10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.38°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.38°
الخميس 06 مارس 2025
4.65جنيه إسترليني
5.08دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.6دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.08
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.6
إياد القرا

إياد القرا

بين الخداع الإستراتيجيِّ والانهيار العسكريِّ.... الاحتلال يعترف بهزيمته

في توقيت حساس، ومع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل، نشر جيش الاحتلال تحقيقاته حول أحداث 7 أكتوبر، كاشفًا عن اعترافات غير مسبوقة بحجم الإخفاق العسكري والاستخباري الذي مني به في ذلك اليوم.

التقرير الذي طال انتظاره أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تنفيذ عملية معقدة أربكت منظومة الأمن الإسرائيلية، وتجاوزت جميع التحصينات والتجهيزات التي أنفق الاحتلال عليها مليارات الشواقل.

أبرز ما تضمنته هذه التحقيقات هو الاعتراف الصريح بأن المقاومة تمكنت من السيطرة على غلاف غزة وإخضاع فرقة غزة، وهي الفرقة العسكرية الأكبر في الجيش الإسرائيلي، والتي كانت مدعومة بمنظومة أمنية واستخبارية ضخمة، شملت الجدران الإسمنتية، الأنظمة الذكية، وكاميرات المراقبة الحديثة، إلى جانب الدعم اللوجستي والتكنولوجي المقدم من قاعدة أوريم ( 8200 ) المختصة بالتجسس والمراقبة.

ورغم كل هذه التدابير، اعترف جيش الاحتلال بأن منظومته انهارت خلال ساعات قليلة، في مشهد عسكري لم يكن ليتوقعه أحد داخل إسرائيل.

يعترف الاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية مارست خداعًا إستراتيجيًا على مدار سنوات، وليس مجرد أيام أو أشهر، وهو ما مكنها من تحقيق هذا الاختراق العسكري الكبير.

هذه النقطة تحديدًا تدحض بشكل قاطع السردية الإسرائيلية التي حاولت الترويج لفكرة أن ما حدث كان نتيجة ثغرات عابرة، أو سوء إدارة لحظي، وتؤكد أن الاحتلال وقع في فخ إستراتيجي محكم، جعله غير قادر على التصدي للمقاومة رغم كل تجهيزاته.

إضافة إلى ذلك، فإن التقرير يفضح مزاعم الاحتلال حول طبيعة الأهداف التي استهدفتها المقاومة، حيث أظهر أن العمليات تركزت على مواقع الفرقة العسكرية الإسرائيلية، وليس كما حاول الاحتلال الادعاء بأنها استهدفت المستوطنين المدنيين. هذه الاعترافات تعيد تسليط الضوء على الرواية الفلسطينية، التي أكدت منذ البداية أن الاحتلال هو من يتحمل مسؤولية أي تصعيد بسبب سياساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني.

التحقيقات الأخيرة كشفت عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال بعد 7 أكتوبر، وأكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن المقاومة استطاعت فرض معادلات جديدة، قلبت موازين القوى، وجعلت إسرائيل تعيد حساباتها في كل ما يتعلق بالمعركة مع غزة.

هذه المعطيات تعزز الرواية الفلسطينية، وتؤكد أن الاحتلال، رغم كل محاولاته الإعلامية، لم يستطع إخفاء الحقيقة: ما جرى في 7 أكتوبر كان زلزالًا استراتيجيًا، قلب الطاولة على كل توقعاته

المصدر / المصدر: فلسطين الآن