كَانَ جسدُهُ الصغيرُ يتصبّبَ عرقاً، أتعبتهُ أشعةُ الشمسِ الحارقةِ، أوجاعهُ .. آلامُه .. عذاباته .. باتت صبحَه ونهارَه وليلَه، لم يذقْ لحظة هناء منذ أن صرخَ في المهدِ صغيراً ، لم يقبلْ ثدي أمه، بل لم يتقبل حياةً مريرةً تحملُ له في كل لحظةٍ آلافاً من الشقاءِ وملاييناً من العناء، ووقفتْ الأرقامُ عاجزة عن وصفِ ما فيه. بابتسامة ٍ بريئةٍ تُبكي العيونُ، وتذيبَ القلوب، وتحيرُ الأفكار، قابلنا الطفل الرضيع "عبد الله" ابن الخمسةِ شهورٍ وهوَ على سريره الصغيرِ، وهو لا يدري إلى أين الماآل وهو في ظل مرض " ارتخاءِ الأعصابِ " هذا المرضُ المفزعُ الذي أفزع والديه وإخوته، وبات يتنقل من مستشفى لآخر دون جدوى، ولكن الأملَ باللهِ كبير. [img=052013/view_1369149431.jpg]من صرخة المهد لم يذق لحظة فرح[/img] [title]قهرٌ وفقر[/title] دموعُ الألمِ على وجهِ والديه، حاولا حبسَها لكنهما عجزا عن إخفاءِ بحرٍ من ْ عَبَراتِ القهرِ والفقرِ، عندما دخلت [color=red][b]"فلسطينُ الآن"[/b][/color] إلى منزلهِما بالقرب من الجامعةِ الأمريكيةِ ببيت لاهيا شمال قطاعِ غزة. بادرنا بالدخولِ إلى بيت العائلةِ والمقام على أرضٍ حكومية، دعاهُم الفقر إلى العيشِ هناك، ولا بديل لهم، بعد أن غزاهمُ الفقر الشديد والمرض المفزع، ومن أول لحظةٍ دخلنا بها المنزل، تصبب من أوجهنا العرق، لنتساءل في أنفسنِا، كيف يسكن هؤلاء في ظل الحرارة الشديدة وفي ظل ألواح الزينقو الحديدية الحارة، لنسأل رب الأسرة .. " ألا تملكون هواية " مروحة" ؟ فأجاب أبو علاء "40 عاما ً": ومن أين لي بثمن الهواية لكي أشتريها ؟! [img=052013/view_1369149587.jpg]البيت تكسوه ألواح الزينقو المتهالكة والحارة[/img] تجولنا في البيت برفقة " أبو علاء وزوجته" لنجدَ أن العائلة تعيش في وضع ٍ صعب للغايةِ، ويسترُ البيت بعضاً من ألواح الزينقو الحديدية والنايلون على الأطراف، وعندما تدخلُ إلى المنزل تشعر بأنك في "ساونا حارقة". [img=052013/view_1369149622.jpg]مطبخ العائلة[/img] "أعيشُ منذ سنواتٍ هُنا مع زوجتي وأبنائي الخمسة والذين يعانونَ من الوضع المتردي للعائلة، بعد أن تنقلنا في بيوت ٍ بالإيجار ولم أعد قادراً عن دفعه، فأنا عاجزٌ عن تلبية أبسط احتياجاتِهم من مأكلٍ وملبس ِ وسكن صحيٍ، بالإضافة إلى عجزي عن تلبية احتياجات ابني المريض في تنقلاته من مستشفى إلى مستشفى، ويحتاج كل يوم قرابة "30 شيكل" ولا أملك له شيئاً " .. استهلَ أبو علاء ِ سردَ معاناته المريرة. أشرنا إلى غسالة ٍ تبدو قديمة للغاية، وبادرناه بالسؤال .. " هل تعمل" فأجاب: إن عملت مرة فلن تعمل عشرة مراتٍ، حتى أن الثلاجة القديمة التي تبرع بها أحد الجيران قد شارفت على العطلِ، والصيفُ مقبلٌ بحرّه ولهيبِه. وأضاف رَبُ الأسرة "لا أدري ماذا أقولُ لأطفالي الذين يحلمون بسكنٍ نظيف، فبيتي يحتاجُ لترميمٍ عاجل، وكما عانينا شتاء ً بسبب سيل المياه الدافق نظرا ً لتهالك ألواح الزينقو الحديدية. [img=052013/view_1369149485.jpg]يدُ الحنان .. لعلها تخفف بعضاً من الآلام[/img] [title]دموعُ الأبناء[/title] "أحلمُ بأن أعيش َ لحظة مثل صديقاتي اللواتي في المدرسة، يشترين الملابس الجديدة ولهن بيتٌ يسترهن، ويقيهن حر الشمس وبرد الشتاء، ويعشن بكرامةٍ" كلماتٌ خرجتْ من فيه عبير ابنة الخمسة عشر عاما ً. وأضافت "أتمنى أن يفرجَ اللهُ كربنا ومصابنا ويشفي مرضانا، وأن يقدمَ أهلُ الخير والمسئولون لنا المساعدة، ويمدون لنا يد العون، وأن ينظروا إلينا بعين الرحمة والشفقة". اقتربنا من الطفل عُمر ابن العشر سنواتٍ وهو يحملُ أخاه "عبد الله" والمصاب بارتخاء الأعصاب، لنسأله عن أحلامه البريئة، فيجيب: "أحلمُ بلعبةٍ مثل زملائي في المدرسة ِ .. أحلم بلبسٍ جديد .. بكرةٍ ألهو بها مع إخوتي وأصدقائي! [img=052013/view_1369149634.jpg]يشارك أخاه مرضه وأوجاعه[/img] أما علاء ابن الحادية عشر عاماً فيقول وعيناهُ ملؤها الدُموع: "أتمنى أن أرى أخي الصغير يكبرُ بيننا سعيداً ، أتمنى أن أحققَ بعضاً من أمنياتي كزملائي وأصدقائي من العيش بكرامةٍ وأن يغادرنا الفقرُ الشديد". ويضيف الصغيرُ بعمره الكبيرُ بمعاناته وآلامه: "لقد مرَ علينا فصلُ الشتاءِ ببرده ورياحه الهوجاءِ ومياهه التي شاركتنا في كل شيء في بيتنا، وها هو فصل الصيف يطلُ بحممه اللاهبة، فلم نذق طعم الفرحة في أي وقت ٍ من السنة، بسبب بيتنا المتهالك الذي يحتاجُ إلى ترميم. "عائلة علوان" أطلقت نداءَ استغاثة إلى كل ذي قلبٍ رحيم، وعقل سليم، ومقتدر ٍ حليم، ومسئولٍ يشعرُ بمعاناة الفقراء والمحتاجين بأن يساعدوها في ترميم المنزل، ومساعدتها في مصاريف علاج ابنها الرضيع. [color=red][b]للتواصل عبر جوال الموقع:[/b][/color] [b](محلي) : 265310 0598 (دولي) : 265310 598 972+ [/b] [img=052013/view_1369149514.jpg]التقارير الطبية الخاصة بالطفل عبد الله علوان[/img] [img=052013/view_1369149550.jpg]التقرير الطبي للطفل عبد الله[/img] [img=052013/view_1369149465.jpg]يفتح فمه كثيرا بسبب الالتهابات الحادة[/img] [img=052013/view_1369151362.jpg]هوية رب الأسرة[/img] [img=052013/view_1369149431.jpg]يرقبُ الأمل القادم[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.