كشف إعلام عبري عن تفاصيل زيارة وصفت بالسرية لرئيس إقليم أرض الصومال الانفصالي، عبد الرحمن محمد عبد الله، إلى الاحتلال الإسرائيلي خلال صيف العام الماضي، في خطوة سبقت إعلان تل أبيب رسميا الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة، وأثارت ردود فعل إقليمية ودولية متباينة.
وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن الزيارة لم يعلن عنها في حينها، وشملت لقاءات رفيعة المستوى مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزيري الجيش والخارجية، إضافة إلى اجتماع مع رئيس جهاز الموساد ديدي برنيع، ما يعكس مستوى التنسيق السياسي والأمني الذي سبق الإعلان الرسمي عن الاعتراف.
وفي تطور لافت، نشر وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر صورة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعه برئيس أرض الصومال، في أول إشارة علنية إلى تلك الزيارة، ما فتح الباب أمام تسريبات إعلامية كشفت عن أبعاد أوسع للخطوة الإسرائيلية تجاه الإقليم الانفصالي.
من جهتها، أفادت القناة 12 العبرية بأن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال جاء ضمن تفاهمات غير معلنة، من بينها موافقة الإقليم على استضافة فلسطينيين من قطاع غزة في حال تنفيذ مخطط تهجير قسري، وهو ما أثار جدلًا واسعًا وتساؤلات حول التداعيات الإنسانية والسياسية لمثل هذا الطرح.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار الاعتراف تمثل في توقيع اتفاق مشترك بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته ورئيس إقليم أرض الصومال، ويتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، تشمل تبادل السفراء وافتتاح سفارات، إلى جانب إعلان نية الإقليم الانضمام إلى ما يُعرف بـ"اتفاقيات أبراهام".
في المقابل، أعلن أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة لمناقشة القرار الإسرائيلي، وذلك بناءً على طلب رسمي تقدمت به الحكومة الصومالية، وسط توقعات بأن يشهد الاجتماع نقاشًا حادًا حول قانونية الاعتراف بإقليم انفصالي. ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع يوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في وقت تستعد فيه الصومال لتولي رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر المقبل.
وفي هذا السياق، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن بلاده "ستتصرف بمسؤولية وحكمة"، مؤكداً أن إسرائيل "لن تتجنب النقاشات السياسية المتعلقة بقراراتها السيادية"، على حد تعبيره، مضيفًا أن تل أبيب "ستواصل التعاون مع أي طرف يسهم في استقرار المنطقة".
من جانبه، أدان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الخطوة الإسرائيلية، واصفًا الاعتراف بأرض الصومال بأنه "انتهاك صريح للقانون الدولي" و"مساس بسيادة ووحدة الأراضي الصومالية"، في إشارة إلى تصاعد التوتر الدبلوماسي بين مقديشو وتل أبيب على خلفية القرار.
