"كنت أعلم أن مراد يعاني من مرض شديد ولكن تفاجأت حين رأيته يسقط أمامي مرتين ويغمي عليه وأنا لا أستطيع أن ألمسه أو أفعل له شيء لأن الزجاج يقف حاجز أمامي، ووضعه خطير جداً" بهذه العبارة وصف الحاج فهمي أبو معيلق حالة نجله الأسير مراد إثر معاناته بمرض "الكرون" وهو مرض خطير. يقول الحاج فهمي لـ[b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b]، إن إدارة السجن لم تقدم أي معونة لمراد وترفض أن تقدم له المساعدة والعلاج اللازم كون المرض خطير، وقد يتطور ويصبح سرطان لا قدر الله. [title]دعوات متصلة وقلوب محترقة[/title] حال الحاج فهمي ليس بأفضل من حال زوجته الحاجة مكرمة (58 عامًا)، فملامح النجل مراد لا زالت في القلب والعين حاضرة صباحاً ومساءً، وخاصة ذاك المشهد الأخير الذي وقفت فيه عاجزة الأم عن تقديم أي شيء لنجلها حينما سقط على الأرض وقت حضوره لرؤيتها. وسردت الحاجة المكلومة كيف نشأ "تعفن الأمعاء" في جسد نجلها الذي أكمل ثلاثة عقود من عمره، رادة السبب إلى الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، قائلة: "بعد خوض الأسرى الإضراب الجماعي عن الطعام 2012م، تفاقمت آلام مراد وأوجاعه من بطنه ومحتوياته من الداخل". وأضافت "بعد تحقيق الأسرى مطالبهم في الإضراب المشهود، سارع مراد لتقديم طلب زيارة المستشفى للاطمئنان على صحته، وقد زار الطبيب الإسرائيلي في مستشفى "سجن الرملة"، وأبلغه الأخير أن لديه تعفن في الأمعاء ويجب استئصالها في أسرع وقت". الدعوة الطبية العاجلة لم تكن كالدعوات في المستشفيات الخارجية، بل عاودت الإدارة ممارسة الإهمال الطبي وتهميش الحالة الصحية للأسير أبو معيلق، وتنفيذ العملية الجراحية له بعد عدة أشهر، والكلام لوالدته. [title]استئصال ناقص[/title] وذكرت أن عملية استئصال الأمعاء المتعفنة والتي طالت نحو 70 سم منها لم تقضي على جميع الجزء المتعفن، بل إن جزء من تلك الأمعاء باقي في جسد "مراد" ولا يزال يتفشى، ليتم أجراء عملية ثانية لنجلها في أحشائه، تم خلالها استئصال بعض الأورام والتعفنات. وأضرب أبو معيلق في الآونة الأخيرة عن الدواء؛ احتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي، وللمطالبة بنقله لسجن "ايشل" من جانب ثان، فاستجابت إدارة السجون للمطلب الثاني، وأهملت الأول، نظرا لقرب سجن "أيشل" من مستشفى "سجن الرملة"، حتى لا يعاني من نقله المتكرر للمستشفى ومقابلة أطبائه، الذين حجزوا له موعد لعملية ثالثة بعد قرابة مائتي يوم. وحمّلت عائلة أبو معيلق الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة "مراد"، مؤكدة أن الاحتلال يمارس سياسة الاغتيال البطيء بحقه، ويمعن في تجاهل معاناته من خلال إعطائه المسكنات الطبية. يشار إلى أن الأسير مراد أبو معيلق ولد عام 1978 في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة وقد اعتقل بتاريخ 17/6/2001، وحكم عليه السجن 22 عاماً قضى منهم 11 عاماً، وتم الاعتداء عليه من قبل قوات الاحتلال عام 2006 وهو يعاني من مرض خطير.