28.34°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
28.27°غزة
28.34° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة28.27°
الإثنين 22 سبتمبر 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

وزير إسرائليي سابق: هجوم الدوحة فضيحة سياسية تضعف مكانة "تل أبيب"

وكالات - فلسطين الآن

حذر "وزير العدل" الإسرائيلي الأسبق دانيال فريدمان، من نتائج سلبية لهجوم الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي القطرية مؤكدا أنه قد يشكل تحولا خطيرا في مسار الحرب مع حركة حماس، كونه يفتح جبهة جديدة مع دولة حليفة للولايات المتحدة وتتمتع بنفوذ إقليمي واسع.

وبحسب مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية تناول الوزير الإسرائيلي الأسبق، موقف "إسرائيل" من قطر بعد الضربة الأخيرة التي استهدفت قادة من حركة حماس على أراضيها، متسائلاً: هل يمثل ذلك ضربة موجهة للحركة، أم بداية حرب جديدة مع الدوحة؟

وقال فريدمان في مقاله إن موقف "إسرائيل" من قطر "ملتبس تماماً"، وزعم أنه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كانت قطر تضخ عشرات الملايين من الدولارات لحماس شهرياً، بناءً على طلب حكومة بنيامين نتنياهو وبالتعاون مع جهاز الموساد، وأضاف أن الوضع استمر كذلك حتى بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث طُلب من قطر التوسط – بالتعاون مع مصر – في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، وقد أشادت إسرائيل بدورها مراراً بسبب ضغطها على حماس".

واتهم فريدمان قطر بأنها دولة معادية قائلا: "قطر في الواقع دولة معادية. ومع ذلك، لم يغير ذلك من موقف حكومات نتنياهو منها، لم تحاول إسرائيل كشف وجه قطر الحقيقي، ترك نتنياهو إسرائيل عرضة لدعاية قطر، تماماً كما تركها عرضة لخطر حماس". وفق زعمه.

وأشار إلى أن قيادة حماس طلبت مؤخراً مناقشة صفقة أسرى في قطر، والتي كان من المفترض – وفقاً لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – أن تنهي الحرب في غزة، وقال إن إنهاء الحرب وإعادة الأسرى يعتبران مصلحة إسرائيلية عليا، لكن "إسرائيل"، بدلاً من المفاوضات، اختارت مهاجمة قادة حماس علناً على الأراضي القطرية.

وزعم الكاتب أن لـ"إسرائيل" مبررات قوية للقضاء على المسؤولين عن هجوم السابع من تشرين الأول / أكتوبر الذين ما زالوا يشكلون خطراً، "ومع ذلك فإن الهجوم على قطر أكثر من مجرد إشكالية، وقد يكون الثمن الذي تدفعه إسرائيل باهظاً للغاية".

وأضاف: "وصل قادة حماس إلى المكان لإجراء مفاوضات، وهي مفاوضات وافقت عليها إسرائيل ظاهرياً، وهناك سوابق تاريخية لمهاجمة عدو جاء للتفاوض، لكن العرف السائد هو عدم القيام بذلك، وضربهم في هذا المكان والزمان يعد إعلانا بأن إسرائيل لا تريد المفاوضات وإنما تريد مواصلة الحرب".

وتابع: "الهجوم بمثابة إعلان حرب على قطر، حليفة الولايات المتحدة، والتي استضافت مؤخراً كأس العالم".

كما لفت إلى أن "قطر استفادت حتى وقت قريب من سياسة نتنياهو التي تعاملت معها كدولة متعاونة، بل وصديقة تقريباً"، مشدداً على أن نتنياهو لم يفسر لماذا لم يكشف حقيقة دعم قطر للإرهاب والدعاية ضد إسرائيل، ولماذا وافق أن تكون وسيطاً بين تل أبيب وحماس.

ووصف فريدمان العملية بأنها "انقلاب مفاجئ في السياسة الإسرائيلية"، موضحاً أن ما يظهر للعالم الخارجي هو أن إسرائيل طلبت من قطر التوسط، ووافقت قطر، ثم نالت مكافأة على ذلك بهجوم عسكري، وقال إن هذه الحقائق تلحق ضرراً بالغاً بمصداقية إسرائيل ومكانتها الدولية "المتدهورة أصلاً".

وأشار إلى إعلان نتنياهو عن "ملاحقة حماس في كل مكان" ومطالبته قطر بإخراج عناصر الحركة من أراضيها، لكنه تساءل: "لماذا لم يطرح هذا المطلب قبل عام حين كانت الفرصة أكبر؟"، مضيفاً أن هذا الإعلان يفسر ليس فقط كاستفزاز لقطر، بل كتهديد لدول أخرى قد يتواجد فيها عناصر حماس مثل مصر والسعودية وتركيا، وربما أوروبا. وتساءل: "كم جبهة إضافية يريد نتنياهو فتحها؟".

وأوضح أن النتيجة جاءت عكس المتوقع، حيث إن دولاً عربية مثل مصر والسعودية ودول الخليج، بدلاً من أن تتعاون مع إسرائيل وتضغط على قطر، "انضمت إليها وشكلت مع إيران وتركيا جبهة موحدة ضد إسرائيل".

وتابع أن الولايات المتحدة تمتلك قاعدة عسكرية في قطر ولها مصالح مالية واقتصادية هناك، ما يعني أنها قد تزيد دعمها للدوحة وتحاول تقييد يد إسرائيل بعد الهجوم.

واعتبر فريدمان أن "إسرائيل"، بشنها الهجوم، "فتحت جبهة جديدة وكأن الجبهات الأخرى غير كافية"، مشيراً إلى أن قطر قد ترد سياسياً بشكل قوي، في ظل وضع دولي غير مواتٍ لتل أبيب.

هل يهدد الهجوم الإسرائيلي على قطر دول الوساطات الإقليمية؟

واستعاد في مقاله حادثة "ميونيخ 1972" وعمليات الموساد ضد منظمة "أيلول الأسود"، بما في ذلك اغتيال أحمد بوشيخي بالخطأ في النرويج عام 1973، والتي أحرجت "إسرائيل" بشدة ودعت لاحقاً إلى التوقف عن تنفيذ عمليات سرية في دول صديقة، وقال إن الوضع الدولي لـ"إسرائيل" اليوم أضعف بكثير مما كان عليه حينها.

وختم فريدمان مقاله في معاريف قائلاً: "للأسف لا يمكن لإسرائيل أن تتجنب استخدام القوة، لكن عليها أن تعرف كيف ومتى تستخدمها. نتنياهو لم يعرف ذلك قبل السابع من أكتوبر عندما تبنى سياسة ضبط النفس، وهو الآن لا يعرف ذلك أيضاً بعدما تبنى سياسة القوة وحدها، وهي سياسة تقود إسرائيل إلى الهاوية".

المصدر: فلسطين الآن