكيل خطر جدي على العمق الإستراتيجي الإسرائيلي. وأضاف "إذا استمر حزب الله بوتيرة تصاعدية في استنزاف هذه الجبهة، سيكون ذلك مرهقا جدا لإسرائيل، وسيسبب ضغطا شعبيا قد يقلب الرأي العام، ويؤدي إلى ضغط على القيادة السياسية. لذلك، يسعى العدو إلى ما يحاول فعله الآن، بما في ذلك التلويح بسيناريو التوغل البري في الأراضي اللبنانية".

وفي سياق الحديث عن المواجهة، أكد حيدر أننا أمام محطة مفصلية، ومن المرجح أن ينعكس ذلك على مسار المواجهة وعلى مستويات رد حزب الله على ما جرى.

و"بغض النظر عن نتائج هذا العدوان، سواء حقق العدو أهدافه أم لم لا، فقد حدثت مجزرة مروعة في صفوف المدنيين في الضاحية الجنوبية نتيجة الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي، بالإضافة إلى تدمير عدد من المباني". 

 

وكالات