قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مساء أمس السبت، مسيرة شبابية إنطلقت من داخل باحات المسجد الأقصى المبارك ومن أحياء مختلفة في البلدة القديمة بالقدس رداً واستنكاراً على مهرجان الأنوار الإسرائيلي للعام الخامس على التوالي. وقال شهود عيان لمراسلنا، بأن شبان البلدة القديمة نظموا مسيرة انطلقت من داخل باحات المسجد الأقصى وسط تكبيرات علت سماء القدس وعند خروجها من باب المجلس باتجاه باب العامود اعترضت المسيرة مجموعة كبيرة من المستوطنين وتم توجيه الشتائم على الشبان مما أثار غضبهم وبدؤوا بالصراخ بوجه المستوطنين إلا أن قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية تدخلت لحماية المستوطنين. وأضاف الشهود: "أن الشبان استكملوا مسيرتهم باتجاه باب العامود رافعين العلم الفلسطيني وسط هتافات التأكيد بأن مدينة القدس عربية اسلامية تاريخية وليست لليهود لهم أية حق في هذا المكان، إلا أن شرطة الاحتلال منعتهم من الاستمرارية". ولفت الشهود، بأن المستوطنين أمعنوا بالاشتباك مع المواطنين وقاموا باستفزازهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات استمرت لفترة في البلدة القديمة، أصيب خلالها العشرات بالاختناق بالغاز. وكانت قوات الاحتلال أوقفت المصور الصحفي سعيد القاق لفترة من الوقت بعد أن اعتقلته من باب العامود وحولته للتحقيق في مركز شرطة البريد، ثم أفرجت عنه. وشهدت أسواق البلدة القديمة ولليوم الثالث على التوالي تراجعاً ملحوظاً في حركة السياح وخاصةً ليلاً تزامنا مع تنظيم سلطات الاحتلال مهرجان الأنوار التهويدي في مدينة القدس للسنة الخامسة على التوالي. ويشرف بشكل مباشر على تنظيم المهرجان الذي جاء العام باسم "نور القدس 2013"، ما تسمى "بسلطة تطوير القدس"، وبلدية الاحتلال، ومكتب رئيس حكومة الاحتلال، و"وزارة شؤون القدس ويهود الشتات"، ووزارات السياحة والمالية، وبلدية الاحتلال، وسلطة الآثار، والشرطة، وشركة "تطوير الحي اليهودي"، و"شركة تطوير القدس الشرقية". وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها وصل[color=red]"فلسطين الآن"[/color] نسخة منه، أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال مهرجان الأنوار إظهار المدينة بوجه يهودي، وإلغاء الحضارة والتاريخ العربي الفلسطيني بالمدينة، مستخدمة في ذلك تهويد أسماء الشوارع وطرق مدينة القدس بالنشرات التي توزع على الزوار، أو من خلال دعوة الفنانين من كل أنحاء العالم للمشاركة في المهرجان الإسرائيلي. وقال مدير مؤسسة المقدسي معاذ الزعتري "إن المهرجان يأتي ضمن سلسلة فعاليات الاحتلال الاستيطانية بهدف طمس معالم المدينة المادية والثقافية والتاريخية والدينية"، مؤكداً على أن المهرجان يأتي بالتزامن مع العديد من المخططات الاستيطانية الساعية لتهويد المدينة إلى جانب المسابقات كالمسابقة "فورملا 1" العالمية التي أعلن عنها مؤخرا حيث ستجتاح المدينة. وأكد أن ما تنظمه الاحتلال من فعاليات ومسابقات كالمارثون السنوي عبارة عن حلقة ضمن الحلقات الاستيطانية المتشابكة الساعية لطمس هوية المدينة وإضفاء الهوية اليهودية عليها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.