خبر: القيادي الطلابي اشتية 10 سنوات في البكالوريوس
18 ابريل 2013 . الساعة 05:59 م بتوقيت القدس
لا مجال لليأس أو الاستسلام في حياة الكثيرين، هم أناس توكلوا على الله وسلموا إليه جميع أمورهم، لم يخشوا يوماً محتلاً أو خائناً جباناً، عقدوا العزيمة على أن يبقوا الأوفياء للدين والوطن، في زمن عز فيه الرجال، وتقاعست فيه الهمم، عن بذل حتى الرخيص في سبيل الحرية والكرامة. أحد هؤلاء الأبطال الذين وهبوا حياتهم كلها، وضحوا بمستقبلهم من أجل أن تحيا الأرض ويحيا الوطن، وتحيا فلسطين، فضحوا حتى بالعلم من أجل ذلك، فكان الصبر نور صدورهم في ظلمة القهر والسجن، وسياط المحتل الإسرائيلي الغاصب. إنه عبد الرحمن نصوح اشتية 28 عاماً، من قرية سالم إلى الشرق من مدينة نابلس، الطالب في جامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة مدنية، وممثل الكتلة الإسلامية وأميرها لعدة سنوات مضت. أفرجت عنه سلطات الاحتلال أمس الأربعاء بعد اعتقال دام 14 شهراً. الاعتقال الأخير ليس الأول في حياة هذا الأسد الهصور، الذي التحق بالدراسة الجامعية عام 2003 وإلى الآن لم يتمكن من التخرج بسبب الاعتقالات المستمرة في سجون الاحتلال وسجون ذوي القربى. تربى عبد الرحمن منذ صغره على حب فلسطين فحفظ القرآن منذ كان طفلاً، فكان له السد المنيع والحصن الحصين في سجونه، فقد عانى من الاعتقالات المتكررة لدى الاحتلال، أولها كان في 7/12/2003، وحكم عليه بالسجن سبعة شهور، وكان ذلك بالطبع على حساب دراسته الجامعية. خاض تجربة السجن من جديد بتاريخ 16/12/2007 وحكم بالسجن لتسعة شهور، وكان ذلك على حساب دراسته الجامعية أيضاَ، واضطر حينها لتبديل تخصصه، أما المرة الثالثة فكانت في 15/2/2012، قبل الإفراج عنه أمس الأربعاء. يقول أقرباء عبد الرحمن إن قوات الاحتلال تتعمد اعتقاله في كل مرة يكون فيها قد قطع شوطاً في العلم، ليعود بعد الإفراج عنه لنقطة الصفر. وتصف والدته أم المعتصم وضع ابنها بالمأساة الحقيقية، فهي تتألم لحاله. متسائلة متى سينهي دراسته؟ ومتى سيعمل ومتى سنفرح به. العمر لا يتوقف. دخل الجامعة وهو في الثامنة عشرة وها هو بلغ الثامنة والعشرين وما يزال طالباً فيها. واضطر عبد الرحمن بعد الاعتقال الأول أن يغير تخصصه الأكاديمي من هندسة حاسوب إلى الهندسة المدنية، بسبب قضاء فترة طويلة داخل المعتقل وحرمانه من الامتحانات. غياب عبد الرحمن عن عائلته كان يسبب لها مأساة كبيرة، فوالده لم يكن يزوره كونه مرفوض أمني، وأحياناً كان يزوره إخوانه، لكن تصاريحهم تمزق وتتلف حين رجوعهم من الزيارة. أما اليوم فقد عادت البسمة إلى محيا الأم والاب والأشقاء والأحباء جميعاً، فعبد الرحمن محبوب ويحظى باحترام وتقدير كل من عرفه. تقول أمه "فرحتي برجوعه كبيرة، هذا فلذة كبدي الذي حرمت من رؤيته أشهراً طويلة. سأبقيه إلى جانبي حتى أشبع من رؤيته وأعوض الحرمان. هذا احتلال بغيض وقاس لا يرحم.. كان الله في عون أمهات الأسرى وعجل في الفرج عن أولادهم". أما عبد الرحمن فهو كما عرفه المحيطون به، مبتسم طوال الوقت، لم تثنه سنوات السجن عن عزيمته التي لا تلين. يستقبل المهنئين بصدر رحب ويباشرهم بالسؤال عن أحوالهم، وينقل رسائل الشوق ممن تركهم خلف القضبان لأحبائهم في الخارج.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.