نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريراً، للصحفي أندي دينغ، سلّط فيه الضوء على دراسة حديثة أشارت إلى أنّ: "الفحم الحيوي المصنّع من الفضلات البشرية يمكن أن يسهم بشكل فعّال في مواجهة نقص الأسمدة حول العالم، إضافة إلى دوره في تقليل التلوث واستهلاك الطاقة".
وبحسب التقرير فإنّ: "الفحم الحيوي يُصنع من المواد العضوية عبر معالجة حرارية عالية، ويستخدم عادة في التربة الزراعية لتعزيز خصوبتها، كما يساهم في إزالة الكربون من الغلاف الجوي، ما يجعله أداة فعالة لامتصاص الانبعاثات".
وتابع، بأنّه: "يمكن للفحم الحيوي المصنوع من البراز البشري أن يغطي نحو 7% من احتياجات العالم السنوية من الفوسفور، بينما يمكن إضافة المغذيات المستخلصة من البول لرفع النسبة إلى 15% للفوسفور، و17% للنيتروجين، وما يصل إلى 25% للبوتاسيوم".
وأضاف: "يبرز الفحم الحيوي كبديل آمن عن حمأة الصرف الصحي المعالجة المستخدمة في الزراعة حالياً، والتي تثير جدلاً واسعاً لاحتوائها على جزيئات بلاستيكية دقيقة ومعادن ثقيلة ومواد كيميائية وأدوية ومسببات أمراض".
إلى ذلك، تُظهر الدراسة أنّ: "عملية الفحم الحيوي تقلّل من حجم البراز الصلب بنسبة تصل إلى 90%، ما يجعل نقلها وتطبيقها أكثر كفاءة من حمأة الصرف، فضلاً عن إمكانية تعديل نسب العناصر الغذائية وفق احتياجات كل محصول، ما يقلل من مخاطر التلوث المائي والنمو المفرط للطحالب".
وقال أستاذ الكيمياء الحيوية للتربة بجامعة كورنيل والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة PNAS، يوهانس ليمان، إنّ: "الحديث عن مياه الصرف الصحي ليس بجاذبية الطاقة المتجددة، لكن منع هدر الموارد عبر اقتصاد دائري يمثل مفتاح التحول الأخضر".
وتوضح الدراسة أنّ: "الاعتماد على الأسمدة الصناعية يُنتج كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون ويستنزف الموارد المعدنية، ما يفاقم التحديات البيئية والاقتصادية والجيوسياسية، ويجعل الاقتصادات الزراعية تعتمد على الدول المالكة لهذه الموارد".
ويضيف ليمان أنّ: "إعادة تدوير المغذيات عبر الفحم الحيوي قد يمكّن الدول من إنتاج الغذاء محلياً، ويخفف من الضغوط على التربة والموارد، ويحدّ من آثار الهجرة المناخية المرتبطة بالفشل الزراعي".