كشفت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، عن توصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إلى اتفاق مبدئي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقًا للمصادر، يتضمن الاتفاق وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وإفراجًا مرحليًا عن 10 أسرى إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين وجثامين، حيث سيتم الإفراج عن 5 أسرى في اليوم الأول من بدء الهدنة، والخمسة الآخرين في اليوم الستين.
كما يشمل الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية يومية بمعدل ألف شاحنة، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من القطاع في اليوم الخامس من سريان التهدئة. وأكدت "حماس" أن هناك تعهدًا أميركيًا بقيادة مفاوضات جادة لإنهاء الحرب بشكل دائم، مع ضمان عدم استئناف العمليات العسكرية في حال تعثر التفاوض.
وأكدت المصادر أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يضمن تنفيذ وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية، وفق اتفاق سابق أُبرم في يناير/كانون الثاني الماضي. كما تضمن المبادرة رؤية طويلة الأمد للحفاظ على الهدوء بعد انتهاء مدة الستين يومًا.
ورغم ذلك، تسود حالة من التضارب في التصريحات بشأن الموقف الإسرائيلي. ففي حين أكد ويتكوف أن "إسرائيل " وافقت على مقترحه، نفى مسؤولون إسرائيليون ذلك، ووصفوا المقترح بأنه يعكس شروط "حماس"، وهو ما لا يمكن القبول به.
القناة 14 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول رسمي أن حكومة نتنياهو رفضت مقترح "حماس"، الذي يتضمن الإفراج عن 10 أسرى مقابل هدنة لـ70 يومًا وضمانات أميركية بإنهاء الحرب.
في المقابل، نقل موقع أكسيوس عن ويتكوف قوله إن "إسرائيل" وافقت على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء، ونصف الأسرى القتلى، معتبرا أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى مفاوضات ذات مغزى لإيجاد مسار نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف المبعوث الأميركي أنه "وافق على قيادة هذه المفاوضات، وهناك صفقة على الطاولة، وعلى حماس أن تقبلها".
ومع هذا التضارب، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله "آمل أن أزف لكم بشرى بشأن الرهائن اليوم أو غدا"، وأضاف أن "إطلاق سراح الأسرى من صميم أولوياتنا وآمل أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن اليوم أو غدا".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها "لا نلاحظ أي تقدم بالمحادثات ولا نعرف ما قصد نتنياهو بكلامه"، كما نقلت الهيئة عن مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو لم يقصد الإعلان عن شيء اليوم أو غدا بل أشار لجهود التوصل إلى صفقة.
ويتضح من التطورات أن رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح قاد المفاوضات في الدوحة نيابة عن ويتكوف، ووافق على المقترح الذي ينص على الإفراج المرحلي عن الأسرى، مقابل التزام أميركي بفتح مسار تفاوضي جدي. غير أن "إسرائيل" رفضت هذا المقترح بالكامل، بحجة أنه قد يُفسر على أنه نهاية للعمليات العسكرية دون ضمانات تفاوضية واضحة.
وتُقدّر "إسرائيل" عدد أسراها في غزة بـ58، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع أكثر من 10,100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وسط ظروف صعبة، تشمل التعذيب والإهمال الطبي.
من جهتها، تؤكد "حماس " مرارًا استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. إلا أن حكومة نتنياهو ترفض هذه الصيغة وتصر على مواصلة الحرب واحتلال غزة ونزع سلاح المقاومة.
وتأتي هذه التطورات في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة تحت مسمى "عربات جدعون"، التي تهدف – وفق تصريحات نتنياهو – إلى السيطرة الكاملة على القطاع.
