30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
28.73°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة28.73°
السبت 07 يونيو 2025
4.74جنيه إسترليني
4.93دينار أردني
0.07جنيه مصري
4يورو
3.49دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني4.93
جنيه مصري0.07
يورو4
دولار أمريكي3.49

تقرير: غزة في عيد الأضحى.. جوعٌ وخوفٌ وتشرد

7-1749141086.webp
7-1749141086.webp

يحلّ عيد الأضحى هذا العام على سكان قطاع غزة مثقلًا بثلاثية قاسية: جوع، وخوف، وتشرد. فلا طقوس ولا فرحة كما اعتادت غزة أن تحياها؛ لا تكبيرات في المساجد التي دمرها القصف، ولا ملابس جديدة تُفرح الأطفال، ولا موائد عامرة يلتف حولها الأهل. كل ما في المشهد خيامٌ تتناثر على الرمال، وأجسادٌ منهكة أرهقها النزوح.

منذ استئناف "إسرائيل" حربها على غزة في مارس/آذار الماضي، يعيش أغلب السكان في ظروف مجاعة قاسية بسبب الحصار المحكم وإغلاق المعابر، دون مأوى حقيقي، يتنقلون من منطقة إلى أخرى هربًا من الموت. وتواصل "إسرائيل" تهديداتها بتوسيع عدوانها البري، ما يزيد مخاوف السكان ويُعمّق معاناتهم.

على كرسي متحرك وداخل خيمة غرب مدينة غزة، يستقبل الفتى أحمد الغلبان (16 عامًا) عيد الأضحى بعدما فقد ساقيه وشقيقه التوأم محمد في قصف إسرائيلي غيّر مجرى حياته. كان أحمد لاعب جمباز محترفًا، يحلم بالبطولات، لكنه اليوم بلا أطراف، وبقلب مفجوع.

يقول أحمد للجزيرة نت: "العيد يأتي وأنا بدون ساقين، وبدون أحلامي. فقدت أخي محمد الذي كنت أمضي معه كل لحظة في العيد. الآن لا زيارات، لا معايدات.. فقط جوع وخوف".

تتدخل والدته آمنة الغلبان وهي تحاول مواساته، فتقول: "كان أحمد ومحمد من أمهر لاعبي الجمباز في بيت لاهيا. الآن فقدت ابني، وأحمد فقد ساقيه وتوأمه وحلمه. نعيش في خيمة.. والعيد لا يشبه العيد".

أمام خيمتها، تجلس أم يوسف تمسك كيسًا من الخبز المجفف، ما تبقّى لها لإطعام أطفالها في يوم العيد. تقول بحسرة: "هذا العيد بلا معالم. كل يومين ننزح، ننتقل من مكان لآخر، وحين نصل، تطلب منا المناشير الإسرائيلية إخلاءه لأنه منطقة قتال".

تُخرج قطعة خبز، تغمسها في الماء، وتطعم أطفالها. "لم نأكل منذ ثلاثة أيام، هذا الخبز المجفف هو كل ما لدي. أنقعه بالماء وأعطيه لأولادي".

تسأل وهي تبكي: "أين مظاهر العيد؟ لا طعام، لا أمان، لا مأوى. طفلي في الليل يصرخ من الخوف: ماما.. صاروخ! كيف يكون هذا عيدًا؟".

في أحد مراكز الإيواء غرب مدينة غزة، تجلس ميسون حلّس مستذكرة طقوس العيد القديمة، حين كانت تجهز ملابس أطفالها وحلويات العيد. تقول: "كان العيد له طعم خاص، أما الآن فكل شيء اختفى.. نعيش في خيام بائسة، بلا طعام، بلا أمان، في قلب القصف والرعب".

زارت ميسون سوق المدينة قبل يومين، فوجدته خاليًا من الحياة: "لا ملابس، لا حلويات، لا لحوم.. لا شيء يرمز للعيد. وجوه الناس شاحبة، الجوع طبع على ملامحهم".

وتختم: "أخشى على أولادي وزوجي، خاصة بعد أن فقدت أقارب كُثُر. الخوف من التهجير يتجدد كل يوم، كما لو أننا نُذبح ببطء".

في غزة، يغيب العيد كما لم يغِب من قبل. تغيب الزينة، والأصوات، والضحكات، وحتى رائحة الطعام. عيدٌ بلا ملامح، تسوده الخيام، وتطغى عليه أصوات القصف والموت. والناس فيه لا يطلبون الكثير.. فقط أمان بسيط، ولقمة تسد الجوع، وذكرى لا تُسرق منهم.

المصدر: فلسطين الآن