كشف ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا "القوى الشعبية" المدعومة من "إسرائيل" في قطاع غزة، عن علاقات تنسيقية مباشرة مع السلطة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه الميليشيا تتعاون مع جهاز المخابرات الفلسطيني في إجراء "فحوصات أمنية" للوافدين إلى المناطق التي يسيطر عليها شرق رفح، والتي وصفها بأنها "مناطق محررة من حماس".
وقال أبو شباب، في مقابلة أجراها المراسل العسكري لإذاعة "جالاتس" الإسرائيلية، دورون كادوش، نُشرت الأحد، إن التنسيق مع السلطة يتم "في إطار المصلحة الوطنية العليا"، مضيفًا، "نتعاون مع جهاز المخابرات الفلسطينية لضمان عدم دخول عناصر إرهابية وتعطيل مشروع تحرير غزة من حماس".
وأقرّ أبو شباب صراحة بأن أنشطة ميليشياته تتم بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذا التنسيق يحقق "المصالح العليا للشعب الفلسطيني".
ويأتي هذا التصريح ليؤكد التقارير الإسرائيلية التي تحدّثت في الأسابيع الأخيرة عن دور نشط لجهاز الشاباك في تأسيس وتمويل وتسليح جماعات مسلحة بديلة داخل قطاع غزة.
ووفقًا لتقرير بثّته قناة i24NEWS العبرية، فإن إحدى الدول العربية – لم تُذكر بالاسم – تُشرف على تدريب ميليشيا أبو شباب، بينما يدير محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة محمود عباس، قنوات تواصل مباشرة مع زعيم العصابة. ونقلت القناة عن مسؤول فلسطيني رفيع في رام الله أن "كل شيء يتم بالتنسيق مع الرئيس عباس".
وادعى أحد مسؤولي الميليشيا، خلال مقابلة مع i24NEWS، أن مهمتهم هي "تأمين المساعدات الإنسانية" الواردة إلى غزة، في حين كشفت تقارير متزامنة أن جيش الاحتلال يوفر الحماية لتحركاتهم. ودعا أبو شباب أهالي غزة للانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها شرق رفح، واعدًا إياهم بـ"الحماية".
القناة 12 الإسرائيلية كانت قد كشفت أن الشاباك هو من صمّم مشروع هذه العصابات المسلحة، بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير. وأفادت أن هذه الجماعات تلقّت مئات قطع السلاح الخفيف، أغلبها من مصادر داخل قطاع غزة، وبسرية تامة خلال الأشهر الأخيرة.
وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن هذه الجماعات لا تملك مؤهلات لإدارة رفح "في اليوم التالي للحرب"، لكنها تؤدي دورًا وظيفيًا ضمن رؤية أمنية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وتكريس واقع جديد داخل غزة.