أعلنت شركة "أبل"، الثلاثاء، عن طرح سلسلة هواتف "آيفون 17" إلى جانب طراز "إير" فائق النحافة، من دون أن تكشف عن تقدم جوهري يعوّض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي، فيما تواصل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة زيادة تكاليف إنتاجها.

أكد الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، في عرض مرئي تجاوز ساعة بُث عبر الإنترنت من مقر الشركة في كوبرتينو بكاليفورنيا، أن "آيفون إير يعيد تشكيل المعادلة جذرياً"، موضحا أن سماكته لا تتعدى 5.6 ملم، أي أقل بـ0.2 ملم من منافسه "غالاكسي S25 إيدج".

وشملت سلسلة هواتف آيفون 17 الأساسي، وآيفون 17 إير فائق النحافة، إضافة إلى آيفون 17 برو، وآيفون 17 برو ماكس، لتغطي بذلك شريحة واسعة من المستخدمين بين الباحثين عن التصميم الخفيف والأنيق، والراغبين في الأجهزة الأعلى أداءً وتقنيات الكاميرا المتقدمة في سوق الهواتف الذكية الراقية.

أخبار ذات صلة

إسبانيا تدرس خطوات تصعيدية ضد الاحتلال.. هذه تفاصيلها

تقارير عن صفقة شاملة تنهي الحرب في غزة.. هذه بعض تفاصيلها

ويأتي iPhone 17 الطراز الأساسي بشاشة OLED مقاس 6.3 بوصة من نوع Super Retina XDR مع تقنية ProMotion حتى 120 هرتز وسطوع يصل إلى 3000 نيت، ومحمي بزجاج Ceramic Shield 2 المقاوم للخدوش. يضم كاميرا مزدوجة بدقة 48 ميغابكسل مع خاصية Dual Fusion، وكاميرا أمامية 18 ميغابكسل مع Center Stage. يعمل بشريحة A19 القوية، ويقدم عمر بطارية أطول بنحو 11 ساعة مقارنة بالجيل السابق، مع دعم الشحن السريع.

ويتميز آيفون إير iPhone 17 Air بكونه أنحف إصدارات أبل على الإطلاق بسماكة لا تتجاوز 5.6 ملم، وهيكل من التيتانيوم المصقول مع حماية Ceramic Shield. يعتمد شاشة OLED مقاس 6.5 بوصة Super Retina XDR، ويعمل بمعالج A19 Pro وشريحة N1 التي تدعم Wi-Fi 7 وBluetooth 6، الكاميرا الأساسية بدقة 48 ميغابكسل مع Center Stage وتصوير مستقر للغاية، فيما تمنح بطاريته عمر تشغيل يصل إلى 27 ساعة فيديو. ويُطرح دون منفذ لشريحة SIM التقليدية مع اعتماد كامل على eSIM.

ويأتي iPhone 17 Pro بتصميم Unibody من الألومنيوم مع تحسينات للتبريد والأداء، ويعتمد شاشة Super Retina XDR مقاس 6.3 بوصة مع ProMotion. يعمل بمعالج A19 Pro مدعوم بشريحة N1، ويضم نظام كاميرات ثلاثي بدقة 48 ميغابكسل يشمل عدسة رئيسية وعدسة واسعة وعدسة تليفوتوغرافي مع تكبير بصري حتى 8×، إضافة إلى كاميرا أمامية 18 ميغابكسل مع Center Stage. البطارية تقدم حتى 33 ساعة تشغيل فيديو، مع قدرة على الشحن السريع لتصل إلى 50% خلال 20 دقيقة فقط.

يمثل النسخة الأضخم في السلسلة بشاشة Super Retina XDR بحجم 6.9 بوصة وبطارية كبيرة تقارب سعتها 5000 مللي أمبير. يعمل بنفس معالج A19 Pro وشريحة N1، مع تصميم ألومنيوم Unibody محسّن للتبريد. يضم نظام كاميرات ثلاثي بدقة 48 ميغابكسل مع تكبير بصري حتى 8×، وكاميرا أمامية 18 ميغابكسل، ما يمنحه قدرات تصوير احترافية. يدعم عمر بطارية يصل إلى 39 ساعة فيديو، مع شحن سريع فعال.

وتبرز "أبل" في سلسلة هواتف "آيفون 17" الجديدة مزايا عديدة، أبرزها تحسين عمر البطارية وتعزيز قوة المعالجات وتطوير جودة عدسات الكاميرا، على أن تُطرح في الولايات المتحدة بأسعار تتراوح بين 800 و1200 دولار.

واستبدلت الشركة في هاتف "آيفون إير" بطاقات "سيم" التقليدية بتقنية "eSIM" الافتراضية، التي باتت منذ ثلاث سنوات معيارا معتمدا في أجهزة "آيفون" المباعة في السوق الأميركية.

وركّزت "أبل" في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة التصوير وإطالة عمر البطارية وتعزيز قوة الجيل الجديد من هواتف "آيفون"، التي تشكل المصدر الأساسي لإيراداتها وتكرّس موقعها الرائد في سوق الهواتف الذكية الفاخرة.

واعتبر المحلل في "إي ماركتر" غادخو سيفيّا أن "أبل تتفادى الانخراط المباشر في السباق المحتدم حول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، عبر تعزيز مكانتها كمبتكر مستمر في دمج الذكاء الاصطناعي داخل الرقائق والأجهزة"

وأوضح محللون أن هواتف "أندرويد" المنافسة من "غوغل" دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع في واجهة المستخدم، بينما تعتمد "أبل" نهجا أبطأ في هذا المجال، وهو ما يدفع الكثير من المستهلكين إلى تأجيل شراء هاتف "آيفون" جديد.

قالت المحللة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي، في حديث لوكالة "فرانس برس" على هامش العرض التقديمي في كوبرتينو، إن "أبل تمنح مستخدميها الثقة، فإذا كنت مهتما بالأجهزة فلا داعي للتردد بسبب البرمجيات، فأنت تمتلك أحدث شريحة، وعندما تنضج تقنيات الذكاء الاصطناعي ستتمكن من الاستفادة منها".

تراجع سهم "أبل" في بورصة نيويورك بنسبة 1.48 بالمئة عند الإغلاق، وذلك بعد ساعات قليلة من صدور هذه الإعلانات.

وطرحت "أبل" قبل أقل من عام نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها "أبل إنتلجنس"، غير أنه خيّب توقعات المستخدمين، خصوصا فيما يتعلق بالتحسينات المحدودة التي أضيفت إلى المساعد الصوتي "سيري".

وأفادت تقارير إعلامية بأن "أبل" تعتزم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث عبر الإنترنت بحلول عام 2026، إلى جانب إعادة تصميم مساعدها الصوتي "سيري"، غير أن هذه المعلومات لم تؤكد رسميا بعد. كما ذكرت تقارير صحافية أخرى أن الشركة تعمل على شراكة محتملة مع "غوغل" لتعزيز خبرتها في مجالي البحث والذكاء الاصطناعي.

ومن جهة أخرى، استغلت "أبل" العرض التقديمي الثلاثاء للكشف عن الجيل الثالث من سماعات "إيربودز برو" ونماذج جديدة من "أبل ووتش" ركزت أساسا على ميزات مراقبة الصحة.

ويرى مراقبون أن الشركة اختارت هذه المرة إبراز نحافة الجهاز بدلا من حجم الشاشة لتمييز نفسها في سوق الهواتف الفاخرة، ما يمهد الطريق لإطلاق نسخة قابلة للطي خلال الأعوام المقبلة، لكنها ستواجه تحديين أساسيين: ارتفاع تكاليف الإنتاج وتقليص مساحة البطارية.

وتأثرت أسعار هواتف "آيفون" الجديدة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما رفع تكاليف الإنتاج في الصين التي لا تزال تمثل مركز التصنيع الرئيسي للشركة.

وأكد تيم كوك أن التداعيات المالية للحرب التجارية باتت واضحة، موضحا أن الرسوم الجمركية كلفت "أبل" 800 مليون دولار في الربع الأخير، مع توقع عجز في الإيرادات يصل إلى 1.1 مليار دولار خلال الربع الحالي.