30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: طرائف القذافي بلسان العارفين به

تنشغل السلطات الليبية الجديدة بالبحث عن العقيد الهارب "معمر القذافي"، لكن الليبيين ينشغلون في البحث عن الأخبار والمواقف الساخرة التي لطالما عرف بها الزعيم السابق. ويعيد الليبيون منذ سقوط العاصمة طرابلس في أيدي مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي في 23 آب/أغسطس وفرار القذافي منها، إنتاج هذه المواقف وأحيانا المبالغة فيها، مستعيدين عبرها أكثر من أربعة عقود حكم خلالها القذافي البلاد بيد من حديد. ويقول "عماد طه" (44 عاما) وهو سائق سيارة أجرة في طرابلس إن "تناول المواقف المخزية من بطولة القذافي كانت ممنوعة علينا، وكنا نخشى حتى أن نناقشها مع أنفسنا". ويضيف "اليوم أصبحت هذه المواقف مادة للتسلية ولتذكر مساوئ هذا الشخص حتى لا نسمح بتكرارها في بلادنا". وتكثر الحوادث الغريبة التي يتناقلها الليبيون عن "معمر القذافي"، ويتذكر هؤلاء خصوصا الصورة التي كانت تحتل شاشة القنوات الرسمية حين يغضب القذافي من برنامج ما أو من فقرة مرت خلال بث نشرة الأخبار. ويشير سكان العاصمة خصوصا إلى أن بث القنوات الرسمية كان يتوقف حين يشعر القذافي بالغضب فتبرز على الشاشة صورة كاريكاتورية رسمها الفنان"محمد الزواوي"، وهي عبارة عن حذاء. ويبقى الحذاء سيد الشاشة لساعات، ويعود البث إلى طبيعته حين يقرّر القذافي ذلك، علماً أن العقيد الليبي كان يتحكم بهذا الأمر من مقره في "باب العزيزية"، الذي تحول اليوم إلى ما يشبه "المقصد السياحي". وأثناء احتلال الحذاء للشاشة، يستمر الموظفون في القنوات الرسمية بعملهم الاعتيادي، ويتواصل بث البرامج وتقديم نشرات الأخبار خشية أن يعود البث في أيّة لحظة من دون سابق إنذار. وفي حادثة أخرى اشتكت طرابلس في إحدى المراحل من كثرة انتشار النفايات في شوارعها. وقام القذافي في يوم ممطر وعاصف باصطحاب رئيس البلدية "بشير حميدة" في جولة بالمدينة الساحلية، وجعله يجمع عن الأرض صناديق النفايات التي تبعثرت محتوياتها جراء الرياح، ثم طلب منه أن ينقل مكتبه إلى مكان يقع فوق مكب للنفايات. وغالباً ما كان القذافي يستمتع لدقائق بهتاف أنصاره له قبل إلقاء خطاباته الحية التي كانت تستمر أحيانا لساعات طويلة. ويقول "أنيس الوخي" (20 عاما) إن "أحد خطابات القذافي بدا في إحدى المرات بهتاف الجالسين في الصف الأمامي له، فما كان من معمر إلا أن حيّا هؤلاء وطلب منهم السكوت حتى يبدأ بالكلام". ويضيف أن "هؤلاء لم يفهموا عليه، وظلوا يصفقون له كلما حاول الكلام، فما كان منه إلا أن تناول كوبا أمامه ورشق المصفقين له بالماء داخله، ثم بدأ خطابه وكأن شيئا لم يحدث". وفي مقهى يقع ضمن باحة منزل قديم في وسط طرابلس، يمضي الزبائن غالبية أوقاتهم في الحديث عن التطورات السياسية في مرحلة ما بعد القذافي، وأيضاً في تناقل أخباره الطريفة. ويتذكر أحدهم أن القذافي "مرّ في طرابلس ووجد أن الزرع يابس، فبادر إلى سؤال رئيس البلدية آنذاك (عز الدين الهنشيري) عن سبب ذلك، فردّ على سؤاله بالقول:" إن هناك نقصاً في الماء". ويضيف أن القذافي "حمل بعد أن سمع الجواب خرطوما وأفرغ الماء منه في وجه "الهنشيري" قائلاً له: هل ترى ماء الآن؟". ويتذكر "محمد فرحات" (23 عاما) كيف أنه وصلت إلى مسامع القذافي قبل فترة وجيزة من اندلاع الثورة في منتصف شباط/فبراير أن الناس يشكون من قلة المساكن، فطلب ممن لا يملك منزلاً أن يختار أيّ مسكن يريد وأن يسكن فيه. وتوجه الآلاف عندها إلى أبنية لا تزال قيد الإنشاء، واحتلوا مساكن فيها هي ملك لأناس آخرين، فما كان من قوات الشرطة إلا أن توجهت إلى هذه المساكن واشتبكت مع الناس هناك حتى تخليهم منها بالقوة. ولا تقتصر هذه المواقف على الليبيين، إذ أن عدداً من الزعماء الأجانب نالوا نصيبهم منها أيضا. ويقول مسؤول كبير سابق إن العقيد الليبي "قرّر في إحدى المرات أن يستقبل (الأمين العام السابق للأمم المتحدة) "كوفي أنان" في "سرت"، مسقط رأسه". ويضيف أن "انان الذي كان يريد الحديث مع القذافي عن إمكانية تسليم (عبد الباسط المقرحي) (المدان في قضية لوكربي)، نقل في سيارة بقيت تدور به لساعات في منطقة واحدة، ثم وضع في خيمة". ويشير إلى أن مساعدي القذافي "وضعوا خلف الخيمة جملا، وكانوا يستفزون هذا الجمل طوال الليل حتى يصرخ بصوت عال، وعندها يسال "انان" المحيطين به إن كان ما يسمعه زئير أسد، فيجيبوه: كلا إنه جمل". وفي حادثة أخرى جلس القذافي ومساعدوه في مقابل الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" والوفد المرافق له في إحدى خيم القذافي في ليبيا، وفي خضم النقاش طلب القذافي من رئيس جهاز المراسم "نوري المسماري" أن يقوم بكنس التراب داخل الخيمة. ويذكر المسؤول الليبي أن "هذا الأمر استمر لوقت طويل، وجعل التراب يتطاير في كل مكان، وعندما كان رئيس الوزراء السابق "شكري غانم" يطلب من "المسماري" التوقف عمّا يفعله كان الأخير يتجاهل الطلب لأنه سبق أن تلقى الأمر من القذافي ولا يمكنه التوقف حتى يطلب منه ذلك". وبعد أن يعدد حوادث أخرى بينها رفض العقيد الهارب مصافحة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة "كوندوليزا رايس" بعد أن أبقاها تنتظر لقاءه لست ساعات، يروي أن القذافي كان يقدم لبعض ضيوفه الأجانب "تفاحة واحدة تتوسط طبقا، من دون شوكة أو سكين".