أجمعت مقالات في الصحافة العبرية على أن "إسرائيل" تخسر مكانتها السياسية، وأنها في طريقها إلى عزلة دولية غير مسبوقة، نتيجة سياسات حكومة بنيامين نتنياهو واستمرار الحرب على غزة.
بن كسبيت – صحيفة معاريف
قال الصحفي بن كسبيت إن "نتنياهو يطارد نصرا مستحيلا، ويقود إسرائيل إلى عزلة شاملة".
وأوضح أن "إسرائيل" أصبحت "شعبا منبوذاً"، حيث يتخلى الحلفاء عنها ويغلق العالم أبوابه في وجهها، في وقت يواصل فيه نتنياهو خططه لإخراج سكان غزة فقط، بينما يخطط العالم لإخراج "إسرائيل" من الإجماع الدولي.
وأضاف أن نتنياهو يعلم أن تحقيق نصر كامل غير ممكن، سواء عسكرياً أو سياسياً، لكنه يواصل الوهم.
يوسي فيرتر – صحيفة هآرتس
بدوره، كتب يوسي فيرتر أن "إسرائيل" تنهار دبلوماسياً، وسط فشل محلي وعزلة دولية متزايدة.
وذكّر بأن نتنياهو، الذي أوقف إدخال المساعدات سابقاً بحجة عدم توافقها مع مخطط ويتكوف، عاد وسمح بها الآن لتفادي المجاعة، ما يعكس التناقض والتخبط في قراراته.
وأشار إلى إلغاء نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس زيارة كانت مقررة لإسرائيل، إلى جانب تهديدات من دوائر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن نتنياهو إذا لم تتوقف الحرب، مما يوضح فقدانه الدعم الأساسي من اليمين الأميركي.
كما نبه فيرتر إلى بيان مشترك من فرنسا، بريطانيا وكندا، هدد باتخاذ خطوات ضد "إسرائيل"، وندد بـ"اللغة البذيئة" لوزراء الحكومة، في حين أعربت دول داعمة تقليدياً كألمانيا والتشيك عن "قلق بالغ".
وسخر من ظهور وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس في أذربيجان، وتصريحه بأن الترفيع المزدوج لممثلة "إسرائيل" في "يوروفيجن" دليل على الصداقة بين الشعوب، في وقت تغرق فيه "إسرائيل" في عزلة دبلوماسية ويتلهى قادتها بـ"العلاقات العامة الغنائية".
وأكد أن حكومة نتنياهو تقود الكيان إلى "هزيمة إستراتيجية ذاتية"، بينما تحقق حماس إنجازات ميدانية وسياسية "بلا تكلفة تقريباً".
افتتاحية صحيفة هآرتس
وركزت افتتاحية هآرتس على ما وصفته بـ"الوهم الإستراتيجي" الذي يراود نتنياهو، موضحة أنه يريد تدمير غزة ودفع حماس للاستسلام، عبر قتل ودمار شامل، وإجبارها على إطلاق سراح الرهائن، وتجريدها من السلاح، ثم الرحيل إلى المنفى تحت راية بيضاء.
وأضافت أن نتنياهو، باعتباره شخصاً يفهم الرأي العام، يظن أن العلم الأبيض سيمحو كل إخفاقاته ويحوله من خاسر إلى فائز في صفحات التاريخ، لكن "المشكلة الوحيدة أنه لا يستطيع إجبار حماس على رفع العلم الأبيض". وشددت على أن احتلال غزة سيؤدي إلى مقتل جنود والرهائن معًا، ويفرض حكماً عسكرياً سيستيقظ معه الإسرائيليون كل يوم على أخبار الصدمات تحت عنوان "مسموح بالنشر".
واختتمت بأن نتنياهو لن يتمكن من تغيير مكانته في التاريخ، ولن يستطيع محو "علامة العار المنقوشة على جبهته، باعتباره الرجل الأكثر دناءة في تاريخ الشعب اليهودي".
