رغم مرور أكثر من عام على انتهاء الحرب مع حزب الله، لا تزال مستوطنة كريات شمونة تعاني من الإهمال الحكومي في مسألة ترميم المباني المتضررة جراء الهجمات الصاروخية، ما زاد من غضب السكان المحليين.
ووصف الكاتب الإسرائيلي آفي شيلون في صحيفة يديعوت أحرونوت وضع المستوطنة بأنه "كئيب"، مشيرًا إلى أن الكثير من السكان لم يعودوا إليها بعد الحرب، فيما تكافح المستوطنة للتعافي. وأضاف أن هذه الحالة تعكس جوهر كيفية انتهاء الحرب برمتها؛ فبينما هناك إنجازات عسكرية وترتيبات سياسية واعدة، إلا أن تنفيذ المبادرات على الأرض لا يثمر بالشكل المطلوب، رغم الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المنطقة، التي كان من الممكن أن تصبح عاصمةً للكيبوتسات والمستوطنات الشمالية المحيطة بها.
وأشار شيلون إلى أن إدارة الأمور بتراخٍ حكومي تظهر في أبسط التفاصيل، مثل عدم وجود مقهى واحد يعمل في المساء، مؤكدًا أن الحكومة تركز في المقام الأول على الجبهة الشمالية من الناحية العسكرية وعلى وعود تحقيق الأمن والهدوء للمستوطنين، دون أن تعطي الأولوية لتحسين حياة السكان على الأرض.
وأوضح أن ضعف حزب الله بعد الحرب لم يضمن لمستوطني الشمال الأمن والشعور بالأمل بالمستقبل، مؤكدًا أن الاتفاقيات السياسية مع لبنان هي السبيل لضمان الإنجازات العسكرية على الأرض، إلا أن الاحتلال لا يبادر بفتح مفاوضات حقيقية لتحقيق ذلك، مع أنه يملك السيطرة على جنوب لبنان، لكنها لم تُعد غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق أهدافه.
وأشار شيلون أيضًا إلى أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم عودة حزب الله، لكنه انتقد اعتماد حكومة الاحتلال على القوة فقط دون أي مقترحات سياسية أو حلول وسط، مؤكداً أن هذا النهج يعيق تحسين وضع كريات شمونة والشمال بشكل عام، بينما يمكن للوزراء اقتراح مبادرات أصغر تُحدث فرقًا ملموسًا.
كما لفت إلى غياب البنية التحتية الأساسية، مثل خطوط القطار، حيث تستغرق الرحلة بالسيارة من كريات شمونة إلى تل أبيب ساعتين ونصف، مع استمرار عدم تنفيذ خطط إنشاء القطار، رغم إمكانية تقليص الفجوات بين الأطراف والمركز بسهولة نسبيًا نظرًا لصغر مساحة الدولة. وأكد أن الإهمال يشمل الجوانب المالية والأيديولوجية على حد سواء.
وتكشف هذه التطورات أن الحرب في الجبهة الشمالية ما زالت تترك تبعاتها على الأرض، حيث يعاني السكان من ممتلكات تالفة، حرائق متبقية، وحياة شبه مشلولة، ما يعكس شعورًا متزايدًا بـ الهجران والإهمال الحكومي المتواصل.
