13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
19.15°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة19.15°
الأربعاء 21 مايو 2025
4.72جنيه إسترليني
4.98دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.97يورو
3.53دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني4.98
جنيه مصري0.07
يورو3.97
دولار أمريكي3.53

خبر: نكبة المكتبات الفلسطينية.. السطو الإسرائيلي الأكبر

اضطر الفلسطينيون الذين نزحوا عن أرضهم مع إعلان "دولة إسرائيل" قبل 65 عاما، لترك كل ممتلكاتهم بما في ذلك مكتباتهم وكتبهم التي لم يروها بعد ذلك. ويحيي الفلسطينيون في 15 ايار/مايو من كل سنة ذكرى "النكبة" التي أدت إلى نزوح حوالي 760 ألفا منهم. وقد ترجمت أيضا بفقدان التراث والذاكرة. وقد اضطر المحامي عمر صالح البرغوثي في ايار/مايو 1948 للفرار من مكتبه في شارع يافا وبيته في حي القطمون في القدس الذي جمع فيه نحو 256 كتابا. وتقول حفيدته رشا "كان يدير صحيفة ويكتب كثيرا عن تاريخ فلسطين والعائلات الفلسطينية". وبينما كانت المعارك مستعرة، كان الجنود الاسرائيليون وأصحاب المكتبات يحاولون جمع عشرات الآلاف من الكتب في منازل فلسطينيين في القدس وحيفا ويافا وغيرها. وقال الاإسرائيليون إنهم أرادوا بذلك حفظ أعمال قيمة ستعاد يوما ما إلى أصحابها. أما الفلسطينيون فرأوا في ذلك سرقة تحدث عنها فيلم وثائقي عرض مطلع هذا العام للمخرج الإسرائيلي بيني برونر ويحمل عنوان "السطو الأكبر". ويقول المخرج "منذ 64 عاما وهذه الكتب هناك، شاهد على قضية تاريخية منسية وكأنها لم تكن". كان هناك من عرفوا بأمرها، لكن الحياة مستمرة والقضية ظلت طي النسيان". وبعدما أمضى سنتين في الخارج، استقر عمر صالح البرغوثي في رام الله في الضفة الغربية واتصل بأصدقائه "اليهود" في "إسرائيل" لمحاولة استعادة مكتبته. وقالت حفيدته "كان يؤكد أن المفروشات والأدوات المنزلية يمكن أن تعوض لكن الكتب أمر مختلف، إنها تشبه فقدان الحبيبة". وعبر الشاعر الفلسطيني خليل السكاكيني (1878-1953) الذي لجأ إلى القاهرة عن القلق نفسه. وقال "وداعا مكتبتي! وداعا كتبي! لا أعرف ماذا حلّ بكم (...) هل نهبتم؟ أحرقتم؟ (...) نقلتم إلى مكتبة عامة أو خاصة؟ أم انتهى بكم الأمر إلى رفوف بقاليات؟". ولسنوات، بحثت عائلة البرغوثي عن مكتبتها بدون أن يكون لديها أي شك في أنها مودعة في أحد أقبية المكتبة الوطنية الإسرائيلية. فتحت عنوان "ملكية متروكة"، تخزن في هذا المكان عشرات الآلاف من الاعمال الفلسطينية والكتب الدينية والمذكرات والكتب المدرسية ودواوين الشعر. ويمكن الاطلاع عليها لكن بعد الحصول على إذن خاص. وقال الباحث الإسرائيلي "غيش اميت" الذي درس في المكتبة الوطنية وكان مصدر وحي بيني برونر لفيلمه الوثائقي "اكتشفت أن ثلاثين ألف كتاب أخذت من الفلسطيني معظمها من بيوت.. الإسرائيليون صادروا كل الكتب التي عثروا عليها وبدأوا بأرشفتها وهذه العملية استغرقت بين عشر سنوات و 15 سنة". وأكد نفس الباحث سرقة مكتبات كاملة لعائلات وكتاب وأدباء فلسطينيين، مثل المكتبة الخاصة لخليل السكاكيني، ومكتبة آل نشاشيبي عدا عن مكتبات ووثائق الهيئات الفلسطينية العامة، والمدارس والكنائس. اما الخبير في الكتب "اوري باليت" الذي شارك في الستينات في هذه العملية في إدارة الدراسات الشرقية في المكتبة الإسرائيلية "كنا نكتب اسم المالك بقلم الرصاص على الكتب لأننا كنا نريد إعادتها في اليوم الذي يعقد فيه السلام.. لم يكن ذلك سرا". ورأى غيش اميت أن الباحثين الإسرائيليين كانوا يعتبرون هذه الأعمال "قيمة جدا".. وأضاف "كانوا يقولون إنهم ينقذون هذه الكتب ويريدونها لأنفسهم ويحتاجون إليها وسيحفظونها بشكل أفضل من الفلسطينيين". وأضاف "الأسوأ هو رفض المكتبة الاعتراف بالظلم الذي وقع على الفلسطينيين.. حتى اليوم ما زال محافظوها يتحدثون عن عملية انقاذ.. بالنسبة لي الامر غير مقبول"، معتبرا ذلك "سلوكا استعماريا". وردا على سؤال عن سبب عدم اعادة هذه المكتبات إلى اصحابها، تقول وزارة العدل الإسرائيلية إن مهمة تقديم الدليل على الملكية تعود الى صاحب الكتب الاصلي وإلا تبقى "ملكية متروكة". وأوضحت رشا برغوثي أن المكتبة الوطنية الإسرائيلية لم تتصل بها يوما وتؤكد أنه لا أوهام لديها في هذه المسألة.. فهي تقيم في الأراضي الفلسطينية وتحتاج إلى تصريح خاص للتوجه إلى القدس. وأضافت "لا أعتقد انهم سيبذلون أي جهد لمساعدتي".