31.12°القدس
30.33°رام الله
29.97°الخليل
33.02°غزة
31.12° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.97°
غزة33.02°
الثلاثاء 08 يوليو 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

خبر: "يوم الأسير" في عيون محرري الضفة

لم تكُن صفقة وفاء الأحرار في عام 2010، والتي تم بموجبها الإفراج عن 1027 أسير فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عدا بصيص أمل وبداية المشوار لأسرى قضوا زهرات شبابهم في غياهب السجون، عانوا فيها من عنجهية الاحتلال وغطرسته وممارساته القمعية التي لا زالت الى الآن مستمرة بحق من بقوا في السجون الإسرائيلية. [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] التقى بأسيرين محررين من أبناء الضفة الغربية المحتلة حررا في صفقة "وفاء الأحرار" إلى قطاع غزة، حيث سردا قصص معاناة الأسرى داخل السجون، وكشفا عن قوانين الاحتلال التي لا يضعها إلا للعقاب. عبد الرحمن إسماعيل غنيمات "40 عاماً"، اعتقل بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ولجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، وتنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي حُكم عليه 5 مؤبدات و 20عاماً، قضى منها 14 عاماً ونيف، أُفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" وهو مبعد من قرية صوريف بمدينة الخليل في الضفة المحتلة، أنهى بها دراسة دبلوم التمريض في كلية الخليل قبل دخوله السجن. [title] يوم الأسير يوم الحياة[/title] وفي معرض سؤالنا، عن ماذا يمثل يوم الأسير للأسرى داخل السجون أجاب قائلاً: "هو بمثابة يوم من حياة الأسرى، فإن كل يوم في حياتهم هو يوم أسير"، واستطرد غنيمات "حياة الأسير داخل السجن، يمر بها يوميا على ذكريات وفقد لأحبة أو عقوبات وظلم". ويحيي الشعب الفلسطيني في 17 نيسان ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، حيث بدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي. ويرى غنيمات أن يوم الأسير لحظة تاريخية، يتذكرون فيها إخوانهم الذي أمضوا معهم فترات طويلة داخل السجون، والذين فقدوهم من بينهم، وارتحلوا عنهم شهداء، مستشهدا بالأسير "ميسرة أبو حمدية" الذي كان آخر الشهداء. ويضيف "يوم الأسير يمثل للأسرى لحظة تذكر للأهل، وتذكر الحياة التي عاشها مع اخوانه، وأصدقائه في جامعته أو في عمله و بلدته". ويتحدث غنيمات عن معيقات الحياة وتعامل السجان وظلمه للأسرى داخل السجون، من بينها حق الأسير برؤية أسرته له كل أسبوع، فهو أمضى ما يقارب خمسة أعوام متتالية دون زيارة أي فرد من عائلته. ويوضح أن هذه المشكلة يعاني منها حوالي 80 %الى 90 %من الأسرى في السجون، مبينًا أن مصلحة السجون تمنع هذه الزيارات، متذرعة بحجج أمنية واهية، أو لفرض عقوبات عليهم. [title]لحظة بزوغ الفجر[/title] ويوصف لحظة الافراج بالشخص الذي بُعث من بعد الموت إلى الحياة من جديد، ويردف: "لأننا كأسرى كنا قد حُكمنا بالمؤبدات ويرجع ذلك الأمر بأننا كنا معزولين تماما عن الناس والحياة، ولكن لحظة تنفيذ صفقة وفاء الأحرار، ولحظة الخروج من السجن كانت "بعث جديد" لكل الأسرى المفرج عنهم ولمن حُكم عليه بالمؤبدات". وأكد غنيمات أن قضية الأسرى حلُها بما حُلت به صفقة وفاء الأحرار، مشيراً إلى أن حقيقة الاحتلال لا يستجيب للقرارت الدولية أو الضغوط الشعبية . وقال إن الاحتلال لا يمكن أن يرتدع إلا بالضغط القوي، أو عندما يشعر بأن هناك جهة تضغط عليه ويخسر أمامها. وأشار إلى أن قانون شاليط هو قانون من قوانين العقوبات التي لا عد لها أو حصر يفرضها الاحتلال على الأسرى لتنفيذ عقوبات تحت مسميات قوانين. وقانون شاليط جاء انتقاماً من الأسرى الفلسطينين ردا على أسر الجندي جلعاد شاليط وهذا القانون حرم الأسرى من متابعة القوانين الفضائية ومنعهم من الحصول على صحيفة القدس ومنع زيارة ذويهم لهم، إضافة إلى عقوبات متعلقة بشراء الطعام والشرب وكثير من الاستحقاقات أن يحصل عليها الأسير. ويقول غنيمات عن معانة الابعاد، "ما دام الإنسان تحرر من الأسر فكل شيء بعد ذلك يهون، ونحن لسنا مبعدين فنحن مازلنا بين اهلنا ونشعر بقضيتنا على أرضنا، فغزة والضفة والقدس كلها أراضي فلسطينية وهي تمثل أراضي فلسطين التاريخية". من جهته، قال الأسير مهدي عمر التميمي 38 عاماً من مدينة الخليل والذي اعتقل في انتفاضة الأقصى الثانية 2002م على خلفية العمل والمسؤولية في كتائب القسام، وحُكم عليه بـ21 عاما قضى منها 9 أعوام ونصف إن "معاناة الأسير طويلة تبدأ منذ اعتقاله إلى حين الإفراج عنه، ولها ألوان وِأشكال مختلفة". التميمي التحق بالجامعة الإسلامية في غزة وهو طالب في كلية الصحافة والإعلام. [title]فرح بحذر[/title] ويؤكد أن فرحة أسر الجندي جلعاد شاليط كانت أكبر من فرحة صفقة التبادل، "فالجميع فرح بلا استثناء وكانوا على يقين بوجود صفقة تبادل سُتبرم خلال الايام القادمة، ولكن الفرحة كانت بحذر خوفاً من عدم وجود الأسير ضمن الصفقة". وطالب بوجوب أن يقف كل انسان أمام مسؤولياته تجاه إخوانه الأسرى من مسؤولين وصانعي قرار ومواطنين. ودعا التميمي الشعب الفلسطيني لبرنامج عملي وفق خطة استراتيجية لدراسة المرحلة المقبلة وتحديد أولويات العمل، مستدركا "يجب أن يكون هناك عمل على مدار اليوم والساعة والشهر من أجل الأسرى". [title]تفاعل الشعب [/title] ويضيف :"تفاعل في قضية الأسرى أكثر من أي وقت مضى لكنه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فالمشاركة في فعاليات الأسرى بحدها الأدنى، ووسائل الإعلام تجري وراء الأحداث لكن هناك قضايا لا يمكن أن تتجاهلها كقضية ما يزيد عن 4000 أسير داخل السجون". ويشير التميمي إلى أن وسائل الإعلام تبرز شخصيات معينة من الأسرى، متناسية الباقين والذين لا يُعلم عنهم شيء. ويوضح أنه يعاني من الإبعاد رغم أن غزة وطنه، فقدوم أهله إلى غزة يكلفهم مبالغ باهظة، حيث أنهم ممنوعون من القدوم إلى غزة عبر معبر ايرز، فيطّرون للسفر إلى الأردن وبعدها إلى مصر ومن ثم إلى قطاع غزة. أما عن طموحاته قال إن "أملي أن يرضى الله عني وأن تتحرر البلاد والعباد من دنس المحتل، وأنهي دراسة الجامعية وأتم بعدها الدراسات العليا، أما عن سبب دراسته الصحافة والإعلام فقال: "أريد تسخير هذا القلم لخدمة القضية". ووفق إحصاءات رسمية فإن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية يقارب 4900 أسير وأسيرة، منهم 106 أسرى معتقلون قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير و"إسرائيل" عام 1993، إضافة إلى 15 أسيرة، و235 طفلاً، و14 نائباً. انتهى يوم الأسير لهذا العام وانتهى تقريرنا، لكن الأكيد أن معاناة الأسرى مستمرة، وأجساد المضربين عن الطعام منهم تتآكل كل يوم، وتبقى الفعاليات التضامنية –رغم أهميتها- "خجولة" ما لم يكن هناك طريق واضح لإخراج الأسرى من عتمات السجون.