14.42°القدس
14.19°رام الله
13.66°الخليل
17.82°غزة
14.42° القدس
رام الله14.19°
الخليل13.66°
غزة17.82°
السبت 04 يناير 2025
4.53جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.65

عائلة فاخ في غزة..

قائد فرقة إسرائيلية يستعين بإخوته لهدم البيوت

القدس-فلسطين الآن

لم يكتف قائد فرقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل جنوده أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في قطاع غزة حتى لو كانوا أبرياء، وتسوية المباني بالأرض، ولكنه قرر الاستعانة بأشقائه، وناشد الجنود السير على خطاهم ودعوة إخوتهم، فيما قام أحد أشقائه بإنشاء وحدة تضم مدنيين لتمسح منازل الفلسطينيين من الوجود.

يشير إلى كل ذلك تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، ونشرته اليوم الأربعاء، أوردت فيه أنه في بداية أغسطس/آب الماضي، تم تعيين يهودا فاخ قائداً للفرقة 252 التي نفّذت عمليات في "نتساريم"، وسط قطاع غزة، وقد عرّض سلوكه الجنود في الميدان للخطر، لكن اللافت أكثر في التحقيق قيام شقيقه بتشغيل وحدة خاصة تضم مدنيين لهدم المنازل في القطاع. وقبل نحو أسبوعين فقط، كشف تحقيق للصحيفة نفسها عن العشوائية والسهولة في القتل في ممر "نتساريم"، وكيف تم اعتبار كل فلسطيني مقتول "إرهابياً" حتى لو كان طفلاً.

في بداية ديسمبر/كانون الأول المنصرم، جمع فاخ قيادة الفرقة لتلخيص أربعة أشهر من القتال في ممر نتساريم. "لم نحقق الهدف"، قال في بداية حديثه، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن قادة في جيش الاحتلال كانوا هناك، وأوضحوا أن الهدف كان الإبعاد القسري لحوالي 250 ألف فلسطيني، الذين لا يزالون متمسكين بمنازلهم في شمال القطاع. وفي الواقع، عبر بضع مئات فقط من السكان الممر وذهبوا جنوباً. رأى فاخ أنه "فقط من خلال فقدان الأرض، سيتعلم الفلسطينيون الدرس المطلوب"، من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".

مقاول هدم في غزة

وُلد فاخ ونشأ في مستوطنة "كريات أربع"، جنوبي الضفة الغربية، وقد شغل العديد من المناصب في جيش الاحتلال. والده هو شالوم فاخ، الذي كان رئيس مجلس المستوطنة. لدى يهودا فاخ عشرة إخوة، على الأقل اثنان منهم ضباط، أحدهم هو غولان فاخ، العقيد في الاحتياط. في الأشهر الأخيرة، التقت طرق ثلاثة من الإخوة في قطاع غزة. في إحدى المحادثات التي أجراها قائد الفرقة مع القادة في الميدان، قال لهم: "لقد جلبت إخوتي، أحضروا إخوتكم".

"أحضر فاخ إخوته معه عندما تولى المنصب، وحرصوا على التوضيح للجميع أنهم إخوة قائد الفرقة"، يقول ضابط في قيادة الفرقة 252. ويضيف: "كانت الرسالة واضحة، وعلى عكس أي شخص آخر، يجب السماح لإخوة فاخ بالدخول إلى ممر نتساريم دون الكثير من الأسئلة. لا حاجة لمرافقة عسكرية أو تسجيل الدخول والخروج الذي يجب القيام به في كل حالة دخول جنود إلى داخل القطاع، خاصة في ما يتعلق بقوة أخيه غولان".

غولان فاخ عقيد في الاحتياط، وهو قائد الوحدة القُطرية للإنقاذ. لكن في الحرب الحالية، كما يقول قادة وجنود من الفرقة 252، شغل دوراً آخر، أقل رسمية: "مقاول الهدم في غزة"، ويوضحون أن غولان أنشأ قوة صغيرة، عبارة عن وحدة آليات هندسية ثقيلة. وقال ضابط كبير للصحيفة: "كانت هذه مجموعة من الجنود والمدنيين الذين يبدون مثل فتية التلال (اسم لتنظيم يضم مستوطنين متطرفين يهاجمون القرى الفلسطينية في الضفة). كان الهدف الوحيد لهذه القوة هو تدمير غزة، وتسويتها بالأرض".

واجه القادة الذين تحدثوا مع "هآرتس" صعوبة في تقديم معلومات دقيقة حول عدد الأفراد الجنود والمدنيين الذين دخلوا إلى غزة ضمن وحدة الهندسة القتالية. لكنهم كانوا يعرفون أن العدد الإجمالي كان حوالي عشرة، وربما أكثر قليلاً. يقول أحد الضباط: "في أحد الأيام، رأينا قوة هندسية تدمّر المباني في المنطقة التي نعمل فيها ولم يعرف أحد ما هذا الشيء. بدأنا نستفسر عن هذه القوة، حتى ضابط الهندسة في الفرقة 252 لم يعرفهم ... لم تكن لدينا أي فكرة عما كان يجري في تلك المرحلة".

عندما حاول ذلك الضابط الاستفسار عن بعض التفاصيل، ومعرفة ما هي بالضبط مهام هذه الوحدة ومن حددها، تم التوضيح له بسرعة أن الأمر يتعلق بإخوة قائد الفرقة، "وأنه يجب عدم إثارة ضجة كبيرة".

في تلك الأيام من شهر أغسطس/آب، بذل جيش الاحتلال الإسرائيلي جهداً كبيراً في تدمير المباني في منطقة محور نتساريم، وتسويتها بالأرض وتوسيع المحور. لكن "هآرتس" علمت أن هذه الوحدة عملت كجسم مستقل تقريباً مع أهداف خاصة بها. وفي وقت عملها، لم يعرف تقريباً أي شخص من قيادة الفرقة، وقيادة المنطقة الجنوبية، من هم أفرادها وما هو تفويضهم. لكن يهودا فاخ، قاد الفرقة 252، هو الذي كان يعرف، وفقاً للصحيفة، وهو الذي قام بتشغيلها، وهو الذي أعطى التعليمات للعمل في محور نتساريم، لتدميره وتوسيعه، حتى في الأماكن التي لا توجد فيها أولوية عملياتية لذلك.

"كان هدف الوحدة هو تسوية أكبر قدر ممكن من غزة بالأرض وبأسرع وقت ممكن"، يوضح جندي احتياط كان يؤمّن نشاط الفريق، مضيفاً "هذا ما كانوا يفعلونه طوال اليوم". كان هذا الجندي واحداً من عدة جنود طُلب منهم الخروج يومياً مع الوحدة، لضمان أمن أفرادها. فهموا بسرعة أن هذه مهمة تتم دون علم قيادة المنطقة الجنوبية وهيئة الأركان العامة. وقال الجندي: "كانوا أشخاصاً متحمسين جداً، كانوا جنوداً ومدنيين، معظمهم متدينون. شعروا بأنهم في مهمة مجنونة وكأنها شرف كبير لهم". ووفقاً لذلك الجندي: "قيل لنا أن الهدف هو تدمير 60 مبنى كل يوم.. لكن العدد ربما لم يتجاوز ستة مبان يومياً".

عند السؤال عن آلية العمل وما هي المعايير لهدم المبنى، هناك إجابة بسيطة، كما كشف جنود من اللواء 16 شاركوا في تأمين النشاط: "لا توجد معايير. يتم دخول منطقة معيّنة في محور نتساريم وتسوية كل مبنى فيها بالأرض. كانت المهمة هي الانتقال من بيت إلى بيت والتأكد من أن كل شيء جاهز لتسويته بالأرض. كان من الواضح للجميع أن الهدف هو ألا يعود أحد للعيش هناك".

استمرت عمليات الوحدة، وفقاً للصحيفة، حوالي شهر، إذ بدأت في أغسطس/آب مع تولي يهودا فاخ المنصب وانتهت في سبتمبر/ أيلول. وخلال عملية لتدمير منازل في الجزء الشمالي من محور نتساريم، اكتشف غولان فاخ فتحة نفق وطلب من الجنود إنزاله إلى الداخل باستخدام كف جرافة. لم يرَ ضرورة لتنفيذ الإجراءات التحضيرية المعتادة، للتأكد من عدم وجود كمائن أو خطر انهيار. انهارت عليه جدران النفق ودُفن تحت كومة من الرمال. وبقي لمدة ساعتين، مقطوع الاتصال حتى انتشاله مصاباً بجروح. كانوا في جيش الاحتلال، يعلمون أنه موجود في قطاع غزة، لكنهم لم يعرفوا بالضبط ما الذي يفعله هناك، وفق ما ترويه الصحيفة.

الأخ الثالث قضية أخرى لم تُثر ضجة، وهي متعلقة بسلوك الأخ الآخر الأصغر ليهودا فاخ، في القطاع وفقاً للصحيفة ذاتها. "في أحد الأيام، أوقفت شرطية عسكرية كانت جالسة في نقطة التفتيش 3 (بوابة الدخول إلى القطاع من مستوطنة بئيري) سيارة كان فيها ضابط واثنان من المدنيين"، يروي أحد القادة في الفرقة. ويضيف "كان السائق ينوي دخول القطاع بدون تصاريح مناسبة". اتضح أن الضابط، الذي كان خلف المقود هو الأخ الأصغر لفاخ.

وقال أحد الضباط الذين تحدّثوا للصحيفة: "هذا الأخ... كان يتجول طوال الوقت في المنطقة ويدخل إلى القطاع. كان الناس يعرفون أنه أخ قائد الفرقة وكان من الواضح أنه لا يتم سؤاله عن الدخول والخروج كما يُسأل أي شخص آخر". ولفتت الصحيفة إلى أنه في تلك الفترة، تعرض جيش الاحتلال لانتقادات شديدة بسبب دخول نشطاء اليمين وحاخامات بارزين في الصهيونية الدينية إلى قطاع غزة بدون تصاريح.

المصدر: فلسطين الآن