أفادت نائبة رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة جيش الاحتلال، تمار شمعوني، بارتفاع غير مسبوق في أعداد الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن شمعوني قولها إن الوزارة عالجت منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 62 ألف حالة نفسية، بينما يبلغ عدد الحالات اليوم حوالي 85 ألفاً، مؤكدة أن "ثلث جنود الجيش يواجهون مشاكل نفسية بعد أحداث 7 أكتوبر". وأضافت أن "المعالج النفسي الواحد يتعامل مع ما يصل إلى 750 مراجعًا، وفي بعض المناطق أكثر، ما يصعّب تقديم العلاج بالسرعة المطلوبة".
وفي السياق، كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد حذّرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من "أزمة نفسية واسعة" داخل "المجتمع الإسرائيلي"، مشيرة إلى تزايد الإدمان على المخدرات، ووجود ما يقارب مليوني شخص بحاجة إلى دعم نفسي، بينهم عدد كبير من الجنود.
وتتزايد المخاوف من ارتفاع معدلات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال، إذ ذكرت صحيفة "معاريف" أن الجندي نهوراي رافائيل بارزاني انتحر بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاركته في القتال، كما انتحر قبل أسبوع الضابط الاحتياط توماس إدزغوسكس (28 عامًا) من لواء "غفعاتي" بعد صراع نفسي، وفق الإعلام العبري.
وبحسب معطيات رسمية نشرها كيان الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، سجّل جيش الاحتلال 279 محاولة انتحار خلال 18 شهرًا، بينها 36 حالة وفاة، فيما كشف موقع إنسايد أوفر الإيطالي أن الانتحار بات يحتل المرتبة الثانية بين أسباب وفاة الجنود الإسرائيليين. كما أقرّ الكنيست بأن الظاهرة لم تعد تقتصر على الجنود بل امتدت إلى عائلاتهم.
وفي ظل هذه الأزمات، كشفت هيئة البث العبرية أن الجيش يعاني نقصًا كبيرًا في العنصر البشري، وبات بحاجة إلى آلاف المقاتلين لتعويض التسرب وتراجع الدافعية، وهو ما يجعله "على وشك الانهيار"، وفق ما نقلته قناة "كان" العبرية. كما أظهرت دراسة لجامعة "تل أبيب" أن واحدًا من كل ثمانية جنود غير مؤهل نفسيًا للعودة إلى الخدمة.
