11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
16.82°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة16.82°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: الحوار الأمريكي مع الإخوان المسلمين من الوجهة الإسرائيلية

عدنان أبو عامر فوجئ الإسرائيليون بتأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أن إدارة الرئيس "باراك أوباما" سمحت بإجراء "اتصالات محدودة مع جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية، وهي بالمناسبة ليست أخباراً جديدة، حيث تعاطت الولايات المتحدة في الماضي مع أعضاء من جماعة "الإخوان" عندما كان ممثلوها أعضاء في البرلمان. وقد تلاشى الوقت المناسب لتلك المظلة السياسية من ناحية الاتصال مع "الإخوان" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما أسفر تلعثم نظام مبارك في إصلاح الانتخابات البرلمانية عن عدم فوز أي مرشح من قبل المعارضة بمقعد في البرلمان، ولكن بعد سقوطه بقليل، أكّد مسئولون أمريكيون كبار بصورة سريّة بأنه قد تم تغيير هذه السياسة للسماح بالتعاطي المباشر مع مسئولي الإخوان، بالرغم من أنهم لم يقوموا بذلك من باب الدعاية لعملية التحوّل. ويرى الإسرائيليون أن الأمر الأكثر إثارة للانتباه حول إعلان كلينتون أنه يأتي في ظل غياب استراتيجية واضحة للمضي قدماً لتعزيز احتمال التوصل إلى نتيجة ناجحة للتغييرات الصاخبة في مصر، وبعيداً عن الملأ، يدرك الجميع في واشنطن بأن القاهرة هي النواة لما يسمى بـ"الربيع العربي". ففي حين أن هناك الكثير الذي يمكن كسبه من عملية انتقال ناجحة وسلمية ومنظمة نحو الديمقراطية في مصر، إلا أن لدى أمريكا الكثير الذي يمكن أن تخسره أيضاً في مصر، وسيكون لمصير تلك البلاد تأثير مباشر وفوري على المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط، بدءاً من الاحتياجات الأمنية الأساسية مثل الوصول إلى قناة السويس ومكافحة تهريب الأسلحة، وحتى الأولويات الإقليمية مثل السلام العربي الإسرائيلي والحاجة إلى مواجهة طموحات إيران الإقليمية. الأهم أن انتعاش مصر من جديد قد يجعلها أن تكون مستعدة إلى العودة كلاعب رئيسي على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية بين الدول الإقليمية، يشكل فيها مسار تغييرها الثوري نموذجاً قوياً لتغييرات في أماكن أخرى. وبالرغم من أن "أوباما" كان لاعباً واضحاً في موضوع مصر، عندما كانت قطيعته العلنية مع مبارك عاملاً مهماً في انهيار النظام بصورة مثيرة، إلا أنه منذ ذلك الحين تراجعت واشنطن إلى الوراء، لكن مصر بدت وكأنها أصبحت مرة أخرى محلاً لاهتمام الإدارة الأمريكية، لكن تلك اللحظة مرت بسرعة بسبب مزيج من الخيارات التي صرفت الانتباه عن موضوع مصر. وفي سياق استراتيجية واضحة المعالم لتعزيز المصالح الأمريكية في مصر، فإن قرار التعاطي مع جماعة "الإخوان المسلمين"، كقوة سياسية من الواضح أن نجاحها سيكون معادياً لمصالح الولايات المتحدة، هو موضوع إخباري أقل أهمية، ولكن في غياب مثل هذه الاستراتيجية، سيقوم أصدقاء أمريكا وخصومها بتفسير موضوع التواصل مع الإخوان بأنه "تحسس في الظلام". وقد احتج الحاخام "مارفين هِيير" رئيس مركز "شمعون فيزنتال" اليهودي الأميركي على قرار الإدارة الأميركية إجراء اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، معتبراً إياه رضوخاً للموقف الأوروبي، لأنه رغم التغيير الحاصل في المشهد السياسي المصري منذ سقوط النظام السابق، إلا أن معاداة الإخوان المسلمين لليهود و"إسرائيل" لم تتغير قط. وقدر بأن هذه "الانعطافة" الأميركية سيترتب عليها أمور ذات صلة بالموقف من حركة حماس أيضاً، رغم الموقف المعلن بأنه لا مفاوضات معها طالما لم تعترف بـ"إسرائيل" وتتنصل من أعمال العنف، لكن المصالحة بين فتح وحماس، قد تدفع الإدارة الأميركية لتوظيف العلاقة الجديدة مع الإخوان حتى تؤثر على مواقف حماس. ومع ذلك، يتعين على الإدارة الأمريكية عمل ما بوسعها لتعزيز الآفاق لحدوث تغيير إيجابي في مصر، ويشمل ذلك الاعتراف بأن ليس هناك تناقض بين الاستثمار في عملية الاختيار الديمقراطي، أي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والإصلاح الدستوري، وانعدام اللامبالاة لنتائج هذه العملية بإيجاد السبل لتقديم الدعم، من خلال الأقوال والأفعال، وعن طريق الزعماء والأحزاب التي تشارك قيم ومصالح الولايات المتحدة. إلى جانب التعاطي مع جهات فاعلة رئيسية أخرى، مثل المانحين الدوليين المحتملين وزعماء الكونغرس الأمريكي لزيادة مساهماتها المفيدة المحتملة، والحد من تلك السلبية منها على سبيل المثال، حث الدول العربية على تقديم الدعم المالي في الوقت الذي يعطى الحذر إلى الكونغرس حول اتخاذ إجراءات عقابية وقائية قد يكون لها تأثيرات غير مقصودة تتمثل بتعزيز الاحتمالات الانتخابية للإسلاميين.