23.33°القدس
22.97°رام الله
22.19°الخليل
26.55°غزة
23.33° القدس
رام الله22.97°
الخليل22.19°
غزة26.55°
الجمعة 05 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: في "بيت دجن".. مستوطنون اكتووا بنيرانهم

لم يتوقف مسلسل الجرائم التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون بحق الإنسان الفلسطيني، حيث يبتكرون كل يوم اشكال جديدة من الاعتداءات تطال عموم المناطق الفلسطينية المحتلة. ومع أن أبشع تلك الممارسات تلك التي تحدث في مدينة القدس، إلا أن مناطق الأغوار لا تقل استهدافا ولا تقل من حيث شراسة العدوان الذي يمكن تلخيصه بسياسة تطهير عرقي ممنهجة تنفذها دولة الاحتلال رسمياً عبر جيشها وقوانينها، وينفذها المستوطنون الطامعون بابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية بغرض توسيع مستوطناتهم. وتعد قرية فروش بيت دجن الواقعة في الأغوار الوسطى هدفا رئيسيا لدولة ومستوطني الاحتلال بسبب موقعها الهام والحيوي كبوابة للأغوار تصل بين عمق الضفة الغربية وبين قلب الأغوار، حيث الأراضي الأكثر خصبا التي مازال آلاف المزارعين الفلسطينيين يتمسكون بكل حبة تراب فيها، وينتجون الخيرات التي تملئ الأسواق. ولهذا السبب منذ وقت مبكر استولى المحتلون على الجزء الأكبر من أملاك منطقة الفروش التي تعد امتدادا لأراضي بلدة بيت دجن، وأقاموا عليها مستوطنة "الحمرا"، وعدد من معسكرات الجيش. وحوصرت بلدة فروش بيت دجن حصارا شديدا، إذ أنها وقعت خلف حاجز "الحمرا" أحد المعابر الرئيسية التي يستخدمها الاحتلال لعزل منطقة الأغوار عن باقي مناطق الضفة الغربية، ومنع السكان من بناء المساكن وهدمت كل الأبنية التي شيدوها حتى ولو كانت من الصفيح، كما طورد مربو المواشي وحوصروا وهدمت مضاربهم، وحرمت القرية من تطوير البنى التحتية ومن الحصول على الكهرباء حتى وقت قريب. وينظر المحتلون بجيشهم ومستوطنيهم إلى قرية فروش بيت دجن، وكأنها شوكة في حلوقهم يحاولون دوما استئصالها، لكنهم يفشلون بسبب عناد أهلها وإصرارهم على البقاء في أرض آبائهم وأجدادهم، حيث عاشوا مئات السنين يفلحون الأرض وينتجون أفضل الثمار من الخضروات والحمضيات. هذا الحقد الإسرائيلي كان يتفجر دوما في هدم البيوت وطرد الرعاة وتجريف الأراضي وإشعال الحرائق في أي بقعة تطالها أيديهم. [title]حريق هائل[/title] أحدث تلك الاعتداءات وقعت السبت 3/5/2013، حين أشعل مستوطنون النار في المراعي الواقعة شمالي المستوطنة بهدف إحراق الاعشاب التي ينتفع منها عشرات مربي المواشي الذين اعتادوا رعي مواشيهم هناك، لكن النيران وبسبب الرياح بدأت تتحول إلى الشرق وبسرعة البرق وصلت إلى حقول الشعير، حيث أحرق حقلا مساحته 30 دونما يعود للمزارع الفلسطيني يوسف شاهين وأحرقت معه كمية ضخمة من الأنابيب البلاستيكية كان قد اشتراها ليقوم بالتمديدات لزراعة أرضه. وبدأت النيران تهبط نحو الأودية بسرعة فائقة ووصلت إلى بيارات الحمضيات، وفي تلك الاثناء دب النفير بين سكان القرية وتم النداء عبر سماعات المسجد على رجال القرية، لكن النيران اتجهت عبر التلال إلى المناطق الشرقية من المستوطنة وكادت لولا تحرك الأهالي أن تقطع الشارع لتصل إلى عمق القرية الفلسطينية. ما فاجئ الجميع، أن الرياح دفعت النيران إلى المستوطنة، واستعرت هناك وتقدمت لتدمر كليا عشرات البيوت البلاستيكية وتلحق بالمستوطنة دمارا مذهلا، حيث احترقت شبكة الكهرباء وانقطعت عن المستوطنة واحترقت شبكات المياه البلاستيكية، فلكم يكن يدر في خلد المستوطنين الحاقدين أنه يمكن للنيران التي أشعلوها لحرق مزارع ومساكن العرب أن تغير اتجاهها فتحرقهم أنفسهم. [title]لا يريدون عربيا[/title] يقول عضو المجلس القروي عازم الحاج محمد: "جرائم المستوطنين لم تتوقف ضدنا، وهم يتمنون أن يصحو ولا يجدوا أي واحد منا، لكننا صامدون ونتحداهم وأثبتنا أننا قادرون على إفشال مخططاتهم بتكاتفنا وتعاوننا"، داعيا سكان الأغوار إلى أخذ الحيطة والحذر خلال هذه الأيام، حيث درجات الحرارة الشديدة التي قد يستغلها المستوطنون لإشعال الحرائق". من جهته، قال مدير فرع الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس خالد منصور الذي كان وفريقه أول من وصل إلى المنطقة بعد الحريق: "هذه جريمة خطيرة وهي محاولة للتخلص من تجمع سكاني فلسطيني بأكمله.. إنه فعل منظم ومخطط يقوم به غلاة المستوطنون بهدف تطبيق سياسة التطهير العرقي بشكل أسرع دون مراعاة لأرواح المواطنين وأملاكهم". وتابع "لكن إصرار الفلسطيني على البقاء وتمسكه بحقوقه سيفشل كل المخططات"، موجها التحية لسكان قرية فروش بيت دجن على تعاونهم وتكاتفهم في وجه غول الاستيطان.