25.01°القدس
24.77°رام الله
23.86°الخليل
23.02°غزة
25.01° القدس
رام الله24.77°
الخليل23.86°
غزة23.02°
الأربعاء 21 مايو 2025
4.72جنيه إسترليني
4.98دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.97يورو
3.53دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني4.98
جنيه مصري0.07
يورو3.97
دولار أمريكي3.53

خبر: عطا عياش عم المهندس.. مرب الأجيال وخادم الدعوة

في بلدة رافات الواقعة في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، وٌلد عطا ساطي عياش في الثاني عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1952م. أكبر أشقائه الذكور من زواج ثان لوالده.. اسمته بهذا الاسم "عطا" والدته فاطمة، حيث اعتبرته عطاء لها من الله، نظرًا لأن ذريتها قبله كانت من البنات. تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في قرية "رافات" والقرى المجاورة لها، حيث لم يكن في ذلك الحين مدارس في القرية للمرحلة الثانوية. عُرف منذ صغره بارتياده مسجد القرية الوحيد حينها، الذي صار يطلق عليه اليوم اسم "مسجد الشهيد يحيى عياش". عام 1968 قرر والده اصطحابه إلى منزل شقيقه عبد الحميد في مدينة الزرقاء الأردنية لدراسة الصف الثاني الثانوي، حينها تأثر بالحراك الفكري والسياسي خلال اقامته في تلك المدينة التي كانت تموج بكل شيء "إخوان شيوعيين ناصريين فدائيين،.."، لكن سرعان ما قرر والده إعادته مرة ثانية إلى الضفة الغربية لدراسة الصف الثالث الثانوي "التوجيهي" لكي يكون على مقربة من العائلة. درس التوجيهي العلمي في مدينة سلفيت، ثم تزوج عقب ذلك في سن مبكرة "18عاما" من ابنة عمته ليتابع في عام 1970 دراسته الجامعية في مدينة طولكرم. في كلية الملك الحسين "خضوري طولكرم"، في تخصص العلوم والزراعة ويتخرج منها عام 1973. خلال سنوات دراسته عادة ما كان يتم تقديمه لإلقاء خطب الجمعة في مسجد القرية "رافات" رغم صغر سنه، خصوصًا مع غياب إمام القرية لظرف أو لآخر. [title]معلم متقاعد[/title] في العام نفسه، جاء قرار تعيينه مدرسًا في المملكة الأردنية الهاشمية وهو ما يبدو أنه لامس رغبة قديمة لديه في العودة إلى حياة جديدة مختلفة عن رتابة القرية وطبيعتها الهادئة. ومن حينها بقي التزام بوزارة التربية والتعليم يعلم الأجيال ويدرس الأخلاق قبل المنهاج حتى عام 2000. كان تعيينه الأول في لواء المفرق في حينه(..) البداية كانت من بلدة بلعما لينتقل بعدها إلى بلدة أم السرب، ثم بلدة الزعتري، حيث خدم في كل منهما سنة دراسية كاملة، لينتقل بعدها إلى مدينة المفرق. رغم أن تخصصه في العلوم والزراعة إلا أنه غالبا ما كان يُدرس التربية الإسلامية إلى جانب تخصصه الأصلي. كان أحد مؤسسي فرع جمعية المركز الإسلامي الخيرية في المفرق عام 1982، حيث شغل عدة مواقع قيادية في هيئاتها الإدارية المتعاقبة.. وساهم في مسيرة ضخمة لبناء العديد من المساجد والمدارس والمرافق العامة في محافظة المفرق، كما اعتاد على إلقاء خطب الجمعة والدروس الدينية. مع الانفراجة السياسية التي شهدتها المملكة عام 1989، كان عطا عياش من بين مئات المعلمين الذين تمت إعارتهم إلى سلطنة عمان، حيث عمل فيها مدرسا أربع سنوات، ليكمل مسيرته في وزارة التربية والتعليم الأردنية ما بين مدرس وأمين مختبر واداري في المقر الرئيسي للمديرية في المفرق، حتى تقاعد عام 2000. [title]محبوب من الجميع [/title]يقول عنه نجله الزميل الإعلامي مأمون عياش "أعوام طويلة جعلته على مقربة واحتكاك بالناس، الذين بادلوه حبا بحب..عُرف بدوره الكبير في الإصلاح بين الناس. واجيال كثيرة تربت على يديه، وكثيرا ما أوقفه في الشارع تلاميذ سابقون، منهم الطبيب والشرطي والمحامي والاستاذ.. يقولون له: "أنت أستاذنا.. درستنا في هذه المدرسة أو تلك، ويشيدون به ويبدون تأثرهم الشديد بما تعلموه منه". ويضيف "بعد تقاعده من القطاع الحكومي تفرغ للعمل في جمعية المركز الإسلامي في المفرق، حيث شغل موقع مدير العلاقات العامة وشؤون المحسنين، حتى تاريخ اعتقاله من سلطات الاحتلال يوم الـ 13 نيسان/ابريل الجاري". ويتابع "طيلة سنوات حياته حفظه الله- عُرف باعتداله الفكري والفقهي ووسطيته التي امتاز بها، إلى جانب انفتاحه على مختلف التيارات والافكار، بعيدا عن التعصب والانغلاق". [title]رحلته لغزة والقطاع [/title]وعن رحلته الأخيرة لقطاع غزة، يقول مأمون "في شهر تشرين اول /أكتوبر الماضي أخذه الحنين إلى حيث استشهد ابن اخيه الشهيد يحيى عياش .. إلى قطاع غزة، مر إليه عبر مصر التي كثيرا ما حدثني عن حبه الكبير لها ولشعبها.. وقف بميدان التحرير وحرص على التقاط صورة فيه.. في غزة أدى التحية للشهيد ومضى ضمن قافلة أردنية لمساندة القطاع". وعن اعتقاله يقول مأمون "في رحلته الأخيرة إلى "رافات" في الثاني من نيسان /ابريل الجاري رافق شقيقتي فاطمة لكي تضيف أولادها في الهوية حتى لا يفقدوا حق المواطنة على أرض فلسطين.. تحقق الهدف.. زار الأهل ثم ودع وطنه بأن صلى الجمعة 12 نيسان /أبريل في المسجد الاقصى المبارك.. وخلال مغادرته عائدا إلى الاردن في اليوم التالي السبت تم توقيفه من سلطات الاحتلال على جسر الملك حسين، بينما سمح لشقيقتي وأولادها بالعودة إلى مدينة المفرق حيث يسكنون". ومنذ ذلك التاريخ ما يزال قيد الاعتقال في معتقل "بيتح تكفا" حيث وجه له الاحتلال تهمتين هما الانتماء لحركة حماس ومساعدة عائلة الشهيد يحيى عياش ماليا". وناشدت عائلة الأسير عطا عياش، فلسطينية الأصل والمقيمة في الأردن، بإطلاق سراح الحاج عياش، الذي اعتقلته سلطات الاحتلال منذ أسبوعين، أثناء مغادرته الضفة الغربية متجهاً للأردن حيث يقيم مع عائلته.