كلف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بالبحث عن دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين النازحين من قطاع غزة.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، إنه "لم يُكتب النجاح لمقترح الرئيس ترامب بإخراج مليوني فلسطيني من غزة. لكن نتنياهو يبحث أيضًا عن سبل لنقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، ربما إلى دول تبعد آلاف الأميال".
وزعم الموقع الأميركي، أنه "جرت بالفعل محادثات مع الصومال وجنوب السودان، فضلًا عن دول أخرى بما في ذلك إندونيسيا"، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين ومسؤول أميركي سابق. يشار إلى وسائل إعلام إسرائيلية، تحدثت في الأيام الأخيرة عن خروج مجموعة من العمال تجاه إندونيسيا، وهو ما نفته وزارة الخارجية الإندونيسية.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون، إن نتنياهو كلف الموساد بهذه المهمة السرية قبل عدة أسابيع. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
وأضاف "أكسيوس": "ناقش المسؤولون الإسرائيليون، ولكنهم لم يأمروا بعد، بغزو بري واسع النطاق لقطاع غزة من شأنه أن ينطوي على إجبار معظم السكان على الانتقال إلى "منطقة إنسانية" صغيرة في جنوب القطاع".
ووافقت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع على تشكيل مديرية خاصة في وزارة الأمن ستشرف على "الخروج المتعمد" للفلسطينيين من غزة.
وفي حديثه أمام الكنيست الشهر الماضي، تحدث وزير مالية الاحتلال "بتسلئيل سموتريتش" بوضوح عن الجدول الزمني لطرد جميع سكان غزة. وقال: "إذا أخرجنا 10,000 شخص يوميًا، فسيستغرق الأمر ستة أشهر. وإذا أخرجنا 5,000 شخص يوميًا، فسيستغرق الأمر عامًا".
ويؤكد خبراء قانونيون أميركيون وإسرائيليون أن مثل هذا النزوح الجماعي من شأنه أن يشكل جريمة حرب. وقال "أكسيوس": "لا يسعى ترامب بنشاط إلى تنفيذ خطته لتهجير الفلسطينيين في الوقت الحالي، ويركز مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشكل كامل على التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل وحماس من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن واستعادة وقف إطلاق النار"، بحسب ما قاله مسؤولان أميركيان.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن خطة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد لمواصلة الحرب، تنسجم مع تطلعات اليمين المتطرف؛ حيث تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وحصر الفلسطينيين في منطقة محدودة، ثم تهجيرهم عبر البحر.
وقال المعلق العسكري عاموس هرئيل في الصحفية: "النقاط الرئيسية في خطة الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة ليست بعيدة عن تصورات اليمين المتطرف". وأضافت الصحيفة: "ما يطرحه زمير يشير إلى استعداد متجدد لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق قد تشمل احتلال القطاع بأكمله. إنه يوجّه رسالة إلى الوزراء مفادها أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتحرك وفق أي توقيت وأي عمق يقررونه. كما أوضح أنه قام بنقل لواء جولاني إلى حدود غزة".
وبحسب هرئيل، فإن "العمليات البرية تتوسع، لكنها تقتصر حاليًا على مناطق محددة، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال القطاع، وفي الجزء الشرقي من ممر نيتساريم وسطه، وفي الجنوب بحيي شابورة وتل السلطان في رفح المدمرة".
وأشار إلى أن "بعض الوزراء تساءلوا خلال أحد الاجتماعات عن الهدف النهائي للحرب التي جددتها إسرائيل في 18 آذار/ مارس. فجاء رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مبهمًا، مشيرًا إلى احتمال إدارة غزة عبر الجامعة العربية بعد 'الانتصار على حماس'. لكن الوزيرة أوريت شتروك من حزب الصهيونية الدينية اعترضت قائلة: "لكن غزة جزء من أرض إسرائيل، فهل ستسلمونها للعرب؟' فردّ نتنياهو: 'ربما تكون هناك حكم عسكري، هناك خيارات عدة".
ويتابع هرئيل: "هذا التصور يتماشى مع رؤية اليمين المتطرف، حيث تتضمن الخطة العسكرية تعبئة واسعة لقوات الاحتياط، واستكمال السيطرة على غزة، وتقليص المنطقة الإنسانية إلى منطقة مواسي الصغيرة"
وأضاف: "كذلك يتم طرح أفكار لنشر سفن قبالة سواحل القطاع لدفع السكان إلى المغادرة تحت وطأة القصف الإسرائيلي. بل أن وزارة الجيش تعمل على إنشاء مديرية خاصة 'لتشجيع الهجرة' وكأنها خطة طبيعية".
وأشار إلى أن "هذه المداولات تجري دون حضور ممثلين عن النيابة العسكرية، تفاديًا لتحذيراتهم بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي. كما نُقل عن أحد الضباط الكبار قوله: 'لن يمر كيس طحين إلى غزة ما لم يسيطر الجيش الإسرائيلي على الإمدادات الإنسانية'".