يعاني كثير من المواطنين في مدينة رفح من انتشار البعوض في كثير من المناطق بسبب تجمعات المياه ولاسيما محطة معالجة مياه الصرف الصحي الواقعة في منطقة تل السلطان غرب محافظة رفح. ويحتوي هذا التجمع على ثلاثة أحواض تتجمع فيها مياه الصرف الصحي من كافة مناطق مدينة رفح. كثيرة هي الشكاوى التي وصلت المسئولين، ولكن بعض المعيقات حالت دون حل جذري لهذه المشكلة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع للكهرباء. كما قال المسئولون. [color=red][b][title]معاناة مريض[/title][/b][/color] الشاب فتحي موسى المقعد على سرير المرض الذي لا يحرك إلا رأسه ويديه بسبب كسر في الحوض ناتج عن الفشل الكلوي الذي سبب ضمور في العظام لديه لينهك جسده، تزيد على آلامه معاناة البعوض قال لنا:" إذا آذاني البعوض تصبح قدمي ترج بسبب وجود مشاكل في الأعصاب الطرفية". وأضاف موسى " أنادي على أمي كي تحك لي جسدي عندما يقرصني البعوض". عندما تزور هذا المريض في بيته القريب من تجمع مياه الصرف الصحي فإنك تجد باب الغرفة ونوافذها محكمة الإغلاق حتى لا يتسلل البعوض.. " أضطر أن أتحمل الحر على البعوض" هكذا أجاب موسى عندما سألته عن حاله عند قطع الكهرباء وتعطل المروحة. يعمد موسى إلى رش دواء لمكافحة هذه الحشرة الضارة، معبراً عن أسفه "أنني كمريض أتأذى من الدواء بسبب المواد السامة التي يحتويها". [title]شكوى رجال الأمن[/title] لم يكن أفراد القوات الوطني المتمركزة على الحدود الفلسطينية المصرية أحسن حالاً، حيث عبروا عن شكواهم بسبب انتشار البعوض بكثرة خاصة في أوقات المساء. وقال أحد أفراد الأمن الوطني: "طوال النهار يقدم الأفراد خدماتهم ووقت راحتهم في الليل ينهش البعوض أجسادهم". وكان المشهد حاضراً عندما رأينا جسد أحد أفراد الأمن الوطني وقد امتلأ من آثار قرص البعوض. وعبر آخر بالعامية " تأكلنا البعوض أكل"، وهذه الكلمات ذاتها سمعتها من أحد المواطنين الذي سمعني أتحدث مع أحد أصحاب المحلات التجارية لأسمع رأيه في هذه المشكلة. بالإضافة إلى أزمة البعوض فإن الرائحة الكريهة تسبب مصدر إزعاج للمواطن،"لا نستطيع فتح النوافذ، والناس تهرب إلى البحر"، هكذا عبر لنا أحد أصحاب المحلات التجارية. [title]حلول ومعوقات[/title] في حديث [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] مع المسئولين وأصحاب الشأن في مشكلة أجمعوا أن الحل البيولوجي من خلال مادة ال (BT) هو الحل الأمثل للحد من مشكلة البعوض بنسبة كبيرة جداً بحيث أنها تقضي على البعوض في مراحل تكونها الأولى وهي عبارة عن يرقات وبيوض. وتقوم جمعية أصدقاء البيئة في رفح بإنتاج مادة ال (BT) محلياً منفردة بإنتاج هذه المادة على مستوى قطاع غزة. قال المهندس رافي أبو حسون مسئول محطة معالجة مياه الصرف الصحي في تل السلطان في حديثه لـ [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "من بداية شهر أبريل قمنا برش لمادة ال(BT) ونقوم بعمليات الرش بشكل دوري"، موضحاً أنه تم إزالة الأشجار والأعشاب المحيطة بالأحواض وتجفيف أحد هذه الأحواض. وخلال تواجدنا في المحطة قام أبو حسون بإحضار أكثر من 7 عينات من أحواض تجمّع مياه الصرف الصحي وضح خلالها أن مشكلة البعوض قلّت مقارنة عما كان قبل سنتين. وتقوم المحطة برش المادة على الأحواض يدوياً،"وذلك يعتبر مشكلة مقارنة بالمساحة الكبيرة للأحواض وبالكميات التي ترش، وفي حال وجود أجهزة ضخ يكون الحال أفضل" كما يقول أبو حسون. من جهته، أوضح المهندس سمير النحال مدير جمعية أصدقاء البيئة أن مؤسسة العون الإسلامي وفرت دعمهم لإنتاج 5000 لتر من مادة ال(BT)، مبيناً أن الجمعية أنتجت 2000 لتر من المادة. ووجه النحال عتاباً لبلديات القطاع لعدم الحصول على كميات من المادة، موضحاً أن جميع بلديات القطاع لم تأخذ من الجمعية إلا 500 لتر فقط و1500 لتر مخزنة في الثلاجات دون استعمال. وفيما يتعلق بمشكلة البعوض خاصة في منطقة تل السلطان قال النحال: "يجب رش الأحواض بمعدل 3-5 أيام لضمان عدم التكاثر" وأضاف "رش 3 لتر غير كاف بالنسبة لمساحة الأحواض والضخ اليدوي لا يؤدي الغرض". وأكد النحال أن الجمعية مستعدة لتوفير أي كمية من مادة الـ(BT) لأي مؤسسة تكون على قدر المسئولية في رش المادة، داعياً لمنع استيراد المادة الإسرائيلية ودعم المنتج الوطني. وبدوره، شرح د.عبد الحميد ضهير مدير الصحة والبيئة في بلدية رفح دور البلدية في مكافحة هذه المشكلة مؤكداً أن شح الميزانيات أكبر عائق أمام الحل. وأشاد ضهير بفاعلية مادة الـ(BT)، مشيراً أن" ثمن شراء المادة يكلّف مبالغ طائلة وذلك الذي يدفعنا إلى رش بكميات قليلة". وأكد ضهير تلقي البلدية شكاوي كثيرة من المواطنين في مناطق مختلفة برفح خاصة في تل السلطان غرب المحافظة وحي الجنينة في المناطق الشرقية. وقال ضهير إن البلدية تلقت وعوداً من سلطة جودة البيئة ووزارة الحكم المحلي بتوفير مادة الـ(BT) بعد أن قدمت البلدية استبيانات كاملة للكميات المطلوبة ومواعيد رشها، موضحاً أنه "إلى الآن لم يحدث شيء من تلك الوعود". وبذلك تبقى المشكلة قائمة أمام شح الميزانيات وعدم توفير كميات كافية من مادة الـ(BT) والضخ اليدوي غير المكافئ لمساحة الأحواض وكذلك انتظار تنفيذ الوعود. [img=062013/view_1370945929.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945931.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945932.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945934.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945936.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945939.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945940.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945942.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img] [img=062013/view_1370945944.jpg]البعوض يزعج المواطنين[/img]