المشاكل التي تعاني منها منطقة الأغوار التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية، لا تقف عند مصادرة الأراضي ومنع أصحابها من الوصول إليها وهدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، بل يضاف إلى ذلك ما يعانيه سكان الأغوار الشمالية من استخدام أراضيهم للمناورات العسكرية والتدرب على إطلاق النار والرماية. فبشكل دائم، يجري جيش الاحتلال مناورات عسكرية تشارك فيها كافة تشكيلاته المسلحة وتستخدم خلالها كافة أنواع الأسلحة والذخائر، مما يُعرض حياة المواطنين للخطر المستمر، ويؤدي لحرق وإتلاف مساحات زراعية واسعة. وبعد انتهاء المناورات، يتعمد الجيش ترك القنابل التي لم تنفجر خلفه، التي قد تنفجر في حال العبث بها أو السير فوقها، ما أدى لسقوط عشرات الضحايا بين صفوف المواطنين. ولا يكتفي الاحتلال بذلك، فهو لا ينبه السكان لمواعيد التدريبات، ولا يضع إشارات تشير إلى أن هذه المناطقعسكرية مغلقة أو مناطق إطلاق نار، كما لا يسمح للجهات الرسمية في السلطة باقتناء أجهزة للكشف عن الأجسام المشبوهة والألغام الأرضية. [title]منع الدراسة [/title]أحدث تلك الاعتداء، ما جرى اليوم الأحد، عندما منعت قوات الاحتلال الطلبة في منطقة "واد بزيق" في الأغوار بمحافظة طوباس، من التوجه إلى مدارسهم، بحجة إجراء مناورات عسكرية. ونقل عن سكان "واد بزيق" قولهم، إن الاحتلال كثف من تعزيزاته العسكرية، ومنع المواطنين وطلبة المدارس من مغادرة منازلهم، وباشر بإجراء المناورات العسكرية منذ ساعات الصباح الباكر. وكانت سلطات الاحتلال أخطرت الأربعاء الماضي 24-4-2013، نحو 100 عائلة في الأغوار الشمالية بالرحيل عن مساكنها لإجراء تدريبات عسكرية في مناطق سكناهم. وقال رئيس مجلس محلي وادي المالح عارف دراغمة، إن جيش الاحتلال أبلغ تلك العائلات بإخلاء مساكنها بشكل مؤقت، مشيرا إلى أن هذا الترحيل الإجباري سيدفع تلك العائلات إلى الخلاء. وأوضح أن قوات الاحتلال استهدفت الرعاة في أكثر من تجمع رعوي على امتداد مناطق وادي المالح الواسعة، مؤكدا أن إجراء التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية في ساحات المنازل سيعرض حياة السكان والمواشي للخطر. وكانت قوات الاحتلال أجبرت في وقت سابق من هذا العام السكان على ترك منازلهم والمبيت في العراء في ظروف جوية صعبة لعدة أيام بذريعة إجراء تدريبات عسكرية. ومنذ بدء المناورة يستخدم الجيش النيران الحية وساحات بيوت المواطنين، حيث يتمركز الجنود فيها لإجراء التدريبات، إذ يرى الجيش في وضعية البيوت وجغرافية المنطقة شبيهة ببلدات جنوب لبنان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.