21.35°القدس
21.07°رام الله
19.97°الخليل
25.17°غزة
21.35° القدس
رام الله21.07°
الخليل19.97°
غزة25.17°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: عملية"لتسيون".. براعة التنفيذ وتأخير الإعلان

مرت قبل عدة أيام الذكرى السنوية الحادية عشر للعملية الاستشهادية البطولية في منطقة "ريشون ليتسيون" التي نفذها الاستشهادي الأردني محمد معمر الذي لم يعلن عن اسمه لسنوات طويلة وفق خطة أمنية لحماية مساعديه في العملية. هذا الاستشهادي الخفي الذي لم يتوقع أحد أن ينفذ عملية استشهادية توقع عشرات القتلى في الاحتلال، ولم يعلن عن تنفيذه للعملية إلا بعد عدة سنوات من استشهاده، وكل هذا يعود لحسه الأمني وقدرته على اخفاء ما يخطط له. بتاريخ السابع من مايو من العام 2002 ترجل الاستشهادي الأردني محمد معمر مخترقاً الحواجز والحصون الإسرائيلية كافة، ليسير بخطىً واثقة نحو مكان التنفيذ دون أن يشعر به أحد، ليفجر نفسه في نادي إسرائيلي للقمار. وقد استخدم الاستشهادي والخلية المنفذة له أفضل الأساليب للإفلات من الحواجز العسكرية، بدءاً بعملية نقل الحزام الناسف وحقيبة المتفجرات، والتي استخدم فيها طرق اخفاء وتمويه وسير في طرق وعرة، وصولاً إلى عملية إدخال الاستشهادي لمنطقة تنفيذ العملية وهي في قلب "إسرائيل" دون أن يتم إيقافهم أو تفتيشهم وهنا يعتبر اختراق أمني كبير ضد الاحتلال. [title]داخل النادي:[/title] وقد كانت حنكته الأمنية عندما لم يشعر أحد في النادي الذي دخله بما تحويه الحقيبة التي كانت على كتفه، فملابسه وشكله صيغت بطريقةٍ أمنيةٍ بارعة فكانت سبباً بعد توفيق الله في نجاح تنفيذ العملية. بل ظهرت براعته الأمنية وعدم لتفه للأنظار جليةً عندما تنكر بزي مواطن صهيوني وتسلل في الملهي الليلي "شيفلد آفرايم" بمدينة "ريشون ليتسيون" الإسرائيلية جنوب تل الربيع المحتلة دون أن يتعرض لأي عملية تفتيش ويمكث في المكان قرابة الساعة الكاملة حتى يتمكن من نقله للمكان من العودة إلى قواعدهم سالمين دون أن يشك بهم أحد. حتى أن أحد الإسرائيليين الذي كان داخل النادي الليلي قال :" لم أشتبه في أي شخص موجود في الصالة؛ فقد بدا أن الجميع صهاينة". وقد تمكن الاستشهادي من زرع حقيبة المتفجرات داخل الملهي لتنفجر ويفجر نفسه معها بحزامه الناسف في صهاينة آخرين. [title]سبب عدم الإعلان عن اسم الاستشهادي :[/title] لأن الاستشهادي هو رأس الخيط الذي ستنطلق منه المخابرات في البحث والتحقيق عن الفاعلين، فعند اختيار الاستشهادي تقوم المخابرات الإسرائيلية باعتقال كل من هم في مدينته للتحقيق معهم حوله لكن عندما يتم اختياره من منطقة أخرى فلن يعرف بأمره أحد. فابن مدينة جنين حينما يفجر نفسه ويكون قد جُهز من مدينة رام الله فهذا يُصَعِب على المخابرات العمل، والتأخير كذلك في إعلان اسم الاستشهادي يربك العدو، بقدر ما يكون الجميع من أبناء شعبنا ينتظر من أين خرج الاستشهادي لكي يسجله أبناء مدينته ومنطقته في سجل المجد الخاص بهم. [title]الملامح الأمنية في العملية :[/title] - مثلت ضربة كبيرة لمنظومة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية التي فشلت في الكشف عن العملية ومنفذيها قبل وأثناء وبعد تنفيذ العملية. - قدرة الاستشهادي على اختراق التحصينات والحواجز الإسرائيلية دون أن يلفت الانتباه إليه. - البراعة الأمنية لدى الاستشهادي والمجموعة المخططة وقدرتهم على انتقاء مكان مناسب يمكن من خلاله ادخال متفجرات دون كشفها. - براعة الاستشهادي في الإفلات من التفتيش الأمني الذي يجري على مداخل الملاهي الليلية الإسرائيلية. - القدرة الأمنية على دخال حقيقة لنادي دون شعور الأمن بها. - اختيار الزي والتنكر الجيد الذي أبعد الشك عن الاستشهادي. - سيطرة الاستشهادي على أعصابه وعدم اظهار التوتر الأمني. - قدرة الاستشهادي على البقاء في المكان لساعة كاملة دون أن يشعر به أحد من الإسرائيليين، وإتاحة الفرصة أمام الخلية التي نقله من العودة لقواعدها. - التكتم وعدم الاعلان عن الجهة المنفذة للعملية لحماية الخلية. وأعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العام 2009 من غزة عن هوية الاستشهادي محمد معمّر من الأردن بعد سنوات من اخفاء مسئوليتها عن العملية، وأوقعت 20 قتيلاً و60 جريحاً في الجانب الإسرائيلي.