استغلت المخابرات الإسرائيلية حاجة الشباب الفلسطيني للعمل، فسمحت لهم بالعمل داخل الخط الأخضر قبل انتفاضة الحجارة، الأمر الذي دفع بعض الشباب للاستقرار قرب أعمالهم في الأراضي المحتلة. وقد كان من ضمن هؤلاء الشاب "س، ع" الذي تزوج من إحدى فلسطينيات الداخل وعاش في منطقة قريبة من أهلها وأنجب منها عدداً من الأطفال. وبعد عدة سنوات حدثت بعض المشاكل العائلية مع عائلته في قطاع غزة فقرر العودة إليها، برفقة عائلته عن طريق تصريح خاص، إلا أن المخابرات الإسرائيلية رفضت عودته للقطاع ومعه هويته الزرقاء التي اكتسبها من وزوجته وأبناءه. وبسبب المشاكل العائلية فضل العودة لقطاع غزة والتخلي عن كل شيء وتسليم الهوية الزرقاء هو وزوجته، إلا زوجته رفضت وأخذت الأولاد وعادت أدراجها إلى بيتها في الداخل المحتل، وبعدها عاد لغزة بعد التخلي عن هويته على أمل اقناع زوجته بالعدول عن قرارها والعودة لقطاع غزة. وقد استغلت المخابرات الإسرائيلية هذه القضية لتعرض على الشاب "س، ع" العمل معها مقابل لم شمله بأنباءه وزوجته وترحيلها له إلى قطاع غزة. محاولات الضغط والاغراء ضد العميل استمرت، فقد أخبرته المخابرات الإسرائيلية بأنهم سيرسلون له أبناءه إلى دار الأيتام بحجة أن زوجته مختلة عقلياً، ما اضطره لتصديقهم والانصياع لأوامرهم حفاظاً على أطفاله الصغار، على حد قوله. وبدأ ارتباط "العميل "س، ع" بالمخابرات الإسرائيلية في لقاء على معبر بيت حانون "ايرز" عندما قابله الضابط وعرضه على جهاز كشف الكذب ومن ثم إعطاه شريحة أورانج للتواصل بينهم حول المطلوب منه. وبعد عدة أشهر طلب ضابط المخابرات الإسرائيلية من العميل إمداده بمعلومات عن تحركات بعض أفراد المقاومة والقيادات التي تقطن في منطقته مقابل مبالغ مالية يتم إيصالها له عبر نقاط ميتة داخل مدينة غزة. وتطورت الأمور إلى أن طلب منه الضابط رصد تحركات بعض الشخصيات في أماكن داخل مدينة غزة، ما اضطره لتنفيذ مطالب ضابط المخابرات تحت الترغيب والتهديد بأولاده في الداخل المحتل. وبعد ثلاثة أشهر بدأ العميل بالتواصل مع ضابط مخابرات ثانٍ يتحدث العبرية بلهجة عراقية، وعلى غرار الضابط الأول وعد ضابط المخابرات العميل بحماية أطفاله اذا اجتهد أكثر وجلب له معلومات عن أعمال المقاومة في منطقته. وخلال عمله مع المخابرات قام بالعديد من المهام ضد المقاومة إلى أن تم إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن بعد متابعة ومراقبة له ولتواصله مع الاحتلال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.