"والله لاشايفين اهتمام ولابطيخ"، بهذه الكلمات رد الحاج أحمد أبوحسين والد الأسير المقدسي بلال، والذي أمضى "25 عاماً" خلف قضبان الاحتلال حتى الآن، على سؤال عن اهتمام السلطة الفلسطينية وجهات حقوقية بقضية ابنه. الحاج أبو بلال تحدث عن معاناة بلال كواحد من عموم الأسرى المقدسيين، والذين يطوي السجن أيامهم بعيداً عن أحضان عائلاتهم، في معاناة مضاعفة عن التي يعيشها بقية الأسرى في سجون الاحتلال. ويضيف أن السرطان استوطن وجه زوجته الذي انتهك الحزن معالمه منذ اعتقال بلال، فيما أصيب هو بأمراض الضغط والسكري وآلام في مختلف أنحاء الجسم منذ فراق ابنه. ويوضح أن حرمان العائلة من زيارة ابنها من أسهل القرارات التي يتخذها الاحتلال، في محاولة منه لتنفيذ عقوبة مزدوجة على العائلة وابنها الأسير بين الحين والآخر، وهو ما تكرر لمرات لا يمكن إحصاؤها -وفق مايقول-. لكنَّ معاناة بلال وعائلته ليست الوحيدة من نوعها خلف جدران المنازل المقدسية، فيواجه أسرى المدينة المقدسة مشكلات قانونية ومعاناة إنسانية تزيد عن تلك التي يقضيها بقية الأسرى الفلسطينيين. [title]خيانة وطنية![/title] وتعاقب دولة الاحتلال المقدسيين على ماتعتبره خيانة لدولتهم التي يحملون هويتها، معتبرة أي تدخل في قضية الأسرى المقدسيين، يُعد تدخلاً في الشأن الداخلي الإسرائيلي. ويؤكد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبوعصب، أن الاحتلال يضاعف العقوبات المتخذة بحق المقدسيين، بعد إضافة تهمة الخيانة في محضر التحقيق. ويبين أبو عصب أن هذه السياسة تعني أن عقوبة رشق الحجارة تصبح عامين في حال كان الأسير مقدسياً بدلا من عام واحد في حال كان الأسير من الضفة، وهو ماينطبق على أسرى الداخل الفلسطيني والجولان المحتل. ويشير إلى أن كافة صفقات الإفراج عن أسرى مقدسيين السابقة بقيت تستثني الأسرى المقدسيين، باعتبارهم مواطنين إسرائيليين لا يحق لأحد التدخل فيهم، حتى استطاعت صفقة "وفاء الأحرار" كسر هذه الحالة، مستفيدة من الضغط الشعبي والسياسي الذي تعرضت له حكومة الاحتلال لإنهاء ملف اعتقال شاليط. [title]بالأرقام[/title] ويقضي (265) أسيراً أحكاما متفاوتة داخل سجون الاحتلال، بينهم أسيرتين و(21) شبلاً، بالإضافة لخمسة أسرى اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو، وما زالوا يقبعون خلف القضبان، وفق مايشير تقرير صادر عن لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين. ويؤكد التقرير أن (92) مقدسياً مازالوا موقوفين بانتظار الحكم عليهم، بالإضافة لوزير وعضوين بالمجلس التشريعي، وأسير وحيد محكوم بالسجن الإداري. ويواجه الأسرى من القدس بحسب التقرير أحكاماً متفاوتة، فيقضي (38) مقدسياً حكما بالسجن مدى الحياة، فيما يقضي (25) حكما بالسجن بين (20-31) سنة، و(21) أسيراً يواجهون أحكاما بالسجن مابين (15-20) سنة، وتتفاوت الأحكام الموجهة للأسرى بعد ذلك حتى تصل إلى (49) أسيرا يواجهون السجن لأقل من خمسة أعوام. وتقيد السجون حرية (72) مقدسياً من بلدة سلوان (رأس العامود)، كأكبر بلدة مقدسية تقدم شبانا داخل السجون، تليها بلدة العيسوية مسقط رأس صاحب الإضراب الأسطوري سامر العيساوي، والتي تقدم (35) أسيرا، فيما يتوزع بقية الأسرى على بقية الأحياء والبلدات المقدسية. ويرى أمجد أبوعصب أن هذه الأرقام ومن بعدها فشل اتفاقية أوسلو في إطلاق سراح أسرى اعتقلو قبل توقيعها، مقابل نجاح "وفاء الأحرار" في الإفراج عن مقدسيين، كل ذلك يؤكد أن كافة الحلول الدبلوماسية لن تستطيع إنهاء أزمة الأسرى الفلسطينيين، مطالباً الأحزاب الفلسطينية باتخاذ موقف حازم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.