مر عام على استلامي لأول قرار رفض لتجديد جواز السفر الفلسطيني والذي طلبت استصداره من حكومة رام الله لي، أنا المواطن الفلسطيني خالد صافي من مدينة خان يونس بغزة، في مايو 2010م بغرض السفر في رحلة عمرة كنت وعدت والدتي بها خلال شهر رمضان الماضي، وها هو يقبل علينا رمضان جديد، ومازلت لا أملك حق الحصول على جواز السفر الفلسطيني بحجة “السلامة الأمنية” التي تأخذها الأجهزة الأمنية ذريعة لرفض جوازات سفر المقيمين في غزة. حاولت خلال العام الماضي مع جهات عدة، وطرقت أبواب متفرقة، ورفعت شكوى لدى مؤسسة من مؤسسات حقوق الإنسان، وصادقت الكثير من المكاتب وتعرفت على وجوه جديدة ادعت فحولتها في هذا الصدد، وقدرتها على استصدار الجواز من بين أنيابهم، ودفعت الرسوم أكثر من مرة، تابعت الكثير من الصفحات والأخبار عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى، واستمعت لأحاديث آخرين يحملون نفس همي، يفترشون منفى الأوطان قسرًا، آلمهم ظلم ذوي القربى، وأحزنهم حرمانهم حقًا مشروعًا للبشر جميعًا، تواصلت مع وكالات أنباء وصحفيين وحقوقيين، ونشرت موضوعاً بعنوان: ماذا تفعل عندما تعلم أن جواز سفرك.. مرفوض؟ تمت ترجمته للإنجليزية والأسبانية والفرنسية في مواقع حقوق الإنسان المختلفة، تواصلت مع أصحاب أنصاف الحلول وأشباهها، سعدت ببوادر المصالحة الفلسطينية واستبشرت خيرًا، وحاولت من جديد، ولا جديد.. قد لا تلقي بالاً لشهادة ميلادك ولا لجواز سفرك ولا لبطاقتك الشخصية، وتركنها في غياهب ذهنك بعيداً عن متناول فكرك، فهي مجرد أوراق ومستندات عابرة لا تزيد لكيانك إلا الرسمية، ولكن عندما لا تملكها تشعر بالعوز والحاجة والحرمان والفاقة كيتيم فقد بعد الهم أمه. أصل الحكاية: منتصف يونيو 2007: سيطرت حركة حماس على مقاليد الحكم في غـزة، فأوقفت سلطة فتح إصدار جواز السفر الفلسطيني من القطاع، بعد توقف موظفيها عن العمل في دائرة الجوازات بغزة. ابريل 2009: أقدمت السلطة الفلسطينية في رام الله على تغيير لون الجواز من الأخضر إلى الأسود وبدأت في استخدام نوع جديد من الورق، وهو ما جعل حكومة غزة تعتقد أن رام الله تريد أن يكون جواز السفر المجدد من الحكومة في غزة غير معترف به في الخارج. استطاعت السلطة في رام الله نقل السجل المدني من غزة ليكون تحت سلطتها, حيث تتهمها حماس بأنها عملت على عدم وصول نماذج الجوازات الفارغة التي يتم إنتاجها في فرنسا إلى القطاع، ما جعلها تسيطر تمامًا على إصدار الجوازات الفلسطينية الجديدة. تفاقمت الأزمة وكلا الطرفين يلقي التهمة على الآخر، والمحصلة النهائية زيادة عدد الممنوعين من الحصول على جواز سفر فلسطيني في القطاع حيث بينت تقديرات فلسطينية أن عددهم يناهز 30 ألف فلسطيني. مايو 2011: المصالحة الفلسطينية تلقي بظلالها على السياسة الفلسطينية، بعدها أكد د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الرئيس محمود عباس أمر بحل مشكلة الممنوعين من جوازات السفر. توجه العشرات من الممنوعين للمكاتب بغزة للحصول على الجواز، ظنًا منهم بأن المشكلة قد حُلت في أعقاب تصريحات محمود عباس ووعود نبيل شعث، لكن المشكلة كما هي، حيث يأتي الرد كالسابق “أنت مرفوض أمني”. يونيو 2011: تمت الموافقة على 141 طلبًا حتى الآن. ماذا قالوا؟ أم عجوز: “ما ذنبي أنا وزوجي لنتلقى هذا العقاب؟ رفضوا إصدار جوازات سفر لنا دون إبداء أي سبب.. فقط قالوا لنا في رام الله.. لأسبابٍ أمنيـة”. ناشط سياسي: “ما نود معرفته من وفود المصالحة أين قضيتنا من تلك المصالحة فلتكن قضيتنا بادرة حسن نوايا اتجاه المصالحة الفلسطينية”. ناشط حقوقي: “لم نجد أي حالة ممنوعة من السفر لأسباب قضائية إنما منعت لأسباب سياسية بحتة” مدير عام الجوازات في وزارة الداخلية في غزة: “يتم رفض العشرات من المرضى والطلبة وحتى الحجاج على خلفية انتماءاتهم السياسية وتحديداً مناصرتهم لحركة حماس وفصائل المقاومة”. منظر سياسي: “الكثير من قادة حماس وكوادرها حاصلين على جواز السفر من السلطة الشرعية وإلا كيف يسافرون من القطاع بين الفينة والأخرى؟” جدلي: “لم تمنع رام الله أي جواز سفر، المنع من حماس، ببساطة أين تقدم طلب تجديد الجواز؟ في غزة وليس في رام الله، من يعطيك الرد بالرفض؟ غزة وليس رام الله” وكالة أنباء: “تم إصدار أكثر من 48 ألف جواز سفر جديد في محافظات الوطن منذ بدء العام 2011م” واحد من الشارع: “كل شخص يمنع من الجواز هو قاتل وهؤلاء قتلة مجرمين حتى لو كان هناك مصالحة يجب محاكمتهم” أحد المتحدثين نيابة عن الممنوعين من السفر: “عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين منعوا من الحصول على جواز السفر بحجج كاذبة وواهية وليس لها علاقة بأي مبرر حقيقي لمنعنا سوى أننا مرفوضون أمنيًّا فقط”. فاشل: “أغلب أبناء حماس يريدون إصدار جوازات وخصوصًا من عليهم قتل وتعذيب لأبناء فتح حتى لو تمت المصالحة يهربوا من غزة فمن حق رام الله أن تمنع عن القتلة ومن عليه أي شي ألا تعطيه جواز”
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.