شنت "دولة الاحتلال" الإسرائيلية هجوما عنيفاً على الكنيسة الإسكتلندية، بعد تقرير طالبت فيه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووقف الاعتداءات التي تتم تحت عنوان الحقوق الإلهية لليهود في الأراضي المقدسة. وحمل سفير "تل أبيب" في لندن بشدةٍ على تقرير للكنيسة الاسكتلندية، شكك "بالحقوق الإلهية لليهود في الأراضي المقدسة". وقال السفير الإسرائيلي "دانيال طاوب" إن التقرير ينفي ويقلل من عمق ارتباط اليهود بأرض "إسرائيل" بطريقة مؤلمة، واصفاً إياه أنه "يأتي في سياق المواقف السياسية المتطرفة تجاه اليهود"، على حد زعمه. وكانت الكنيسة الاسكتلندية قد شككت في تقريرها الذي جاء تحت عنوان (إرث إبراهيم؟ تقرير حول أرض الميعاد)، بالمزاعم اليهودية في الأراضي المقدسة، قائلة "إن الوعود بأرض "إسرائيل" لم يقصد بها أن تؤخذ حرفيا، أو أنْ تطبق على أرض جغرافية محددة". علاوة على ذلك، أوضح تقرير الكنيسة أن طريق الحياة في ظلال الله تتمثل في إقامة العدالة والسلام، وحماية الضعيف والفقير، وإشراك الغريب، حيث يساهم الجميع في المجتمع، لافتا إلى أن ما تُسمى بالأرض الموعودة وفقا للكتاب المقدس (الإنجيل) يمكن أن توجد في كل مكان. بالإضافة إلى ذلك، جاء أن الكنيسة انتقدت إساءة استخدام اللاهوت للترويج للأرض الموعودة. [title]إنهاء الاحتلال[/title] كما دعت في تقريرها التقرير إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس، وإلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وطالبت الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالضغط على الدولة العبرية للتوقف عن نشاطها الاستيطاني، واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان. ومن المتوقع أن تتم مناقشة التقرير خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للكنيسة الذي يفتتح في الـ 18 من هذا الشهر. تجدر الإشارة إلى أن تقرير الكنيسة الاسكتلندية جاء استجابة لبيان قادة كنائس القدس عام 2009 بعنوان (وقفة حق – كلمة إيمان ورجاء ومحبة من قلب المعاناة الفلسطينية)، الصادر عن بطاركة ورؤساء الكنائس في المدينة المقدسة، الذي طالب في حينها المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الظلم والتشريد والمعاناة، والتمييز العنصري، الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستة عقود. كما دعا المسيحيين في العالم، "إلى رفض أي لاهوت يبرر الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ويبرر قتله وطرده من وطنه وسرقة أرضه". ولدى إصدار بيان كنائس القدس، أعرب الموقعون عليه بأنْ يُشكل رافعة لمسيحي العالم، وأن يحظى بالترحاب والتأييد، كما حصل مع وثيقة جنوب إفريقيا الشهيرة، التي صدرت عام 1985، ليشكل أداة نضال ضد الظلم والاحتلال والتمييز العنصري، لأن هذا الخلاص هو في مصلحة شعوب المنطقة كافة دون استثناء، ولأن القضية ليست قضية سياسية وحسب، بل هي سياسة يدمر فيها الإنسان، كما جاء في التقرير.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.