توالت، الجمعة، ردود الفعل الرسمية والشعبية في لبنان المنددة بتدخل حزب الله العسكري في سوريا، إذ انتقده الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، ضمنيا لدوره المتزايد في القتال إلى جانب القوات السورية الحكومية في حين تظاهر مئات الأشخاص في مدينة طرابلس اللبنانية للاحتجاج على مشاركة مقاتليه في معركة القصير. وقال سليمان إن "معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، إن في سوريا، أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق"، وذلك في إشارة إلى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يشدد أن الهدف منها "مقاومة" إسرائيل. وبحسب بيان نشره المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، فإن سليمان أضاف "إن الأمل لا يزال كبيرا بالمبادئ التي يعتنقها الجيش اللبناني ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من أجل قضية مذهبية، بل من أجل قضية وطنية قومية بكامل أبعادها". في غضون ذلك، نظمت الجماعة الإسلامية تظاهرة في طرابلس شمالي لبنان تحت عنوان "دعم الثورة السورية والتنديد بتدخل حزب الله"، وذلك بعد تزايد التأكيدات عن تدخل حزب الله في الحرب السورية، وخاصة في معارك القصير بحمص. وكان حزب الله شيع في الأيام الأخيرة عددا من مقاتليه الذين سقطوا في القصير، بينما نقلت وكالة فرانس برس عما قالت إنه مصدر في الحزب قوله إن 75 من عناصر الحزب قتلوا في سوريا منذ بدء النزاع. ووفقا لمراسل سكاي نيوز عربية، فإن عشرات المتظاهرين عمدوا إلى إحراق الأعلام الإيرانية ورايات حزب الله، ورددوا هتافات تصف الحزب بـ"الميليشيا" مستنكرين تدخل الحزب في القصير. يشار إلى أنها المرة الأولى التي تنظم الجماعة الإسلامية تظاهرة مناهضة لحزب الله في مدينة طرابلس التي تشهد بعض أحيائها منذ أيام عدة معارك بين مسلحين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وآخرين معارضين له. وفي هذا السياق، قال المسؤول السياسي في الجماعة لـ"سكاي نيوز عربية" إن الجماعة ستعمل على حماية "أبناء طرابلس" من عمليات القصف العشوائي التي تستهدفهم من قبل من وصفهم بـ"شبيحة النظام السوري"، في إشارة إلى المسلحين في جبل محسن. وكان 23 شخصا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام في معارك بين منطقتي باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن المؤيدة لحكومة الرئيس بشار الأسد. ومنذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011، اندلعت أعمال عنف عدة بين المنطقتين، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى. لكن حدة المعارك هذه المرة شملت أحياء مجاورة لمناطق التوتر في شمال غربي المدينة. وقال مراسلنا إن الهدوء يسود مدينة طرابلس منذ صباح الجمعة، وذلك بعد يوم من اشتباكات خلفت 3 قتلى و10 جرحى، وقد سمعت أصوات الأسلحة في المدينة الليلة الماضية، كما قطعت الطريق الدولية التي تربط طرابلس بالبداوي والحدود السورية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.