شهد قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصاعدًا مأساويًا في أعداد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي وأزمة التجويع المتفاقمة، حيث استُشهد 64 مواطنًا وأُصيب 278 آخرون نتيجة استمرار العدوان، فيما سُجّلت 8 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية.
ووفقًا للتقرير الإحصائي اليومي، ارتفع عدد الشهداء جراء سوء التغذية منذ بدء الأزمة إلى 289، بينهم 115 طفلًا، في مؤشر خطير على تدهور الأوضاع الإنسانية.
كما أفاد مصدر طبي في المستشفى المعمداني بمدينة غزة، ظهر الأحد، باستشهاد الرضيعة آسيا أبو عيدة، التي لم يتجاوز عمرها بضعة أشهر، نتيجة مضاعفات ناتجة عن الجوع الحاد وسوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل.
وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 حتى اليوم 62,686 شهيدًا، و157,951 إصابة. أما منذ 18 مارس/آذار 2025، فقد ارتفعت الأرقام إلى 10,842 شهيدًا و45,910 إصابات.
وفي سياق متصل، ارتفع عدد شهداء "لقمة العيش" إلى 2,095 شهيدًا، بعد استشهاد 19 مواطنًا خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات، إضافة إلى إصابة 123 آخرين، ليرتفع إجمالي المصابين في هذا السياق إلى أكثر من 15,431.
تحذيرات طبية من كارثة صحية وشيكة
من جانبه، حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة، الدكتور محمد أبو عفش، من الارتفاع الخطير والمتسارع في حالات سوء التغذية، مشيرًا إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث إن الكميات المحدودة التي دخلت القطاع لا تغطي سوى 5% من الاحتياجات الفعلية.
وأكد الدكتور محمد كحيل، رئيس قسم التغذية في مجمع الشفاء الطبي، تسجيل أكثر من 800 حالة سوء تغذية داخل المستشفى، منها حالات في أقسام العناية المركزة والجراحة والولادة والحضانة، مشيرًا إلى أن نحو ثلث تلك الحالات تُصنف بالحرجة، بينها 13 حالة مهددة بالوفاة المباشرة نتيجة نفاد التغذية الوريدية والأنبوبية.
وأوضح كحيل أن غياب البروتينات المركزة، والدهون الطبية، والجلوكوز عالي التركيز، والفيتامينات الوريدية، يزيد من هشاشة الوضع الصحي، في ظل الحصار المستمر، وغياب أي بوادر لحل إنساني شامل يوقف الكارثة المتصاعدة في القطاع.