"الشجاعية" ليست اسم عابر أو مجرد كلمة التصقت بمكان دون معنى، بل هي تاريخ حافل مشرف وأصيل، وهي قصة لا زالت تحكى بين الكبار والصغار في الشوارع والسيارات بل وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] تسلط الضوء على حي الشجاعية أحد أحياء مدينة غزة وأقدمها وأكبرها والذي يقطنه أكثر من (100) ألف نسمة من سكان قطاع غزة. [title]أصالة التاريخ[/title] وتبدأ حكاية هذا الحي عندما أراد الناصر صلاح الدين الأيوبي تحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين فكان لابد للناصر صلاح الدين الأيوبي من الاعتماد على رجال أشداء أقوياء يواجه بهم الصليبيين ويتمكن من استرداد بيت المقدس؛ ولتحقيق ذلك كان أحد هؤلاء الرجال الشدائد الذي اعتمد عليهم هو "شجاع الدين عثمان بن علكان الكردي" الذي ينتسب حي الشجاعية إلى اسمه واستشهد فيما بعد في إحدى المعارك مع الصليبيين. [title]التركمان واجديدة[/title] وينقسم حي الشجاعية إلى منطقتين: الأولى، "التركمان" وترجع هذه التسمية لما فعله الناصر صلاح الدين الأيوبي في معركة "حطين" وهي معركة استرداد بيت المقدس عندما أحضر معه عدد كبير من قبائل التركمان من تركيا الذين اتصفوا بالقوة والشدة وأسكنهم تحت تلة المنطار ولذلك يسمى الجزء الجنوبي من الشجاعية بــ "التركمان" . أما المنطقة الثانية فتسمى "اجديدة" نسبة إلى "اجديدة الموصل" في العراق، وسميت بذلك عندما أحضر صلاح الدين عدد كبير من رجال المنطقة في العراق وأسكنهم بالقرب من المسجد القديم "مسجد السيد علي"؛ وذلك على طريق التجهيز لتحرير بيت المقدس. وبعد ذلك انتصر الناصر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة "حطين" واستطاع استرداد بيت المقدس بصدق المؤمنين الذي أسكنهم هذا الحي. وبهذا تكون قصة تسمية حي الشجاعية بهذا الاسم ليست مجرد اسم عابر، ولكنها تاريخ يجب أن نعتز به كثيراً وسيبقى تاريخ يحاكيه الكبار للأبناء والأحفاد الصغار. [title]تسميات متعددة[/title] وفي السياق ذاته، يروي الحاج "أبو سعدي" أحد سائقي التاكسي الذين يوصلون سكان الشجاعية إلى مناطقهم، تسميات عديدة يطلقها الناس على الحي فمنهم من يقول "شجاعية"، ومنهم من يقول "سجاعية"، وآخر يقول "البلد"، ويطلق عليها البعض "العاصمة"، و"سوق الجمعة". ويصف الحاج "أبو سعدي" لمراسل [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] أهل وسكان حي الشجاعية بأهل البطولة والنخوة والكرم، قائلاً: "من خلال معاملتي بهم على طريق الأجرة وجدت فيهم صفات ايجابية كثيرة مرتبطة بأصالة التاريخ القديم". [title]شهداء عظام[/title] وشهد حي الشجاعية العديد من الاجتياحات الإسرائيلية فهو يعد خط الدفاع الأول من الجهة الشرقية لمدينة غزة، وقدم هذا الحي العديد من الشهداء مثل عماد عقل ومحمد فرحات، وكان آخرهم الشهيد القائد أحمد الجعبري، وخنساء فلسطين "أم نضال" فرحات. ويعد حي الشجاعية من أكبر وأقدم أحياء مدينة غزة، ويسكنه أكثر العائلات العريقة في المدينة ويشتهر حي الشجاعية بالشهامة والكرم، وبه مقبرتان "القديمة"، و"مقبرة الشهداء"، وفيه عاش الأمير المسلم (شجاع الدين عثمان بن علكان الكردي) وعلى طريقه لا زال الكثير يسير.