لأول مرة تطلق الثورة المضادة تهديداً علنياً وصريحاً وتسفر عن نفسها وأهدافها وخططها بصراحة في "إعلان حرب". فلول الحزب الوطني المنحل التي غيّرت الثوب الخارجي فقط مكونة عدة أحزاب، هدّدت بتخريب مصر كلها وقطع خطوط القطارات وكابلات الكهرباء رداً على عزم المجلس العسكري إصدار قرار العزل السياسي لفلول ذلك الحزب كقياداته ونوابه السابقين في مجلسي الشعب والشورى. من يقرأ ظاهر التهديد يشعر فوراً بالرعب.. فقد قالوا إنهم سيحشدون( 15 مليوناً) من الدوائر الانتخابية لهؤلاء النواب ليحتلوا بها المحافظات ويعملوا فيها تخريبا. (11) حزباً من الفلول ومنها الحرية ومصر الحديثة والجيل والمواطن المصري والشعب، اجتمعت وأصدرت بيانا أرسلت منه نسخة إلى الفريق "سامي عنان" تعلن رفضها "العزل السياسي". لا توجد قوة حقيقية على الأرض لتلك الأحزاب.. ولكن لو صح ما نقلته عنهم "المصري اليوم" في موقعها الالكتروني أمس أحد2/10، فإننا إزاء تهديد صريح بالتخريب والتدمير ينبغي اتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة تجاهه: في الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا.. وأيّ دولة أخرى. تهديد مثل هذا يتم التعامل معه فوراً؛ لأن فعل الجريمة وقع بإطلاق لفظ التهديد. يقول أحدهم وهو من شمال سيناء "حنوريهم قوتنا الحقيقية". ويقول آخر من جنوب الصعيد ""مش عاوزين نقطع كابلات الكهرباء وخطوط القطارات واحتلال المحافظات، ويبقوا يورونا الـ( 15 حزب) اللي راحوا الاجتماع مع المجلس هيعملوا إيه لما تخرب من فوق ومن تحت"! هل هناك أخطر على الأمن القومي من القول بأن الخراب سيعم مصر من فوق ومن تحت؟! يقول "معتز محمود" رئيس حزب الحرية لـ"المصري اليوم":جميع العائلات والقبائل في جنوب وشمال سيناء ومطروح ومن أول أسوان وأسيوط، كانوا أعضاء في الحزب الوطني المنحل. كلام يحمل بين السطور إنذارا بحرب أهلية.. خصوصا أنه يتخوف حسبما يقول من ردود فعل تلك العائلات على صدور قرار بعزلها سياسيا. ثم يضيف "سنعقد مؤتمرا هذا الأسبوع لـ(500 مرشح) على مستوى الجمهورية، وكل مرشح وراءه دائرة بالكامل أي أكثر من(30 ألف) مواطن». وبحسب هذه الأرقام يبلغ إجمالي ما يمكن أن تحشده هذه الأحزاب(15 مليون مواطن)". القول بأن فلول "الوطني" هم العائلات والقبائل، قول باطل تماما. كيف تكون العائلات والقبائل التي ظلمها نظام حزب فاسد فلولا له. إنه استهانة بها وظلم لها وعار يريدون إلصاقه بها. هل القيادات المستفيدة من فساد النظام السابق وحزبه والتي كانت تحضر مؤتمرات "النجل" وتضحك على الشعب بشعار "الفكر الجديد" تمثل عائلات وقبائل مصر؟! مع ذلك ينبغي أخذ هذا التهديد على محمل الجد بالمساءلة القانونية السريعة لزعامات تلك الأحزاب، فلا يجوز التردد أو الاستهتار في مواجهة أفراد يخططون أو يتحدثون عن خطط للتخريب والحرب الأهلية.