أثار بثّ قناة "كان" الإسرائيلية تقريرًا مصوّرًا من داخل مجمع "آيكون مول" التجاري في مدينة رام الله جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهور مراسل القناة وهو يجري مقابلات مع متسوقين فلسطينيين خلال فعاليات أعياد الميلاد ونهاية العام.
واعتبر نشطاء فلسطينيون السماح لقناة إسرائيلية بالتصوير داخل أحد أكبر المجمعات التجارية في الضفة الغربية "تطبيعًا غير مبرر"، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعده في الضفة الغربية، ومعاناة الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم.
ويقع "آيكون مول"، الذي يُعد الأكبر في الضفة الغربية، في بلدة سردا شمال رام الله، ولم يكن الجدل الحالي الأول من نوعه المرتبط بالمجمع. إذ سبق أن أثار افتتاحه الرسمي في نيسان/ أبريل الماضي انتقادات واسعة، بسبب الأجواء الاحتفالية الصاخبة التي رافقت الافتتاح، في وقت كانت فيه غزة تتعرض لدمار واسع ومجازر مستمرة.
بدوره، أصدر "آيكون مول" بيانًا توضيحيًا، أكد فيه أن إدارة المول لم تُنسّق بشكل مباشر مع أي صحفيين إسرائيليين، وأن التنسيق جرى عبر شخص يعمل في المجال الصحفي اعتاد مرافقة صحافة أجنبية، دون علم الإدارة بهوية الجهة الإعلامية.
وأوضح البيان أن التقرير لم يتضمن أي مقابلات مع عاملين أو موظفين داخل المول، بل اقتصر على زوار وأحد المستثمرين، مشددًا على أن المول "جزء من نسيج الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن يتخلى عن قيمه ومبادئه".
كما أكدت الإدارة أن العاملين وأصحاب المحال هم من أبناء الشعب الفلسطيني، بينهم أسرى محررون وعائلات شهداء وجرحى، وقدمت اعتذارها للشعب الفلسطيني عن الخطأ الإجرائي الذي وقع، معلنة استحداث آليات تحقق أكثر صرامة لأي نشاط تصويري مستقبلاً، ووضع نتائج التحقيق الداخلي أمام الجهات المختصة.
