القدس كما الأسرى، كما الاستيطان، كما اللاجئين،قضايا لا تسمع ولا ترى إلا ندوات ومؤتمرات وشعارات دون خطوات عملية تحقق ما يساعد سكانها على الصمود والتصدي لمخططات العدو الصهيوني والذي يجري بوتيرة مسعورة ومتلاحقة من أجل استكمال عمليات تهويده وسرقته للمدينة وأهلها والتضييق عليهم بكل الأساليب والطرق. وفي المقابل ماذا قدمنا للقدس؟ كيف لم يقدم العرب والمسلمون شيئا للقدس؟ ألا يوجد لجنة القدس التي يترأسها ملك المغرب محمد السادس وتلتقي بشكل شبه دوري ويجتمع الأعضاء في أفخم القاعات وتقدم لهم أشهى المأكولات وتلتقط الصور وينفض الاجتماع ولا يضيف جديدا للقدس وأهلها، الذين تهدد بيوتهم وأحياؤهم بالهدم كما يخطط الآن من قبل المحتل لهدم حي البستان وإن تأجل قليلا ، أو تجرف مقابر المسلمين كما في مأمن الله، أو يجبر المواطن الفلسطيني على هدم بيته بنفسه بدلا من آليات الاحتلال، والتي بعد الهدم، المصيبة الأولى، تطالبه بالمصيبة الثانية وهي دفع التكلفة المالية للهدم في ظل حالة الفقر التي يعانيها المقدسي. ثم تقولون إن لا أحد مهتم بالقدس وأن القدس مهملة، وكل عام يحتفل المسلمون والقدس في الجمعة الأخيرة من رمضان بما يسمى يوم القدس العالمي، وحال القدس لم يتغير والتهويد يسير على قدم وساق والأغنياء اليهود ينفقون مليارات الدولارات لإقامة المشاريع التهويدية، أما نحن فنكتفي بالاحتفالات وتخصص أيام لها حتى يحمد ويسبح بحمد من اقترح المسمى من كل عام ونجاري نحن الأمر وواقع الحال يزداد سوءاً على سوء. ثم تقولون لا يعير المسلمون القدس اهتماما، والمؤتمرات تعقد والخطابات ترتفع والتصفيق يصبح حادا ، وتخرج التوصيات وتبقى حبرا على ورق، وعندما ترصد الأموال لدعم مدينة القدس تبقى الصناديق خاوية لا دينار ولا درهم، بينما الملايين تصرف على ضيوف المؤتمرات ويبقى أهل القدس مهددين في بقائهم،مهددين في معاشهم،والقدس نفسها تصرخ وا معتصماه فلا تسمع إلا صدى صوتها أو صوت المعاول اليهودية والجرافات تنهش في كبدها ويرى المؤتمرون نزيف دمها ويسمع صراخها، فلا مجيب. إلى متى؟ سؤال نطرحه دوما ولا نجد إجابة إلا كثرة المؤتمرات والبيانات والشجب والاستنكار، أما ما يمكن أن يشكل دعما حقيقيا للقدس أرضا ومقدسات وإنساناً فهذا يبدو أنه غير متحقق اليوم وهذه النظم التي تقبض على أموال الأمة الإسلامية والعربية أولوياتها البنوك الأمريكية أو الأوروبية الداعمة لليهود الذين يهددون القدس ليل نهار، أو همهم كيف يرشون مواطنيهم للسكوت عليهم، أو ينفقونها في شراء الأندية الرياضية الأوروبية، أو إنفاقها على جمعيات البر بالحيوان أو في بناء ناطحات السحاب والبقية لديكم ولن أزيد. القدس بحاجة إلى ثورة عارمة في المفاهيم وتسخير القدرات المالية والسياسية خدمة للقدس ونصرة للمقدسات وتصديا لليهود وتهويدهم لأولى القبلتين وثالث الحرمين، لا تكفي هذه المؤتمرات طالما أنها لم تقدم ما يدعم القدس أرضا وشعبا وخسئت تلك اللجان المشكلة منذ عشرات السنين دون جدوى أو تأثير، نقول لكل المجتمعين والمؤتمرين وقادة اللجان والهيئات إن القدس تصرخ ألما ليس من جرافات الصهاينة وحدها بل من مواقفكم الهزيلة التي تزيد من إجرام المحتل، لأنه بات يدرك أن أعلى سقف لكم هو الاجتماع ثم التنديد والشجب. القدس بحاجة إلى هبة شاملة في كافة المناحي وتفعيل كافة الأدوات في مواجهة اليهود وعملياتهم التهويدية دون أي تردد أو إعارة اهتمام للمواقف الدولية الأمريكية أو الأوروبية ، لأنها جميعا مساندة للإرهاب اليهودي المتمثل بإسرائيل، صمتكم وسلبيتكم قد تضعكم في مصاف تلك الدول، لا نتمنى أن تكونوا كذلك، وندعوكم أن تتحركوا .. تتحركوا .. تتحركوا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.