نشرت صحيفة "يديعوت" العبرية، تقريرا، لمراسلها في نيويورك، دانيال أديلسون، جاء فيه أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أصبحت أكثر اعتمادا على الولايات المتحدة من أي وقت مضى، لكن قاعدة الدعم هذه تتآكل بطريقة قد تغير قواعد اللعبة.
وأشار التقرير نفسه، إلى أن مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، كانت قد خصّصت عددها الصادر في أواخر أيلول/ سبتمبر من عام 2025، للتآكل الحاد في الدعم الشعبي والمؤسسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
وتابع: "من خلال مزيج من البيانات والاستطلاعات والشهادات والتحليلات السياسية، ترسم المجلة صورة شاملة للفجوة المتنامية بين إسرائيل والولايات المتحدة"، مردفا: "صدعٌ يمتد عبر الأحزاب والأجيال والمجتمعات، مع إمكانية حدوث تغيير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل".
ويشير المؤلفون، بحسب التقرير، إلى أنّ: "هذه القضية ليست مجرد مراجعة صحفية، بل هي إشارة تحذير: إذا لم تُغيّر إسرائيل مسارها، سواءً في الساحة السياسية أو في الرأي العام، فقد تجد نفسها معزولة، وتابعة، لكنها تفتقر إلى الدعم الحقيقي في المجتمع الدولي".
إلى ذلك، وفقا لمجلة "الإيكونوميست"، فإنّ: "هذا التراجع يُلاحظ بشكل خاص بين الديمقراطيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، بزيادة قدرها 23% في الصورة السلبية لإسرائيل خلال ثلاث سنوات فقط، كما سُجِّل تغييرٌ أيضًا بين الجمهوريين الشباب".
وأوضحت: "من 63% دعمًا لإسرائيل عام 2022 إلى تعادلٍ شبه كامل اليوم. حتى بين الإنجيليين الشباب، الذين كانوا يُمثلون سابقًا جدار الحماية لإسرائيل، انخفض الدعم بين عامي 2018 و2021 من 69% إلى 34%، وهو اتجاهٌ تشير استطلاعات الرأي إلى استمراره حتى اليوم".
وأشار أديلسون، إلى مقال آخر بعنوان "أمريكا تفقد شغفها بإسرائيل"، يصف توجه أعضاء الكونغرس من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، مثل مارجوري تايلور غرين، وستيف بانون، وتاكر كارلسون، إلى تبني خطاب معاد لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأبرز تغريدة غرين عن "الإبادة الجماعية" في غزة، حيث أعلنت أنها غير مستعدة لتمويل "حرب خارجية في بلد أجنبي". فيما أردف أديلسون، عبر تقريره، إلى أنه: "حتى وقت قريب، كان دعم إسرائيل أمرا مفروغًا منه بين الجمهوريين، لكن حرب غزة والهجوم الأمريكي الإسرائيلي المشترك على إيران في يونيو/ حزيران أثارا موجة من المعارضة بين بعض أعضاء المؤسسة اليمينية والناخبين".
بدورها، تشير مجلة "الإيكونوميست" أيضا إلى ما وصفته بـ"تآكلٍ سياسيٍّ برلمانيٍّ. ففي مجلس الشيوخ، صوّت 24 من أصل 47 عضوًا ديمقراطيًا في يوليو/ تموز على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، مقارنةً بـ18 عضوا فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني السابق".
إلى جانب ذلك، يشير المؤلفان إلى "المستوطنات والبؤر الاستيطانية"، التي تضاعفت أربع مرات منذ عام 2018، فيما تصف مجلة "الإيكونوميست" واقعا يتزايد فيه الاعتراف الدولي بفلسطين.
في الوقت نفسه، وإلى جانب غلاف مجلة "الإيكونوميست"، خصصت مجلة "النيويوركر" مقالا، عن التراجع الحاد في الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وتحت عنوان "احتلال إسرائيلي جديد"، وصفت المجلة كيف يتداخل خطاب نتنياهو حول "إسبرطة الخارقة" مع واقع عزلة متزايدة، لا سيما من حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة.
يرسم المقال صورة لدولة تتحول، بدلا من الاعتماد على صورة الابتكار والانفتاح، إلى بؤرةٍ للعسكرة والاستبداد، ويربط تحرك نتنياهو السياسي بفقدان الدعم والشرعية على الساحة الدولية، وخاصةً في الولايات المتحدة.