18.34°القدس
18.1°رام الله
17.19°الخليل
24.35°غزة
18.34° القدس
رام الله18.1°
الخليل17.19°
غزة24.35°
الإثنين 31 مارس 2025
4.77جنيه إسترليني
5.21دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.02يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.21
جنيه مصري0.07
يورو4.02
دولار أمريكي3.69

بنية غزة التحتية... استعادة المياه والكهرباء مهمة صعبة يعيقها الاحتلال

Tel_Aviv_Skyline_03.jpg
Tel_Aviv_Skyline_03.jpg

رغم عودة آلاف الأشخاص إلى المناطق التي نزحوا منها في أنحاء قطاع غزة عقب سريان وقف إطلاق النار، قبل تجدد العدوان، لكنّ العائدين يشتكون من عدم توفر الخدمات الأساسية في تلك المناطق، وعلى رأسها المياه والكهرباء

منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، ومن ثم تجدد الحرب بعد خمسين يوماً من إعلانه، تتعالى أصوات سكان القطاع، خصوصاً في محافظتي غزة والشمال، للمطالبة بإصلاح البنية التحتية التي طاولها دمار هائل خلال العدوان الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من 15 شهراً، من أجل تخفيف وطأة المعاناة التي يعانون منها.
ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد تعرضت البنية التحتية في القطاع إلى دمار هائل، إذ دمّر الاحتلال 717 بئر مياه وأخرجها تماماً من الخدمة، كما دمر 330 ألف متر طولي من شبكات المياه، و655 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، وأكثر من مليوني متر طولي من الطُرق والشوارع، و125 محولات توزيع كهرباء أرضية.
ويعاني سكان غزة صعوبات بالغة في الحصول على مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي، إضافة إلى انعدام وسائل الإنارة في مختلف المحافظات منذ تشديد الاحتلال حصاره ومنعه إدخال السولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وتزداد معاناة الأهالي الذين عادوا إلى أماكن سكنهم في مناطق شمالي القطاع، جباليا ومخيمها وبيت لاهيا ومشروعها وبيت حانون، بعد نزوح دام أكثر من مائة يوم إلى وسط وغربي مدينة غزة، هرباً من تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية، والتي خلفت دماراً واسعاً بالمنازل والبنية التحتية، ما دفع كثيرين إلى نصب خيام على الطرقات للمبيت فيها، في ظل نقص حاد بالمياه الصالحة للشرب.
وأطلق اتحاد بلديات قطاع غزة أخيراً، خطة عمل سماها "فينيق غزة" لإعادة إعمار القطاع بعد العدوان الذي طاول شتى مجالات الحياة. وتفيد إحصائيات دولية بأن الكلفة الأولية لإعادة بناء المنازل والمرافق العامة واستعادة شبكات المياه والكهرباء وإصلاح الطرق تقدر بأكثر من 50 مليار دولار.

يقول الفلسطيني أبو محمد حمدان (51 سنة)، إنه يواجه صعوبة بالغة في الحصول على مياه الاستخدام اليومي، ويضطر إلى السير لمسافة طويلة والاصطفاف في طابور طويل في سبيل الحصول على عددٍ قليل من غالونات المياه، يعود بها إلى عائلته التي نزحت من شمالي القطاع إلى مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، قبل أكثر من مائة يوم.
يضيف حمدان: "أعاني كثيراً للحصول على مياه الشرب، وأضطر إلى انتظار شاحنات المياه التي تصل إلى منطقة نزوحي مرة كل ثلاثة أيام، ما يؤدي إلى نفاد المياه لدينا في كثير من الأحيان. نعتمد على بطارية صغيرة مُهترئة، ومصدر إنارة صغير (ليد) لإنارة الغرفة التي تعيش فيها عائلتي المكونة من ستة أفراد. نأمل بأن يتم إصلاح خطوط المياه والكهرباء في القطاع سريعاً من أجل تخفيف حدة المعاناة التي نعيشها".
لا تختلف معاناة جمال خضر (39 سنة)، كثيراً، فهو أيضاً يشكو من قلّة وصول المياه إلى منطقة سكنه في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، ما يدفعه للبحث عنها في المناطق المحيطة، وأحياناً يقطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على غالونات من المياه لا تسد احتياج عائلته المكونة من خمسة أفراد.يوضح خضر أنه يحصل على مياه الشرب من خلال شاحنات المياه التي تصل إلى المنطقة على فترات متباعدة، ما يزيد الأعباء الملقاة على عاتقه، خصوصاً أنه يعتمد في إضاءة بيته على بطارية يشحنها كل يومين بسبعة شواكل، وهو يطالب البلديات بإصلاح البنية التحتية في أسرع وقت ممكن، حتى ولو جزئياً.
فيما يقول جمعة مرجان (18 سنة)، الذي يعيش في مخيم جباليا، إنه اضطر إلى المبيت على أنقاض منزل عائلته المدمر نظراً لعدم توفر مأوى له في أي مكان بالمخيم، كما يعاني النقص الحاد في المياه، كما يضطر إلى السير لمسافة تزيد عن كيلومترين يومياً في سبيل الحصول على غالون من المياه لتشرب عائلته التي باتت بلا مأوى، ويُضاف إلى ذلك عدم توفر أي وسائل للإنارة، ما يجعل الليل "مُخيفاً"، حسب وصفه، مشيراً إلى أنه يلجأ إلى استخدام "كشاف الهاتف المحمول" للحركة طوال الليل.
ويبين مرجان قائلاً: "عقب إعلان وقف إطلاق النار، انتابتنا مشاعر الفرح والارتياح، لكن عدم توفر أدنى مقومات للحياة، خصوصاً المياه والكهرباء وشبكة الهواتف، أصبحت مصدر قلق للجميع، ونأمل بأن يتم حل هذه المشكلات في أسرع وقت ممكن كي يتمكن الناس من استعادة حياتهم، وإعادة إعمار منازلهم ومناطقهم".

إلى ذلك، يؤكد الناطق باسم بلدية غزة عاصم النبيه أن "الأضرار التي ألحقها الاحتلال بالبنية التحتية في القطاع هائلة وغير مسبوقة، إذ تجاوزت 75% من إجمالي آبار المياه المركزية، وطاولت أكثر من 800 كيلومتر من الشوارع والطرق في مدينة غزة. هناك أضرار وُثّقت في أكثر من 100 ألف متر طولي من شبكات المياه، وأكثر من 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إضافة إلى الأضرار الهائلة التي أصابت كل المرافق التابعة للبلدية، وأيضاً المعدات الثقيلة".
ويوضح النبيه، في حديث صحفي أن "إجمالي الأضرار يقدّر بما يزيد عن خمسة مليارات دولار، والبلديات أعدت خطة مقسمة إلى ثلاث مراحل للترميم والصيانة وإعادة الإعمار، الأولى متعلقة بمرحلة التعافي ومعالجة آثار العدوان، وقد بدأ تنفيذها فور وقف إطلاق النار، فقد فُتحت الشوارع الرئيسية، وأُجريت عمليات صيانة لبعض آبار المياه، وبعض خطوط المياه، وبدأ جمع النفايات من بعض المناطق".
يتابع: "تعتمد الخطة بالأساس على تزويد البلديات بقائمة الاحتياجات، والتي أُرسلت إلى المؤسسات الدولية والمنظمات قبل وقف إطلاق النار، وجرت مناقشات مطولة بشأنها، وتتمثل في ضرورة توفير مواد ومعدات الصيانة، ومولدات الكهرباء، والسولار، وهناك وعود بأن تكون هذه الاحتياجات ضمن المساعدات العاجلة التي ستدخل إلى القطاع. نأمل بأن تنفذ هذه الوعود حتى يتم تنفيذ الخطة الطموحة التي بدأت بالفعل بالجهود الذاتية، لكن لا يمكن تنفيذها بالكامل من دون إدخال جميع الاحتياجات الأساسية".
ويوضح أن "المياه عصب الحياة، لذا يلجأ المواطنون إلى المناطق التي تصلها مياه البلدية، فالمياه تصل إلى نحو 40% فقط من إجمالي مساحة المدينة، في حين أن بقية المساحة لا تصلها المياه. الاحتياجات والضغوط ستتزايد مع استمرار عودة النازحين من جنوب ووسط القطاع إلى شماله، لذا أطلقنا نداءات بضرورة تنفيذ الوعود اللازمة لتنفيذ الخطة المُقررة".

المصدر: فلسطين الآن + وكالات