30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
29.48°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة29.48°
السبت 06 سبتمبر 2025
4.52جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.35

استنفار داخلي وحراك خارجي لمنع ضربة أمريكية وشيكة.. ماذا يجري في العراق؟

يجري العراق تحركات خارجية بالتزامن مع حديث وسائل إعلامية محلية عن ضربات أمريكية محتملة تستهدف 16 هدفا لفصائل عراقية قريبة من إيران، كان قد جرى تأجيلها منذ شهر آب/ أغسطس المنصرم، وذلك بسبب مناسبة "زيارة أربعينية الحسين" لدى الشيعة في البلاد.

وأجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، زيارة هي الأولى له إلى سلطنة عُمان، والتي ذكرت وسائل إعلام عراقية أنها جاءت للبحث عن وساطة عُمانية لإنهاء التوتر مع الولايات المتحدة، فيما يراها آخرون أنها لمنع استهداف إسرائيلي محتمل للعراق.

"استنفار داخلي"

وبالتزامن مع زيارة السوداني إلى مسقط، وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، إلى العراق بدلا من الوزير عباس عراقجي الذي كان مقررا أن يأتي إلى بغداد بطلب عراقي، وذلك لبحث أوضاع المنطقة والتهديدات الإسرائيلية، وفق وسائل إعلام عراقية.

وذكرت صحيفة "العالم الجديد" العراقية، أن "الحكومة العراقية تسعى جاهدة إلى تهدئة المنطقة وعدم انزلاقها في حرب جديدة، والتي سيكون العراق المتضرر الأول فيها، فضلا عن منع انخراط الفصائل العراقية في الصراع، وأن خطيب زاده أبدى تفهم بلاده لذلك".

وقبل ذلك بنحو أسبوع، أوفدت الحكومة العراقية رئيس المخابرات حميد الشطري، إلى دمشق حاملا رسالة خطية من السوداني إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث اتفق الجانبان على زيادة مستوى التعاون الأمني وتوسيع قنوات التنسيق المباشر بين الأجهزة المعنية في البلدين.

سبقت هذه التحركات الخارجية العراقية، معلومات أوردتها وسائل إعلام محلية منها قناة "السومرية"، أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت السوداني بأنها ستستهدف 16 مقرا للفصائل العراقية، وذلك في أي وقت بعد "زيارة أربعينية الحسين" التي انتهت قبل أسبوعين.

وأشارت إلى أن "التهديد الأمريكي باستهداف هذه المقرات، يأتي ردا على هجوم سابق نفذته فصائل عراقية على قاعدة الشدادي في سوريا خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، وتقف وراءه تحديدا كتائب حزب الله، وأن السوداني أطلع الإطار التنسيقي على ذلك"، وفق قناة "السومرية".

وعلى وقع هذه التهديدات، تحدثت قناة "الرشيد" العراقية، الأسبوع الماضي، عن استنفار داخلي، وذلك بعدما أوعزت الحكومة العراقية بنشر مقاتلي قوات الحشد الشعبي بين معسكرات الجيش العراقي، وذلك لتجنيبهم أي ضربات محتملة قد تستهدفهم في الأيام المقبلة.

"تحالف جديد"

وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع إن "زيارة السوداني إلى مسقط كانت بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وجاءت بالتزامن مع تهديدات غير معلنة وأهداف جرى تحديدها من إسرائيل، وهي تحصل مع إعادة تموضع القوات الأمريكية في العراق".

وأضاف الشرع لـ"عربي21" أن "زيارة السوداني إلى مسقط تأتي ضمن ما نسميه (تحالف جديد) لمنع أي مخاطر إقليمية قد تحصل في أي لحظة، على اعتبار أن عُمان كانت حلقة الوصل بين الولايات المتحدة وإيران إبان المحادثات النووية بين الجانبين".

وأوضح: "حصل اتفاق بين السوداني وسلطان عُمان على بذل كل الجهود والمساعي من أجل إبعاد كل ما يخشاه العراق والمنطقة من مخاطر في ظل تحذيرات من عودة المعارك بين إسرائيل وإيران".

ورأى الشرع أنه "إذا اندلعت المعركة مجددا بين إيران وإسرائيل، فإن العراق لن يكون هذه المرة خارج نطاق هذا الصراع، بالتالي كل المساعي التي يجريها السوداني هي لإبعاد البلد والنأي به عن كل خطر محدق ووشيك قبيل الانتخابات البرلمانية في 11 تشرين الثاني المقبل".

وأكد الخبير العراقي "احتمالية تأجيل الانتخابات إذا تعرض العراق إلى ضربات أمريكية أو إسرائيلية، لذلك فإن كل ما يحصل من تحركات خارجية عراقية هدفها منع أي صراع قد يندلع بين إسرائيل أو إيران، وإبعاد العراق عنه وعدم الانخراط فيه".

ولفت إلى أن "التحركات لها صلة أيضا بقانون الحشد الشعبي الذي سحب من أدراج البرلمان العراقي وتأجيل التصويت عليه، وهذه تعتبر رسالة طمأنة من العراق بأنه لن يغرد خارج سرب قوات التحالف الدولي، خصوصا بعد رفضته الولايات المتحدة وبريطانيا".

وخلص الشرع إلى أن "كل المؤشرات التي تدل على وجود ضربة وشيكة للعراق، لكن التحرك العراقي الرسمي ربما يسهم في تأجيلها،  إضافة إلى أن هناك طمأنة من إيران بعدم رغبتها بأن يكون العراق ساحة صراع، وتحوله إلى منصة لاستهدافها".

"تفويض كامل"

على الصعيد ذاته، قال أحمد العلواني المحلل السياسي العراقي، المقيم في برلين، لـ"عربي21" إن "حكومة السوداني حصلت على تفويض كامل من أحزاب الإطار التنسيقي أولا، ثم من قادة عشر فصائل رئيسية في العراق، للتفاوض مع الجانب الأمريكي بهدف تجنيب البلاد أي ضربة عسكرية إسرائيلية".

وفي هذا السياق، يضيف العلواني أن "السوداني أطلق حراكا دبلوماسيا خارجيا بعيدا عن الأضواء، كان آخره مباحثات عبر وساطة عُمانية، وذلك بعد فشل الوفد العراقي في واشنطن بلقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو".

وقد ضم الوفد الذي بعثه السوداني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مستشار رئيس الوزراء لشؤون العلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، ومدير عام العلاقات الخارجية في مكتب رئيس الحكومة العراقية، كريكور باكرام موسيس، وفق العلواني.

وبحسب الخبير العراقي، فإن "السوداني طرق جميع الأبواب الدبلوماسية، غير أن الرد كان واحدا: عليكم إيقاف قانون الحشد الشعبي ومنع التدخل الإيراني في إدارة شؤون الدولة".

وفي موازاة ذلك، يؤكد العلواني أن "السوداني أوفد رئيس المخابرات، حميد الشطري، إلى سوريا حاملا رسالة تتعلق بتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، مقابل حصول دمشق على منافع اقتصادية، حيث وعد الرئيس السوري بدراسة العرض".

وشدد على أن "العراق يمر اليوم بمرحلة ضغط دبلوماسي وسياسي كبير، خاصة بعد تلقي أطراف سياسية عراقية رسائل من دول عربية وغربية تشير إلى أن الإدارة الأمريكية دخلت مرحلة التحذير القصوى، وإن لم يستجب القادة العراقيون لذلك، فإن التعامل الغربي قد يتغيّر معهم".

وأردف: "عدم الاستجابة، قد يؤدي إلى رفع الغطاء السياسي عنهم وتعريض البلاد لعقوبات اقتصادية، وضربات إسرائيلية تطال قادة عسكريين ومستشارين إيرانيين وعراقيين، ومصانع طائرات مسيّرة ومخازن أسلحة ومنشآت تستخدمها فصائل عراقية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".

المصدر: فلسطين الآن