19.99°القدس
19.6°رام الله
18.86°الخليل
23.59°غزة
19.99° القدس
رام الله19.6°
الخليل18.86°
غزة23.59°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: هيغل في المنطقة.. نقاط الاتفاق والاختلاف مع "تل أبيب"

اتسمت زيارة تشاك هيغل وزير الدفاع الأمريكي لـ"إسرائيل" وعدد من الدول العربية بأهمية خاصة؛ نظراً لأنها سلطت بشكل كبير الأضواء على مواطن الاتفاق والاختلاف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول القضايا التي تشغل بال صناع القرار في "تل أبيب". وبخلاف الانطباع الأولي الذي حملته تصريحات هيغل التي بدت وكأنها تتضمن موافقة أمريكية على قيام "إسرائيل" بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن هذا الانطباع مضلل؛ حيث إنه خلال اللقاءات الخاصة التي جمعته بكبار المسؤولين الإسرائيليين، حرص هيغل على التشديد على رفض الولايات المتحدة أن تبادر "إسرائيل" إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران، على اعتبار أن هناك إمكانية أن تنجح العقوبات الاقتصادية، والضغوط السياسية والحراك الدبلوماسي في ثني إيران عن مواصلة سعيها للحصول على سلاح نووي. وقد بدا واضحاً أن الإدارة الأمريكية حرصت خلال زيارة الرئيس أوباما وزيارة وزير دفاعه هيجل على احتواء "إسرائيل" عبر استراتيجية واضحة؛ لثنيها عن القيام بضرب إيران. فمن ناحية يحرص كبار المسؤولين الأمريكيين في العلن على التشديد على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، وأن كل الخيارات باتت على الطاولة، وضمنها الخيار العسكري، وفي الوقت ذاته يحرصون على تعزيز قدرات "إسرائيل" الهجومية التي تمكنها من القيام بهجوم على إيران، وضمن ذلك تزويد سلاح الجو الإسرائيلي بطائرات حديثة لتزويد الطائرات بالوقود في أثناء إقلاعها في الجو، وتقنيات عسكرية أخرى. وفي المقابل يحذر المسؤولون الأمريكيون "اسرائيل" من أي توجه إسرائيلي مستقل لمهاجمة إيران، دون الحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة. وتفسر النخب الإسرائيلية الحرص الأمريكي على ضمان عدم قيام "تل أبيب" بمهاجمة إيران؛ بأنه يأتي بسبب الآثار المحتملة لأي هجوم إسرائيلي على إيران في المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث تخشى واشنطن أن يؤدي هذا الهجوم إلى توريط واشنطن في مواجهة عسكرية في وقت بالغ التعقيد، ولا سيما في ظل تورطها في المستنقع الأفغانستاني، وبسبب اضطراب الأوضاع في المنطقة، وإلى جانب ذلك الشكوك الأمريكية في إمكانية نجاح الضربة الإسرائيلية في إيقاف المشروع النووي الإيراني. إن ما يعزز قدرة الأمريكيين على التعبير عن رفضهم في الجلسات المغلقة مع المسؤولين الإسرائيليين لفكرة ضرب المنشآت النووية، هو حقيقة أنهم يدركون أن الكثير من الأوساط العسكرية داخل "إسرائيل" نفسها تتحفظ على هذه الفكرة أيضاً. تعزيز التنسيق بين "إسرائيل" والنخبة العسكرية المصرية على الرغم من أن زيارة هيجل مصر واجتماعه بقيادة الجيش المصري تبدو لأول وهلة أمراً طبيعياً، إلا أن التوقيت الذي جاءت فيه الزيارة يحمل الكثير من الدلالات على صعيد دور الولايات المتحدة في ضبط العلاقة المصرية الإسرائيلية في عهد ما بعد مبارك. فقد جاءت هذه الزيارة بعد عمليات إطلاق الصواريخ التي تمت من سيناء باتجاه مدينة إيلات، أقصى جنوب "إسرائيل". وقد كان من اللافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد سارع لاتهام غزة بالمسؤولية عن العملية، زاعماً أن المجموعة التي قامت بعملية إطلاق الصواريخ انطلقت من قطاع غزة إلى سيناء. وفي "إسرائيل" يؤكدون أن هيغل حرص خلال لقاءاته في مصر على التشديد على أهمية تجذير التعاون والتنسيق الأمني بين "إسرائيل" والأجهزة الأمنية المصرية، بشكل لا يسمح معه بتحول سيناء إلى ساحة انطلاق لتنفيذ عمليات ضد العمق الإسرائيلي. ومن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن "إسرائيل"، وعلى الرغم من أنها اتهمت غزة بالمسؤولية عن الهجوم، إلا إنها في الوقت ذاته كانت حذرة في توجيه انتقادات لمصر. من هنا، فإن هيغل قد جاء لكي يعزز الاتصال والتعاون الأمني بين الجانبين، مستفيداً من إرث العلاقة التاريخية التي ربطت قيادة الجيش المصري بالإدارة الأمريكية، وتحديداً وزارة الدفاع (البنتاغون). إعادة ترتيب البيئة الإقليمية من الواضح أن أحد أهم الأهداف لزيارة هيغل هو استهداف مهمة كل من أوباما ووزير الخارجية كيري، التي تتمثل في إعادة ترتيب البيئة الإقليمية في المنطقة عبر ترسيخ محور "الحلفاء" الذي يشمل "إسرائيل" والأردن وتركيا؛ على اعتبار أن هذا المحور الذي تراهن الولايات المتحدة على إسهامه في استقرار المنطقة، أو على الأقل أن يحرص على الحفاظ على المصالح الأمريكية. وترى النخب الإسرائيلية أن ما بات يهم الولايات المتحدة حالياً هو الهاجس الاقتصادي، وتحسين قدرتها على منافسة الصين في منطقة جنوب شرق آسيا؛ وهو ما استدعى من واشنطن إعادة بلورة أولوياتها على الصعيد العسكري أيضاً، حيث إن الولايات المتحدة سحبت عشرات الآلاف من جنودها من أوروبا، ودفعت بهم إلى منطقة جنوب شرق آسيا. ولقد كان من الواضح أن أهم دولة في «محور الحلفاء» بالنسبة للولايات المتحدة هي "إسرائيل"، وهذا ما عبر عنه هيجل من خلال ليس إطرائه على تشديده على الالتزام بأمن "إسرائيل" ومَنَعَتها الاستراتيجية، بل أيضاً من خلال إبلاغه الإسرائيليين بمنحهم منظومة تسليح لم تقم الولايات المتحدة بتزويدها لأي دول في العالم، حتى أوثق حلفائها في حلف الناتو.