لم يكن في حسبان الشاب العشريني إسماعيل أبو أمونة أن تصل أسعار الدجاج في قطاع غزة إلى وصلت إليه هذه الأيام بين صعود وصعود ثم نزول لا "يبل الريق". بل ولم يكن يتوقع الشاب أبو أمونة أن يشح وجود الدجاج بالسوق بشكل كبير، حيث خطط وكما هو عادات الفلسطينيين في أعراسهم تقديم الدجاج مع الأرز كوجبة غذاء رئيسية يوم الزفاف. العريس اسماعيل وخلال حديثه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] بدا حائراً في التكلفة المرتفعة الذي سيتكلفها باستبدال الدجاج بلحم العجول الذي يصل سعر الكيلو الطازج منه بما يزيد عن 40 شيكل، والمجمد بنحو 25 شيقل، بينما سعر الكيلو من الدجاج قبل هذه الأزمة يتراوح بين الـ 10 و 13 شيقلاً. "طبعت كروت الأفراح ووزعتها، وحجزت الصالة، وأكملت جميع احتياجات سهرة الشباب، لكني لم أتوقع أن أتعرض لهذه العقبة التي لم تكن بالحسبان، الأمر الذي سيدفعني لشراء لحوم العجول لكي أتدارك الموقف، حيث أنها ستكلفني ما يزيد عن الثلاثة أضعاف مما كان سيكلفني لحم الدجاج، لكن للظروف أحكام". بهذه العبارات وصف العريس اسماعيل أزمة الدجاج الذي يتعرض لها قطاع غزة، خاصةً وأن شهر مايو يعتبر من شهور الأفراح والمناسبات لمن أراد قبل بدء موسم الامتحانات النهائية لطلاب المدارس والجامعات، حيث أن شهر يونيو تفرض فيه الحكومة الفلسطينية بعض الاجراءات والقواعد التي تسعى من خلالها الحفاظ على توفير أجواء مناسبة لطلاب الثانوية العامة. [color=red]"فلسطين الآن"[/color] تجولت في سوق الدجاج بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة فوجدت محلات مقفلة، وأخرى يجل أمامها صاحبها على كرسي وبصره على أقفاص الدجاج شبه الفارغة، فيما الطلب محدود للغاية ويقتصر على أصحاب الدخل المرتفع، وخسارة كبيرة للبائعين الذي ليس لهم حول ولا قوة سوى انتظار انتهاء هذه الأزمة بأقل الأضرار. [title]سوق يعاني [/title] أبو محمود صاحب أحد أكبر محلات بيع الدواجن في سوق النصيرات بدا وجهه شاحباً نظراً للأزمة التي يمر بها سوق الدواجن، قائلاً لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "كنا نبيع ما قبل الأزمة يومياً ما يزيد عن 12 قفصا، كل قفص يحوي 10دجاجات، وفي يوم الجمعة ما يزيد عن السبعين قفصاً". ويضيف أبو محمود: "ولكن بعد الارتفاع الملحوظ على أسعار الدجاج، عمد غالبية سكان قطاع غزة على تجنب شراء الدواجن لحين عودة سعرها لما كان عليه سابقاً، الأمر الذي كبدنا خسارة نصف المبيعات بشكل كامل، فأصبحنا في الأيام العادية لا نبيع ما يزيد عن ستة أقفاص من أصل 12، وفي يوم الجمعة لا يتعدى بيعنا 40 قفص من أصل 70". وفي ذات السياق حمل أبو عبد الله النشار صاحب محل دواجن بالنصيرات تجار الدواجن المسئولية الكاملة عن الأزمة التي يمر بها القطاع، معتبر الأسباب والذرائع التي يتحجج بها التجار غير مقنعة. ونوه أبو عبد الله إلى أن سعر الدجاج قبل الأزمة كان يتراوح حول العشرة شواقل، وارتفع خلال الأسبوعين الماضيين إلى 16و15 شيقل للكيلو الواحد، قائلاً: "التجار يتحججون بأن العلف غالي الثمن، وثمن "الصوص" ارتفع سعره عن السابق، وهو أمر غير مقنع ومرفوض بشكل كبير لأنه يعطل مصالحنا ومصالح المواطنين". [title]عادة تأبى الاندثار [/title] هذا وتعتبر وجبة الدجاج وجبة فلسطينية أصيلة ورئيسية كغذاء ليوم الجمعة من كل أسبوع، حيث اعتاد عليها الفلسطينيون منذ زمن، وتوارثت من الأجداد إلى الآباء والأحفاد، كصورة طيبة من الماضي الجميل، وكعادة تذكرهم بمن رحل من الجيل الكبير. المواطن عيسى مقداد رب أسرة مكونة من ثلاثة أولاد وزوجته اعتبر الارتفاع غير المبرر على سعر الدجاج لعبة جديدة من التجار، تستوجب من الحكومة ايجاد حلول مناسبة، ووضع رقابة دائمة تمنع تكرار مثل هذه الأزمات التي اعتبرها تدخل ضمن بنود "الاستغلال". وطالب مقداد الحكومة الفلسطينية على ضرورة وضع رقابة تضع الجميع أمام مسئولياته، وتمنع الاستغلال، وتحافظ على عادة فلسطينية حافظ عليها الكبار وتوارثتها الأجيال، مطالباً بضرورة الاسراع في ايجاد حل مناسب تراعي الظروف المعيشية الصعبة لسكان قطاع غزة. [title]جهود لإنهاء الأزمة [/title] من جانبه، أكد تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة في غزة, أن أزمة الدجاج في طريقها للحل خلال الأيام المقبلة، عبر إعادة تربية الدجاج المحلي في القطاع، ووقف استيراد الدجاج المصري. وقال السقا خلال تصريحات صحفية سابقة، إن الدجاج المحلي سيورد مجدداً للأسواق خلال أيام، موضحاً أنه سينهي الأزمة الحالية. ولفت السقا إلى أن غزة بحاجة إلى 3 مليون دجاجة شهرياً. وأشار مدير عام التسويق والمعابر إلى أن سعر كيلو الدجاج الطازج انخفض إلى 13 شيكل للمستهلك، مؤكدًا أن وزارته بالتعاون مع الجهات المختصة تتابع وتراقب كافة الأسواق والتجار للتأكد من التزامهم بالأسعار. وأرجع السقا سبب أزمة الدجاج إلى قلة "بيض الفقس" الذي يدخل من الجانب الإسرائيلي إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة منذ فبراير الماضي، والذي أغلقه الاحتلال أكثر من 52 يوماً خلال الثلاثة أشهر الماضية، مؤكداً أن قدرة القطاع على إنتاج "بيض الفقاسات" تصل إلى ثلاثة ملايين بيضة شهريًا، وتمد مليوني دجاجة شهريًا تغطي حاجة الغزيين من الدجاج. وبين أن وزارته سمحت باستيراد ربع مليون دجاجة من الجانب المصري مؤخرًا، بهدف إنهاء الأزمة وتعزيز استقرار أسعار الدواجن في أسواق القطاع، مجددًا التأكيد على قرار وقف استيراده. ويحتاج قطاع غزة إلى 70 ألف دجاجة يوميًا لسد حاجة السوق اليومية، وشهد مؤخرًا أزمة في ظل النقص الحاد الذي شهده قطاع الدجاج الذي أدى لارتفاع أسعاره، وعزوف كثير من المواطنين عن شرائه والبحث عن بدائل. [img=052013/view_1367909314.jpg]ركود في بيع الدجاج[/img] [img=052013/view_1367909320.jpg]ركود في بيع الدجاج[/img] [img=052013/view_1367909324.jpg]ركود في بيع الدجاج[/img] [img=052013/view_1367909327.jpg]ركود في بيع الدجاج[/img]