18.34°القدس
18.1°رام الله
17.19°الخليل
22.87°غزة
18.34° القدس
رام الله18.1°
الخليل17.19°
غزة22.87°
السبت 18 أكتوبر 2025
4.45جنيه إسترليني
4.67دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.31دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.45
دينار أردني4.67
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.31

ما هو أفضل زيت طهي للصحة؟.. علينا التعرف على كيفية انتاجه أولا

نشر موقع "كونفرزيشن" مقالا لأستاذ بيولوجيا الرئيسيات في جامعة جون مورز ليفربول،  سيرج ويتش، والأستاذ الفخري في الحفاظ على البيئة في جامعة كينت، إريك ميجارد حيث تناولا الزيت النباتي المنتشر في كل مكان.

وذكر الكاتبان أن الزيوت النباتية منتشرة في كل مكان، ولكل شخص تقريبا رأيه فيها. من حملات التسويق الذكية في ممرات السوبر ماركت إلى عناوين الأخبار حول إزالة الغابات، أصبحت الزيوت النباتية بطلة وشريرة في النظام الغذائي الحديث، لكن الزيوت النباتية حيوية لحياتنا، ويمكن أن تُساعد في معالجة انعدام الأمن الغذائي.

ويجد المستهلكون الذين يحاولون إجراء عمليات شراء أخلاقية ومستدامة أنفسهم في مواجهة سوق غالبا ما تُخفي فيه الإعلانات المضللة الحقائق، وغالبا ما تكون المعلومات الموثوقة حول إمكانية التتبع مفقودة أو يصعب العثور عليها. لا تكشف عبوة زبدة الفول السوداني "الخالية من زيت النخيل" بالضرورة عما استبدل به زيت النخيل، أو كيف وأين أُنتج الفول السوداني.

في سوقٍ غارقٍ في الجدل والرسائل المتضاربة، يُمثل الاستهلاك الواعي تحديا. ما هي الزيوت التي ينبغي علينا استخدامها حقا، وما هي حقيقة إنتاجها؟

وأوضح المقال، أن للمستهلكين الحق في شفافية واضحة بشأن مكوناتها فالمعلومات الأكثر دقة تُمكّننا من اتخاذ خيارات تتوافق تماما مع قيمنا حيث يستكشف بحثنا الأخير، الذي استند إلى ثلاث دراسات، كيفية تقاطع التغذية والاستدامة والشفافية في عالم الزيوت النباتية.

وذكر المقال، أن قليل من الأطعمة تُجسّد تعقيد نظامنا الغذائي العالمي تماما مثل الزيوت النباتية.

وتُستخدم الزيوت النباتية في الطهي، والأغذية المصنعة، ومستحضرات التجميل، والبلاستيك، والديزل الحيوي، وقد تضاعف الطلب العالمي عليها أربع مرات خلال 50 عاما، مما يجعلها حجر الزاوية في كل من الأنظمة الغذائية والاقتصادات.

وتُقدّر نسبة الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الزيتية، مثل فول الصويا، ونخيل الزيت، وبذور اللفت، ودوار الشمس، بنحو 37 بالمئة.

ومع ذلك، يُشكّل هذا الطلب أيضا ضغوطا صحية وبيئية كبيرة. فمع ازدياد الحاجة إلى إطعام ملياري شخص في العقود القادمة، سيلزم تخصيص مئات الملايين من الهكتارات من الأراضي - أي ما يعادل عشرة أضعاف مساحة المملكة المتحدة - لإنتاج الزيوت النباتية. وستكون للقرارات المتعلقة بالمحاصيل المستخدمة وكيفية إنتاجها عواقب بيئية واجتماعية وخيمة.

وصمة السُمنة

لطالما ارتبطت كلمة "سمين" بدلالات سلبية، وقد أدى ذلك إلى ظهور نصائح صحية متطرفة تدعو إلى كل شيء، بدءا من الامتناع التام عن زيوت البذور، وصولا إلى تناول قطعة زبدة كوجبة خفيفة، أو إضافة قليل من زيت جوز الهند إلى القهوة.

إلى جانب ذلك، صوّرت حملات تسويقية مُقلقة بعض الزيوت النباتية، وأبرزها زيت النخيل، على أنها عامل انقراض جماعي وإزالة الغابات.

وأشار المقال إلى أن وراء كل زجاجة على رف في السوبر ماركت تكمن قصة أكثر تعقيدا: شبكة من المزارعين والمصانع والسياسات التي لا تُشكّل فقط ما نأكله، بل تُشكّل أيضا كيفية استخدام الأرض وكيفية استدامة سبل العيش.

وتابع، "علينا أن نتوقف عن اعتبار الدهون الغذائية شريرة. صحيح أن الدهون المتحولة ضارة، لكن الأدلة على الدهون المشبعة مُتفاوتة ومرتبطة بالسياق. يتم تجاهل مخاطر القلي، وغالبا ما تُباع بدائل الدهون بكميات كبيرة".

وأوضح أن الأهم من ذلك، أن "فجوة الدهون" العالمية تتعايش مع السمنة - في الواقع، يحتاج بعض الناس إلى المزيد من الدهون في نظامهم الغذائي. فكرة أن بعض الدهون مفيدة والبعض الآخر غير مفيد ليست واضحة تماما.

نقطة ضعف المستهلك

يمكن أن تُصبح الادعاءات المتعلقة بالأطعمة التي نستهلكها جزءا من الخطاب السائد. خذ على سبيل المثال ادعاء الصندوق العالمي للطبيعة عام 2009 بأن 50% من منتجات السوبر ماركت تحتوي على زيت النخيل. هل هذا صحيح الآن؟ تشير نتائجنا، على الأقل ليس في كل مكان.

وتساءل كاتبا المقال، كيف يُمكن إثبات صحة هذا الادعاء بسهولة؟ إن أمكن؟ من الصعب الجزم بذلك دون وجود أدلة تاريخية واضحة على كيفية طرح هذا الادعاء الأصلي. ولكن هل شجع هذا الادعاء ملايين المستهلكين على تجنب زيت النخيل؟  بالتأكيد.

وبين المقال، أن الأمر لا يتعلق بتصحيح السمعة السيئة لزيت النخيل، بل بملاحظة النقص الفادح في الوضوح والشفافية في معلومات المكونات. فالعديد من المنتجات الغذائية تُدرج "الزيت النباتي" فقط دون تحديد النوع أو المنشأ، كما أن ملصقات الاستدامة غير متسقة ويسهل التلاعب فيها.

وأشار إلى أن هذا النقص في الشفافية يُغذي المعلومات المضللة ويمنع المستهلكين من مواءمة مشترياتهم مع قيمهم. وهذا يُبطئ بشكل أساسي أي جهود من جانب المستهلكين وصانعي السياسات لتحسين الاستدامة في النظام الغذائي.

البعد الإنساني: الثقافة والمساواة

الزيوت النباتية أكثر من مجرد مكونات. إنها متأصلة في ثقافتنا واقتصاداتنا وهويتنا ومن زيت النخيل في جنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا إلى زيت الزيتون في البحر الأبيض المتوسط، تتجاوز قيمتها مجرد المقاييس الغذائية أو البيئية.

وفي عصر يتزايد فيه انعدام الأمن الغذائي، تظل الزيوت بأسعار معقولة مصدرا حيويا للتغذية والدخل لملايين الأشخاص. إن الدعوات إلى التخلص من بعض الزيوت قد تحمل تكاليف اجتماعية خفية، مما يُقوّض سبل العيش في المناطق المُنتجة لها. لا يوجد زيت جيد أو سيء بطبيعته.

وبدلا من التساؤل عن أي زيت هو الأفضل، يجب أن نتساءل عن كيفية صنع زيوتنا، ومن يستفيد منها، وما هي التغييرات النظامية التي تخدم الناس وكوكبنا حقا.

وفي نهاية المطاف، تحتاج الشركات إلى الإفصاح عن مصادرها وطرق معالجتها، ويجب على صانعي السياسات فرض ملصقات تكشف عن الآثار البيئية والاجتماعية الحقيقية للمكون. عندها فقط، يمكن للمستهلكين معرفة أفضل طريقة لاختيار مزيج متنوع من الزيوت القابلة للتتبع، دون تضخيم للأمر، وفقا للمقال.

وبحسب المقال فإنه يمكن لتقنيات مثل رموز الاستجابة السريعة وتطبيقات الهاتف المحمول أن تُمكّن هذا بالفعل، ومن خلال المطالبة بمزيد من إمكانية التتبع، يمكن للمتسوقين المساعدة في التحول نحو أنظمة غذائية أكثر عدلا واستدامة.

المصدر: فلسطين الآن